في ظل شراكة استراتيجية بينهما .. مقاربة الجزائر في مكافحة الإرهاب تحظى باحترام أمريكي

اكسبت التجربة غير المسبوقة للجزائر في مكافحة الإرهاب خلال التسعينات، خبرة واسعة أهّلتها لتكون شريكا هاما لأهم دول العالم ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية.

عبّرت الولايات المتحدة مرارا عن صداقتها مع الجزائر، وهي تعتبرها شريكا مهما في القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب في المنطقة ، كما حيا المسؤولون الامريكان في عديد المرات الجهود الدبلوماسية الجزائرية الرامية إلى تعزيز السلام في البلدان المجاورة مثل ليبيا ومالي.

وفي آخر التصريحات قالت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، إليزابيت مور أوبين، إن مجال التعاون الأمني والجهود المشتركة ضد الإرهاب والشراكة الاقتصادية. يعتبران من أهم محاور العلاقات الثنائية بين البلدين، وذلك من خلال الحوار الاستراتيجي الذي يجمع بينهما. وذكرت في هذا الصدد بوجود ”حوار استراتيجي ومحادثات مباشرة بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية فيما يخصّ إفريقيا ومنطقة الساحل”، مشيرة إلى أن البلدين ”معنيين بمحاربة آفة الإرهاب والتطرّف بالمنطقة، حيث يعمل كلاهما على بذل الجهود للوصول إلى خلق استقرار اقتصادي حتى يتسنى لشعوبها العيش في سلام والتخلص من ظاهرة التطرف”.

كما أشارت سفيرة الولايات، إلى سعى البلدين لتكريس الاستقرار وتحقيق الازدهار في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
يذكر أنه لطالما حرصت الجزائر على تغليب الخيار الدبلوماسي واستبعاد الخيار العسكري لدرء مشاكل القارة بما فيها معضلة الإرهاب كما سعت الجزائر في إطار دبلوماسيتها إلى إقناع المجتمع الدولي بقمع تمويل الأعمال الإرهابية وتجريم دفع الفدية.

وقد بذلت الجزائر جهودا كبرى في إطار مسعاها لإقناع المجتمع الدولي بمدى خطورة هذه الظاهرة على الأمن الدولي طيلة السنوات الماضية، وقد كلّلت مجهوداتها بمصادقة مجلس الأمن على اللائحة (رقم 1904) المتعلقة بتجريم دفع الفدية (شهر ديسمبر 2009) والتي تعتبر مكملة للائحة (رقم 1373) المتعلقة بتمويل الإرهاب ومكافحته (اللائحة رقم 1267).

وقد أثبتت المقاربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب نجاعتها، فالجزائر اليوم دولة رائدة في مجال مكافحة الإرهاب بشهادة دولية ومن بينها الاعترافات الأمريكية ، وكان تقرير لمعهد “أمريكان إنتربرايز”، مرفق بجداول وبيانات توضيحية لانتشار الجماعات الإرهابية في القارة السمراء شدّد على أنّ الجزائر تمكّنت من منع التهديد الإرهابي وأحبطت مخططات مختلف التنظيمات الإرهابية التي حاولت أن تجد موطئ قدم لها في البلاد، وذلك بفضل العمل الأمني الاستباقي والرفض الشعبي الواسع للفكر المتطرف.

وفي تعليقه للإذاعة الوطنية اعتبر الخبير الأمني أحمد ميزاب في وقت سابق أن التقرير الأمريكي الذي أكّد أن الجزائر هزمت الإرهاب بفضل العمل الأمني الاستباقي أنصف المقاربة الأمنية المعتمدة من السلطات الجزائرية ما جعلت بلادنا نموذجا يقتدى به .

وقال أحمد ميزاب في تسجيل للقناة الإذاعية الأولى “إن التقرير أبرز أن الجزائر تشكل معادلة فريدة في المنطقة في إطار الحرب على الإرهاب وأخذ على سبيل المثال وليس الحصر عنصرين أساسيين واللذَين شكلا عناصر انتصار الجزائر على هذه الظاهرة من خلال التوظيف الأمثل للمعلومة الأمنية والخطط الأمنية الاستباقية”. وأوضح الخبير أن الجزائر تمكّنت من خلق بيئة رافضة لأي وجود إرهابي حيث وصل الوعي الاجتماعي في اطار محاربة الظاهرة الارهابية إلى مستوى كبير من اليقظة وتحوّلت بموجبه الجزائر إلى القاطرة وكذلك الفاعل الرئيسي في المنطقة بل مصدر للأمن والاستقرار في مجال الحرب على الإرهاب”.

يشار الى أنه تنعقد حاليا القمة الأمريكية-الإفريقية بمشاركة الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، ممثلا لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، كفرصة لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الأمريكية الإفريقية وبناء شراكة وثيقة وفعالة وفق رؤية جديدة، في ظل التطورات العالمية والإقليمية الراهنة. و على مدار ثلاثة أيام وبمشاركة نحو 45 من رؤساء الدول والحكومات، منهم الجزائر يكون أمام القادة الأفارقة فرصة سانحة لإسماع صوت القارة السمراء وتطلعاتها إلى عقد شراكة وثيقة مبنية على أسس جديدة تحقّق التنمية وتنهض بالاقتصاد الإفريقي مع العمل على ضمان الاستقرار السياسي والأمني، في خضم الأزمات التي تعيشها عديد الدول الإفريقية وتأثرها بالتوترات الحاصلة في العالم.

فايزة سايح

زر الذهاب إلى الأعلى