في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. ” حين يمشي الصمود والعدوان على أرض واحدة”

* بالمناسبة ....الرئيس تبون يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وحث على مناهضة فعلية من الأسرة الدولي للاستيطان .

جنبا الى جنب يسير على تلك الأرض الطاهرة” الصمود مع القمع “، و”الصبر مع العدوان” و”الكفاح مع الاحتلال”، و”عدالة قضية مع خرق للشرعية الدولية”، انها حكاية شعب أعزل مع محتل غاشم مدجج بشتى أنواع الأسلحة، إنها حكاية فلسطين الأبية أرض الرسلات والأنبياء ومسرى رسولنا الكريم ..

ومهما بعد المكان وتغيّر الزمان تظلّ جزائر الشهداء وفيَة لعهدها في دعم القضية و”مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، وبمناسبة “اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني” يقف المجتمع الدولي على حقيقة ثابتة لم تتغيّر منذ عقود وسنوات، قضية الشعب الفلسطيني التي لا تزال عالقة تنتظر الحلول والاسهامات الفعلية المجدية ..

يحتفل العالم باليوم الدولي للتضامن مع الفلسطينيين، ليقف في هذا الموعد المتجدّد كل عام، مع تواصل مأساة الشعب الفلسطيني، مقابل تعنّت الاحتلال وارتفاع وتيرة الهجمة الاستيطانية التي تنتشر كالسرطان وتستشري على الأراضي الفلسطينية، هذا الجمود التام في عملية السلام ازدادت وطأته بحملة تطبيع بين الكيان الصهيوني و بعض من الدول العربية، الأمر الذي أحدث تداعيات كبرى على القضية الفلسطينية خاصة و أن الاحتلال لم يقدّم أي بوادر جدّية للسلام .

مغزى اختيار تاريخ 29 نوفمبر

يأتي يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، والذي تحيي الأمم المتحدة فاعليته كل عام، تزامناً مع اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة قرار التقسيم رقم (181).

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في عام 1977 قرارا بالاحتفال في 29 نوفمبر من كل عام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. و اختارت هذا التاريخ بالتحديد بهدف الإشارة إلى قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعية العامة في عام 1947, والذي نصّ على قيام دولتين.

وجاء قرار الأمم المتحدة ليعيد التأكيد على ضرورة تنفيذ الشقّ الثاني من القرار المشار إليه، وعلى رغبة الأمم المتحدة أن يكون هناك حشد دولي وتضامن عالمي مع حقوق الشعب الفلسطيني، وصولا الى تسوية سياسية تحقّق السلام العادل و الشامل و تمكّن الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة و عاصمتها القدس الشريف.

حقائق على الأرض.. استيطان واحتلال والتطبيع “خنجر في ظهر القضية “

وبمرور الأعوام تتواصل جرائم الكيان الصهيوني الذي يواصل انتهاكاته ضد الشعب والأرض في فلسطين المحتلة.

ليأتي الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذه المرة في ظل متغيّرات جديدة أبقت السلام المأمول تحقيقه بعيد المنال، بسبب ممارسات المحتل الذي يعطّل عجلة التسوية ويواصل العمل على تغيير الوضع القائم عبر مصادرة الأراضي الفلسطينية و تكثيف الاستيطان غير الشرعي المخالف للشرعية الدولية، وفي السياق تؤكد الإحصاءات أنه منذ اتفاق أوسلو الموقع في تسعينيات القرن الماضي، تضاعف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بنسبة 180%يضاف إلى هذا تزايد وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى وتحوّله إلى عنوان للمواجهات المحتدمة .

وقد شكّل قرار التطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض من الدول العربية “خنجرا مسموما ” في ظهر القضية، باعتبار التقارب مع الكيان الصهيوني تعبير صريح وسافر عن تجاهل حالة الحرب القائمة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الصهيوني، واسقاط لحقوقه غير القابلة للتصرّف، وإنكار واضح وصريح لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض حسب قرار الأمم المتحدة رقم 194، وقرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي طالب الاحتلال بوقف الأنشطة الإستيطانية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

اتفاق المصالحة .. رأب للصدع و تمتين للبيت الفلسطيني

وفي خضم هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، والتي تزداد صعوبة بوجود فرقة وانقسام في البيت الداخلي الفلسطيني.

حاولت الجزائر رأب الصّدع الفلسطيني الذي طال أمده وفي السياق استبقت الجزائر القمة العربية التي انعقدت على أرضها “بعقد مؤتمر لم الشمل الفلسطيني ” في تأكيد صريح منها على مساعيها نحو وحدة الكلمة ولمّ الشّمل العربي، وتمكّنت بفضل حنكتها الدبلوماسية من جمع مختلف الفصائل الفلسطينية على طاولة واحدة، بعد 15 عاما من الانقسام. هذه الفصائل وقّعت في “قصر الأمم ” بالعاصمة شهر أكتوبر المنصرم على وثيقة أطلق عليها اسم “إعلان الجزائر”، في انجاز تاريخي من أجل تمتين البيت الفلسطيني للنأي به عن تجاذبات الاختلاف والانقسام الذي يذهب في مصلحة اعداء فلسطين، ووسط مباركة واشادة دولية واسعة .

القمة العربية تعيد القضية الفلسطينية

سعَت الجزائر من خلال احتضانها للقمة العربية في دورتها 31 إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الملفات العربية بعدما تعرّضت في العقود القليلة الماضية إلى” التحييد والتغييب ” في القمم السابقة، وعليه شكّلت القمة العربية المنعقدة في الجزائر لحظة فارقة في مسار الدعم العربي للقضية المركزية، خاصة في ظل الأوضاع الدولية الراهنة، وأكّدت في أبرز عناوينـها ومخرجاتها التمسك والدعم الـمطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غيـر القابلة للتصرف، في الحرية وتقرير الـمصير وإقامة دولة فلسطين الـمستقلة كاملة السيادة على حدود 4 جوان 1967، وعاصمتـها القدس الشريف.

رسالة من تبون .. الجزائر مع فلسطين قولا وفعلا

في رسالة قوية وغير مسبوقة، أكّد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، على موقف الجزائر الـمبدئي الثابت الداعم لنضاله من أجل استرجاع حقوقه الـمغتصبة، التي تكفلها الشرعية الدولية مشدّدا على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في إقامة دولته وعاصمتها القدس وداعيا الأسرة الدولية لوضع حد لعنت الاحتلال . وأوضح رئيس الجمهورية بمناسبة الاحتفال باليوم العالـمي للتضـامن مع الشعـب الفلسطيني،

إن إحياء هذا اليوم، هو تأكيد صريح لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، في إقامة دولته الـمستقلة وعاصمتـها القدس، مذكرا الـمجتمع الدولي بمسؤولياته التاريخية والسياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية اتجاه هذه القضية العادلة.

وحثّ رئيس الجمهورية على ترجمة ما يحتاجه الشعب الفلسطيني من التضامن الدولي إلى خطوات عملية، وإجراءاتٍ تنفيذية، الأمر الذي يستدعي وقفة جادة وحازمة من الأسرة الدولية، وخاصَّة من مجلس الأمن والجمعية العامة ليس فقط لوضع حد لتعنت الاحتلالِ، ورفضه الالتزام بالشرعية والقرارات الدولية، وأوضح الرئيس تبون في رسالته، أنه يجب الـمناهضة الفعلية والقوية لـمنظومة الاستيطان التي يقوض الاحتلال من خلالها كل فُرص تحقيق حلِ الدولتين، وينتج بانتهاجها واقعا مريرا من التمييز وازدواجية الـمعايير. وأوضح الرئيس انّه تمَ من هذا الـمنطلق، بإشرافه الـمباشر والشخصي، باستضافة جولات مصالحة ما بين الفصائل الفلسطينية، تكلّلت باعتماد ” إعلان الجزائر ” الذي حظي بمباركة الأمين العام للأمم الـمتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية، والعديد من الدول، والذي يـهدف إلى التأسيس الفعلي لأرضية حقيقية تُنهي الانقسام وتُفضي إلى الالتفاف حول مطالب موحَّدة تقود إلى إنصاف الشعب الفلسطيني واسترداده لحريته وسيادته الـمسلوبتين منذ عقود طويلة.

ان قضية فلسطين تعدّ من أمهات القضايا في الجزائر فهي تحظى باجماع شعبي ورسمي منقطع النظير وسط دعواتها المتجدّدة في كل مرة ومن كل المنابر إلى إقامة دولة فلسطينية في حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية .

وفي كل المناسبات والمواقف والتصريحات يتأكّد كل مرة أنها قصة ودّ غير مسبوقة بين أرضين مسقيتين بدماء الشهداء .

فايزة سايح

زر الذهاب إلى الأعلى