سيدي عمار: تقاعس مجلس الأمن عن ضمان التنفيذ الكامل لولاية المينورسو سبب عودة الحرب في الصحراء الغربية

 أصدر عضو الأمانة الوطنية وممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمسؤول عن التنسيق مع المينورسو محمد سيدي عمار، بيانا بمناسبة مرور ثلاثين سنة على دخول وقف إطلاق النار حيز النفاذ في الصحراء الغربية.
واكد سيدي عمار ان تقاعس مجلس الأمن قد سمح لدولة الاحتلال المغربية بمنع بعثة المينورسو من العمل وفقاً للمبادئ العامة المطبقة على عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، مشيرا الى ان القيود التي تفرضها دولة الاحتلال على البعثة، والتي لا تزال قائمة حتى اليوم، قد الحقت المزيد من الضرر بمصداقية البعثة وحيادها واستقلاليتها.
وقال ذات المتحدث:” ات خير دليل اليوم على تقاعس مجلس الأمن، الذي يتحمل المسؤولية الرئيسية عن صون السلم والأمن الدوليين، هو فشله في التصرف بقوة وحزم في مواجهة خرق المغرب الخطير لوقف إطلاق النار لعام 1991 وعمله العدواني الجديد على المناطق المحررة من الصحراء الغربية في 13 نوفمبر 2020″.
وأضاف سيدي عمار:” ان العمل العدواني المغربي الجديد، الذي يستمر إلى اليوم في إفلات تام من العقاب، أدى إلى انهيار ما يقرب من ثلاثين سنةً من وقف إطلاق النار واندلاع الحرب من جديد في الصحراء الغربية، وهو ما قد يؤدي إلى أخطر العواقب على السلم والأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها في الوقت الذي تستمر فيه وتتصاعد المواجهات المسلحة بين الجيش الصحراوي وقوات الاحتلال المغربية مع مرور كل يوم”.
كما أكد المسؤول الصحراوي أنه رغم أن مجلس الأمن ما فتئ يُضمِّن مسألة حقوق الإنسان في ولايات عمليات السلام منذ عام 1991، فإن المينورسو ما زالت تشكل حالة شاذة من حيث كونها لا تمتلك أي ولاية فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
والآن، وبعد مرور ثلاثين سنة على انتشار البعثة في الإقليم، لا تزال المينورسو عاجزة تماماً عن حماية حقوق الإنسان للمدنيين الصحراويين والناشطين في مجال حقوق الإنسان في الأراضي الخاضعة للاحتلال المغربي غير الشرعي الذين يتعرضون يومياً لفظائع يندى لها الجبين وممارسات همجية ولا إنسانية على مرأى ومسمع من البعثة، يضيف نفس المسؤول.
وقال سيدي عمار:”لا يستطيع أحد أن ينكر أن عرقلة دولة الاحتلال المغربية ومماطلتها وافتقارها الواضح للإرادة السياسية قد حالت عملياً دون تنفيذ المينورسو الكامل للولاية التي أُنشئت من أجلها تحت سلطة مجلس الأمن بموجب قراره 690 (1991) المؤرخ 29 أبريل 1991″.
كما أشار ذات المتحدث الى ان دولة الاحتلال التي لا تزال تتمتع بالحماية والرعاية من قبل بعض الجهات، قد أظهرت بوضوح، ومن خلال أعمالها المستمرة والمزعزعة للاستقرار وغير القانونية في الصحراء الغربية المحتلة، أنها ماتزال مصرة على منع المينورسو من التنفيذ الكامل لولايتها وتحقيق حل سلمي ودائم لإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية.
وقال ممثل جبهة البوليساريو:” أنه يتعين على مجلس الأمن أن يعي أن السبب الأساسي لعجز المينورسو عن الوفاء التام بولايتها هو عدم استخدام المجلس ذاته لجميع السلطات التي يخولها له ميثاق الأمم المتحدة لضمان التنفيذ الكامل لولاية بعثته في الصحراء الغربية.
كما ينبغي للمجلس أيضاً أن يدرك أن سياسة ترك الوضع على ما هو عليه، هي التي أوصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن وما صاحب ذلك من انهيار وقف إطلاق النار وعودة الحرب في الصحراء الغربية، يضيف المسؤول الصحراوي.
وجددت جبهة البوليساريو التأكيد علة أنها لا تزال ملتزمة التزاماً كاملاً بالحل السلمي والدائم لإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية على أساس الاحترام التام لحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف وغير القابل للمساومة في تقرير المصير والاستقلال وفقاً لأهداف ومبادئ القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ذات الصلة.
كما أكدت الجبهة ان الشعب الصحراوي لن يقبل أبداً الأمر الواقع الذي تسعى دولة الاحتلال المغربية إلى فرضه بالقوة في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية وسيواصل استخدام جميع الوسائل المشروعة للدفاع عن حقوقه وتطلعاته الوطنية المشروعة.
وشددت جبهة البوليساريو على أنه حان الوقت لكي تَقْرِنَ الأمم المتحدة ومجلس الأمن على وجه الخصوص التزامهما المُعلن عنه مراراً بحل سلمي وعادل ودائم في الصحراء الغربية بإجراءات ملموسة لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال بحرية وديمقراطية.
رمزي أحمد توميات
زر الذهاب إلى الأعلى