المغرب يستغل عملية تحديد الهوية لجلب المزيد من المستوطنين الى الصحراء الغربية

أفادت دراسة صحراوية حديثة أن المغرب وجد في عملية تحديد الهوية في إطار التحضير لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية فرصة سانحة لجلب حوالي 120 الف مستوطن مغربي تم توزيعهم على مخيمات شيدت في كافة المدن والمداشر الصحراوية، خاصة في السمارة والداخلة وبوجدور.
 وكانت لذلك تداعيات خطيرة على مخطط التسوية الأممي، وعلى عملية تحديد الهوية وعلى الخارطة الديموغرافية للصحراء الغربية.
وحسب هذه الدراسة فبعد فشل عملية تحديد الهوية لهذا السبب، تم منح الكثير من هؤلاء المستوطنين المغاربة الأراضي والمنازل بالإضافة إلى المعونة الغذائية المتواصلة وفرص الشغل في كل ربوع الصحراء الغربية.
في حين يتم نهب ثروات البلد وتفقير الصحراويين، سواء منهم الصحراويون من سكان الإقليم أو صحراويي مدن “جنوب المغرب” مع حرمانهم من التمتع بنفس الفرص والامتيازات التي يتمتع بها المستوطنون المغاربة هناك.
كما أشارت الدراسة إلى أن أحداث مدينة الداخلة لسنة 2011 أدل مثال على تجبر المستوطنين المغاربة ومدى الدعم الذي يوفره لهم النظام المغربي. حيث أطلق عليهم الصحراويون تسمية “الطابور الخامس” باعتبارهم نوع من الجيش الاحتياطي المدني (الميليشيات) للنظام المغربي في الصحراء الغربية.
 هذا الأمر جعل منهم قوة لا يستهان بها سواء على المستوى الاجتماعي، والاقتصادي، أو حتى المستوى السياسي، تضيف الدراسة الصحراوية.
وأكدت الدراسة على أن مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار منحت المغرب فرصة عظيمة للدفع بالمغاربة إلى الاستيطان في الصحراء الغربية، مما نتج عنه محاولة طمس الثقافة الصحراوية ، وتزوير التاريخ، وسلب الأراضي، والاستيلاء على المشاريع، ونهب الثروات، والتهرب الضريبي وتدمير بنية المجتمع الصحراوي وتخريب النسيج الاجتماعي.
وخلال السنوات الأخيرة فضحت عدة تقارير سياسة الاستيطان المغربية في الصحراء الغربية، فقد أشار تقرير رسمي صادر عن البرلمان الألماني جوان 2020 إلى أن نقل سلطة الاحتلال المغرب جزء من مواطنيها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها وإختطاف و نقل سكان الأراضي المحتلة إلى أراضيها يشكل إنتهاكاً للمادة 49 من إتفاقية جنيف الرابعة التي توصي فيما يخص حماية المدنيين في ظروف الحرب أو الاحتلال “أنه لا يجوز للدولة القائمة بالاحتلال نقل مواطنيها في الأجزاء التي تحتلها”.
وفي جوان الماضي اكدت منظمة “فريدوم هاوس” الامريكية في تقريرها السنوي  ان المغرب يحتل الصحراء الغربية و يمارس سياسات متعددة للسيطرة على الإقليم، موضحا أن المغرب لجأ منذ بداية احتلاله للصحراء الغربية الى انتهاج سياسة استيطانية في محاولة لقلب التوازن السكاني لصالحه، وبالتالي التأثير على استفتاء تقرير المصير .
رمزي أحمد توميات
زر الذهاب إلى الأعلى