الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة أم احتفال عادي؟

الكاتب الصحفي هيثم رباني

في كل مرة يحل فيها موعد المولد النبوي الشريف تقوم معارك طاحنة ما بين المحرمين و المحللين لاحتفالات المولد النبوي الشريف مع مواقف وسط نادرا ما تسمع ، و نستعرض هنا في خمس نقاط كل ما يتعلق بهذا الحدث.

1- أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف الدولة الفاطمية الشيعية الإسماعيلية في مصر أي بعد حوالي 400 عام من وفاة النبي عليه الصلاة و السلام، أي أن هذا الاحتفال لم يعرف قبل هذا لا عند النبي عليه الصلاة و السلام و لا الصحابة و لا تابعيهم و لا الدولة الأموية أو العباسية.

2- كان هدف الشيعة الاسماعليين هو جمع الناس في احتفالات ظاهرها الفرح بالنبي عليه الصلاة و السلام و أهل بيته و باطنها الدعوة إلى المذهب الإسماعيلي الباطني أي يظهر شعائر الإسلام في الشكل الخارجي و يبطن الكفر بالقرآن و السنة و تعويضها بفلسفات حلولية تلغي تعاليم الإسلام.

3- سقطت الدولة الفاطمية على يد الفاتح صلاح الدين الأيوبي في القرن السادس الهجري، و لم يسقط الاحتفال بالمولد بل تلقفه أقوام من أهل السنة و الجماعة و تحول على مر القرون احتفالا سنويا يضم فعاليات علمية لشرح سيرة النبي عليه الصلاة والسلام و صوفية من مقبولة إلى بدعية أو حتى شركية من خلال قول أن النبي يعلم الغيب و أخيرا شعبية توقد فيها الشموع و القناديل و تطبخ فيها أكلات خاصة بكل منطقة و بكل بلد.

4- المحرمون يعتبرونه بدعة لا أساس لها في الدين و هذا مفهوم، فيما المحللون يعتبرونه احتفالا ضروريا للاعتبار و الفرح بالنبي عليه الصلاة و السلام و لكنهم أقوام شتى لا يتفقون حول عقد النية بأن الاحتفال بالمولد وهذا حرام بالإجماع لأنه لا عيد في الإسلام إلا الفطر و الأضحى، كما يختلفون في فعاليات المولد الأخرى اختلافا شديدا.

5- هنا يأتي الاستنتاج فإذا كان المحرمون لا يقدرون على منع الناس فالأجدر مع تقديم النصح تقديم البديل و هو تهذيب المناسبة كي لا تتضمن شركا و لا تبذيرا، لأنه و ببساطة إذا لم يتمكن المحرمون لكل شيء من منع الاحتفال بالناير في شمال إفريقيا و النوروز في بلاد المشرق فحري بهم التعامل بحكمة و روية خاصة مع موروثات تارخية رسخت في الحس الجمعي للعامة.

هيثم .ر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى