هذا ما اتفق عليه القادة العرب..”اعلان الجزائر” يتمخض عن قرارات تاريخية

توصل القادة العرب في قمتهم 31 المنعقدة بالجزائر عبر ” إعلان الجزائر” المنعقد يومي الفاتح والثاني من نوفمبر الى عدة قرارات تاريخية وهامة تخص العديد من القضايا العربية تتصدرها القضية الفلسطينية.

وجاءت قرارات القادة العرب استلهاما من التاريخ المشترك ومن وشائج التضامن العربي الذي تجلى في أبهى صوره خلال التفاف الشعوب والدول العربية حول نضال الشعب الجزائري إبان ثورة الفاتح من نوفمبر ، واستذكارا للقرارات التاريخية التي اخذتها القمم العربية سيما تلك المنعقدة بالجزائر في مراحل مفصلية من تاريخ الأمة وادراكا من القادة العرب المجتمعين في قمة الجزائر للظروف الدقيقة والمتسارعة التي تحدث في الساحة الدولية.

أعلن القادة العرب المجتمعون بمدينة الجزائر يومي الفاتح والثاني نوفمبر 2022 ، في الدورة العادية 31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون على مركزية القضية الفلسطينية ، والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 حزيران 67 وعاصمتها القدس المستقلة ، مع حق العودة وتعويض اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 ، لعام 1948.

كما أكد القادة العرب على تمسكهم بمبادرة السلام العربية لعام 2002، بكافة عناصرها واولوياتها والالتزام بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي الغربية بما فيها الجولان السوري ، مزارع شبعا ، تلال كفر شوبا اللبنانية .

وشدد ” إعلان الجزائر ” على حل الصراع العربي الاسرائيلي على اساس مبدأ الارض مقابل السلام والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية .

كما اقر القادة العرب مواصلة الجهود لحماية القدس المحتلة ومقدساته في وجه محاولات الاحتلال لتغيير ديموغرافيتها وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية .

القادة العرب طالبوا ايضا برفع الحصار عن غزة وإدانة استخدام القوة من قبل الاحتلال ضد الفلسطينين، وفي ذات السياق أكد إعلان الجزائر على تبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة .

وهنا ثمن واشاد القادة العرب بالجهود المبذولة لتوحيد الصف الفلسطيني والتي تمخضع عنها توقيع الاشقاء الفلسطينيين على إعلان الجزائر المنبثق عن مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية المنعقدة بالجزائر مابين 11 و13 أكتوبر 2022 .

من هنا أوضح إعلان القادة العرب على ضرورة مرافقة الفلسطينين لتجديد الخطوات المتفق عليها في اعلان الجزائر.اما فيما يخص الأوضاع في الوطن العربي ، فقد توصل” إعلان الجزائر” الى العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهوم الشامل وبابعاده المختلفة سياسية كانت أو اقتصادية غذائية طاقوية أو مائية وبيئة. مع المساهمة في حل وانهاء الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية بما يحفظ وحدة اراضيها وسعادتها على مواردها الطبيعية.

كما اتفق القادة العربية على رفض كافة أشكال التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية والتمسك بمبدأ الحلول العربية للمشاكل العربية ، عبر تقوية دور الجامعة العربية بما فيها الوقاية من الأزمات وحلها بالطرق السلمية .
وفي الشأن الليبي توصل ” إعلان الجزائر ” إلى التضامن مع الشعب الليبي ودعم الجهود الهادفة لإنهاء الأزمة الليبية من خلال حل ليبي ليبي يحفظ وحدة ليبيا وسعادتها ويصون أمنها وأمن جيرانها.

كما اتفق القادة العرب من خلال ” إعلان الجزائر ” على التأكيد على دعم الحكومة الشرعية في اليمن ومباركة تشكيل مجلس القيادة اليمني إلى غاية تحقيق تسوية سياسية تضمن وحدة اليمن وسلامة أراضيه وسلامة اراضي دول الخليج .

ورغم غياب سوريا عن القمة الا ان القادة العرب الملتئمين في الجزائر ، أعلنوا ضرورة القيام بدور جماعي قيادي للمساهمة في إنهاء الأزمة السورية ومعالجة كل تبعتها بما يضمن وحدة سوريا وسيادتها.

“إعلان الجزائر” رحب أيضا بتنشيط الحياة الدستورية في العراق ،بما في ذلك تشكيل الحكومة مع الإشادة بجهود العراق في دحر التنظيمات الإرهابية.

وفي الشأن اللبناني جدد القادة العرب من خلال “إعلان الجزائر ” تضامنهم مع لبنان للحفاظ على أمنه واستقراره ودعم خطواته في بسط السيادة على اقاليميه البرية والبحرية ، مع الاعراب عن تطلع القادة العرب لان يقوم مجلس النواب بانتخاب رئيس جديد للبلاد.

كما قرر القادة العرب دعم الصومال من أجل توطيد دعائم الأمن والاستقرار عبر مساهمة الدول العربية في تعزيز القدرات الوطنية الصومالية في مجال مكافحة الإرهاب ، كما اقر القادة العرب دعم الجهود المتواصلة لتحقيق حل سياسي بين جيبوتي وإريتريا فيما يتعلق بالخلاف الحدودي وموضوع الأسرى الجيبوتيين.

واكد إعلان الجزائر ايضا على على ضرورة المساهمة في دعم الدول العربية التي مرت أو تمر بظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة أو تلك التي تواجه حالات استثنائية من جراء الكوارث الطبيعية.

وانتهي القادة العرب أيضا في ختام اشغالهم الى ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وفقا للمرجعيات المتفق عليها، ودعوة جميع الأطراف المعنية إلى الانضمام وتنفيذمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي تظل حجر الأساس للنظام الدولي لمنع انتشار هذه الأسلحة.

اما فيما يخص تعزيز وعصرنة العمل العربي المشترك. تم الالتزام من قبل القادة المجتمعين في الدورة 31 للقمة العربية بالمضي قدما في مسار تعزيز وعصرنة العمل العربي المشترك والرقي به إلى مستوى تطلعات وطموحات الشعوب العربية،مع تثمين المقترحات البناءة التي تقدم بها سيادة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، عبد المجيد تبون، والرامية إلى تفعيل دور جامعة الدول العربية في الوقاية من النزاعات وحلها وتكريس البعد الشعبي وتعزيز مكانة الشباب والابتكار في العمل العربي المشترك،

و فيما يخص العلاقات مع دول الجوار والشراكات. تم التأكيد على ضرورة بناء علاقات سليمة ومتوازنة بين المجموعة العربية والمجتمع الدولي، بما فيه محيطها الإسلامي والافريقي والأورو-متوسطي، على أسس احترام قواعد حسن الجوار والثقة والتعاون المثمر والالتزام المتبادل بالمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة وعلى رأسها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. و

فيما يخص الأوضاع الدولية. أكد زعماء الدول العربية التأكيد على أن التوترات المتصاعدة على الساحة الدولية تسلط الضوء أكثر من أي وقت مضى على الاختلالات الهيكلية في آليات الحوكمة العالمية وعلى الحاجة الملحة لمعالجتها ضمن مقاربة تكفل التكافؤ والمساواة بين جميع الدول وتضع حدا لتهميش الدول النامية.

مع التأكيد على ضرورة مشاركة الدول العربية في صياغة معالم المنظومة الدولية الجديدة لعالم ما بعد وباء كورونا والحرب في أوكرانيا، كمجموعة منسجمة وموحدة وكطرف فاعل لا تعوزه الإرادة والإمكانيات والكفاءات لتقديم مساهمة فعلية وإيجابية في هذا المجال.والالتزام بمبادئ عدم الانحياز وبالموقف العربي المشترك .

الى جانب تثمين الدور الهام الذي تقوم به الدول العربية في معالجة التحديات الكبرى التي تواجه البشرية على غرار التغيرات المناخية والإشادة في هذا الصدد بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقتها المملكة العربية السعودية

 واختتم اعلان الجزائر بالاعراب عن عميق امتنان رئيس عبد المجيد تبون، على ما بذله من جهود قيمة في تنظيم وتسيير اجتماعات القمة بكل حكمة وتبصر ونظير دوره في تعميق التشاور وإحكام التنسيق وتوفير كافة الشروط لنجاح هذا الاستحقاق العربي الهام الذي سادته روح أخوية وتوافقية مثالية.

فايزة .س

زر الذهاب إلى الأعلى