في الذكرى الثالثة/ بعد 3 سنوات من انتخابه.. تعهّدات الرئيس تبون الـ54…إصلاحات اقتصادية في كل الاتجاهات

* الاقتصاد..مؤشرات ايجابية ، صفر مديونية ، ونفط اخضر، وعيون على بريكس

شكّل إعادة البناء المؤسساتي ضرورة قصوى للجزائر ، وتصدّر أجندة المهام وبعد تحقّقه كشرط أساسي، تلته عدّة اصلاحات خصوصا في القطاع الاقتصادي ، وفي ظرف 3 سنوات منذ انتخاب الرئيس تبون ، وهي فترة وجيزة في عمر الدول، أبانت عدّة مؤشرات على إنجازات لم تكن على الإطلاق هيّنة أو من السهل إنجازها، أرقام ايجابية سجّلها الميزان التجاري وتنامي الصادرات خارج المحروقات وتراجع قيمة المديونية الى الصفر ، مؤشرات شجّعت الجزائر على تقديم طلب للانضمام للبريكس، طلب قوبل بالترحاب من ركيزتي هذا التكتل العالمي القوي الذي تقوده أكبر اقتصاديات العالم متمثلة في روسيا والصين.

بالعودة بعجلة الزمن اي قبل 3 سنوات، جدّد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عقب أداءه لليمين الدستورية، تأكيده على العمل لتحقيق كافة الالتزامات التي تعهّد بها أمام الشعب الجزائري، مبرزا حرصه على إعادة تنشيط الاقتصاد الوطني و تعزيزه.

إصلاحات عميقة للنظام الضريبي

و بإحداث اسقاطات لتلك التعهدات على أرض الواقع نجد أن الكثير منها أنجز، فقد اتّخذت الجزائر في عهد الرئيس تبون قرارا بإصلاح النظام الضريبي كضرورة عاجلة لتحقيق الاقلاع الاقتصادي حيث قال ، رئيس الجمهورية في أولى خطاباته ” سنقوم بإصلاح عميق للنظام الضريبي نحرص على اقرار تحفيزات ضريبية و جبائية لضمان دفع للاقتصاد الوطني و خصوصا نسيج المؤسسات الناشئة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة “.

إجراءات ايجابية لصالح الاستثمار

وفي آخر التطورات في هذا الشأن أدرج قانون المالية لسنة 2023، الذي صادق عليه البرلمان قبل أيام، سلسلة من التدابير تتعلّق بدعم الاستثمار، في إطار مقاربة ميزانية جديدة أكثر نجاعة و شفافية. معبّرا عن مسعى الدولة للتحكم في توازناتها المالية و تشجيع الاستثمار و تعزيز المكاسب الاجتماعية مع الاستمرار في ديناميكية النمو.

يُذكر أن الأشهر الأخيرة شهدت ميلاد قانون الاستثمار الجديد، الذي نشر في الجريدة الرسمية شهر جويلية المنصرم، بعد 3 مراجعات على مستوى مجلس الوزراء، وإخضاعه للتصحيح والتحيين والتنقيح بأمر من رئيس الجمهورية شخصيا، فالنص الجديد الذي استغرق إعداده 3 سنوات، حُظي بترحاب من المتعاملين الاقتصاديين الوطنيين والأجانب على حدّ سواء.

تعزيز اقتصاد المعرفة

قرّر رئيس الجمهورية تعزيز الاقتصاد المعرفي الخلاق للثروة و مناصب الشغل وطيلة 3 سنوات تجلّت على ضرورة ربط الجامعة بعالم الاقتصاد لضمان استغلال أفضل وأنجع للبحث العلمي في التنمية و التطوير الاقتصادي، وحرصت الدولة أيضا على تعزيز قطاع الطاقة أكثر و العمل على تطوير استثماراته خصوصا في مجال الطاقات المتجددة .

الطاقة المتجددة والتقليدية ..ملفات دائمة على طاولة رئيس الجمهورية

وفي السياق حُظي ملف الطاقة الناضبة و الطاقة النظيفة المتجدّدة على اهتمامات الرئيس الذي أكد أن الجزائر ستعمل على تشجيع قطاع الطاقة و خصوصا الطاقات المتجددة و النظيفة، موضحا أنه من الضروري أيضا تعزيز تواجدها الطاقوي في القارتين الآسوية و الأوروبية و تعزيز صادراتنا الطاقوية خصوصا من الطاقات المتجددة “.، وهو ما أثبتته التطورات من خلال العقود المبرمة مع كل المتعاملين مع الجزائر الذين يعتبرونها شريكا موثوقا.

يشار إلى أنه تمّ تحقيق زيادات في مداخيل المحروقات جراء ارتفاع أسعار النفط والغاز لتصل 50 مليار دولار، كما شهد الدينار الجزائري لأول مرة مرحلة من التعافي، الذي لم يشهده منذ سنوات، هذه المؤشرات المريحة جعلت صندوق ضبط الإيرادات يعود للامتلاء. و عليه سجّل خبراء الاقتصاد بكثير من الأريحية الانجازات المحقّقة آملين في تحقيق المزيد، معتبرين ان أهم الانجازات في عهد الرئيس عبد المجيد تبون اقتصاديا تمثلت في تقليل التبعية الاقتصادية للمحروقات والنفط حيث تمّ لأول مرة تصدير ما قيمته 7 ملايير دولار خارج قطاع المحروقات حسبما كشفته إحصائيات هذا الشهر. كما أصبح الحديد والصلب والمطاط الجزائري يصدر الى دول عظمى ومن المنتظر حدوث ارتقاء وتطور في هذا المجال ، مع انطلاق أشغال منجم غار جبيلات.

الصيرفة الإسلامية..ثمار ايجابية

من جهة أخرى كرّس الإطلاق الرسمي للصيرفة الإسلامية في الجزائر قبل أقل من 3 سنوات ثمارها الإيجابية حيث كشفت الارقام عن مدّخرات تزيد عن 5000 مليار سنتيم، وهو ما يعبّر عن نجاح كبير أحرزته هذه الصيغة التمويلية بدل الصيغ التقليدية الربوية .

الجزائر تطرق أبواب البريكس

هذه المؤشرات الإيجابية جعلت عيون الجزائر تتطلع للانضمام إلى تكتل بريكس الذي يضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، ” وقد تطرقت شرشال نيوز في إعداد سابقة لطلب الجزائر الانضمام لمنظمة بريكس ” صاحبة أكبر نسب ومعدّلات نموّ اقتصادي، حيث ستسمح هذه الخطوة للجزائر بالتواجد في “نادي الكبار اقتصاديا”، وتمنحها العديد من اقتصادي العالمي. وسط ترحيب من ركيزتي التكتل موسكو وبيكين.

سوق السيارات..انفراجة حقيقية

ولا يمكن التطرق الى الملف الاقتصادي دون التطرق الى الانفراجة في سوق السيارات التي انتظرت من الشعب الجزائري بترقّب شديد ، حين أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مطلع شهر ديسمبر 2021 بمراجعة دفتر شروط الاستيراد والإفراج السريع عن الرخص للمتعاملين ، في أول خطوة في طريق لحلحلة الملف الذي بقي مجمدا لأربع سنوات وتسبّب في أزمة غير مسبوقة في السوق الوطنية.

الفلاحة ..النفط الأخضر

يضاف إلى هذه المؤشرات الإيجابية كل ما تحقّق في القطاع الزراعي وسط مساع جادة من الرئيس تبون لتحقيق الأمن الغذائي ، وفعلا حقّقت الجزائر المرتبة الأولى إفريقيا في مجال الأمن الغذائي في آخر تصنيف لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وقد وضعها هذا الإنجاز في “الخانة الزرقاء” في نفس المستوى مع أقوى دول العالم. ووصف خبراء هذا التصنيف بأنه “إنجاز” ، مُرجعين ذلك إلى دور الزراعة ” النفط الأخضر ” في دعم اقتصاد البلاد الباحث عن فرص جديدة لتنويع مداخيل الدولة خارج المحروقات.

هذا الانجاز يرجع الى الاهتمام الذي أولاه رئيس الجمهورية لقطاع الفلاحة ونظير النشاط الزراعي الكبير الذي أصبحت تلعبه “الزراعة الصحراوية” نتيجة التسريع في وتيرة استصلاح الأراضي الزراعية وهو ما سيجعل الجزائر حسب الخبراء في مرتبة متقدمة عالميا بعد 4 سنوات كأقصى تقدير .

كل هذه المؤشرات وغيرها هي تعبير صريح على أن قطار التغيير في القطاع الاقتصادي الذي انطلق قبل 3 سنوات بانتخاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون انطلق بشكل جدّي وفعال وهناك أشواط هامة منه قد أنجزت وأخرى في طور الإنجاز.

فايزة.س

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى