ثورةٌ أَلهَمَتْ فكتبوا في ذكراها الـ68… “نوفمبر عرس الجزائر الخالدة وجميع أحرار العالم”

الدكتور عطية جويد جارالنبي ( تشاد )

لا تزال ثورة نوفمبر العظيمة تُلهم المثقفين الأحرار في العالم، ولا تزال الجزائر قِبلَةً لكلّ الذين ناضلوا من أجل تحرير شعوبهم، فهي النبراس الذي أنار دروب الحرية للعديد من الشعوب، خصوصا في إفريقيا، فلم تمر الذكرى الـ68 لهذه الثورة المجيدة، التي جاءت في مرحلة استعادت فيها الجزائر مكانتها الإقليمية والدولية، إلا وتحرّك مثقفون من كل حدب وصوب لتسجيل شهاداتهم لأرض المعجزات..

وهاهو الكاتب التشادي الدكتور عطية جويد جار النبي، عميد جامعة كلية الآداب “ابيشي” بالتشاد، يقف وقفة إجلال لثورة نوفمبر المباركة، عرفانا لفضلها على إفريقيا والعالم، واعترافا لما قدّمته له شخصيا، كخريج جامعة بوزريعة بالجزائر العاصمة. فكتب الدكتور عطية جويد جار النبي في صحيفة “نجامينا الجديدة” مقالا بمناسبة الذكرى الـ68 لثورة نوفمبر، تتشرّف شرشال نيوز بإعادة نشره على موقعها:

التحرير

نوفمبر عرس الجزائر الخالدة وجميع أحرار العالم

الدكتور عطية جويد جارالنبي ( تشاد )

إن الجزائر التي تحتفل ونحتفل بذكرة انطلاقة ثورتها المجيدة في شهر نوفمبر من كل عام انها دولة شديدة المراس هي أسطورة العرب ومعجزة من معجزات الله على الأرض. فشعبها شعب لايضاهيه شعب في تميّزه وقدرة جلله و تحمّله لمواجهة الصراع مع التأريخ ومع القوة المحيطة به.

نعم إن شعب الجزائر هو شعب العظماء من الرجال الأبطال، أبطال الحق لا أبطال الباطل. شعب النازلات الماحقات، شعب مثقف، متفائل له شعور وانتماء وطني منقطع النظير ، حرّر نفسه من الاستعمار وبراثن الاستعمار، وحماها من الإرهاب.

ان دولة المليون ونصف المليون شهيد شعبها له شغف وحب للعلم والعلماء والحقيقة، شعب متمسك بهويته العربية الإسلامية. شعب قاد أكبر ثورة انسانية في التاريخ الحديث من أجل معركة التحرر. هذه الثورة المجيدة التي أثّرت في نفس الكاتب فرانتز فانون حيث نجد بصمة عميقة عنها في كتبه.

كما أنها ألهمت كفاح مانديلا بحيث كانت الجزائر أول بلد يزوره مانديلا بعد خروجه من السجن. هذا وقد كانت سببا في كثير من حركات التحرّر في العالم وخاصة في أفريقيا. و هذه الملحمة الفريدة التي صنعها الجزائريون ألهمت حتى ثورة السود Black panthers في أمريكا.

وإذ أعلنت الرئاسة الجزائرية أن عدد الشهداء منذ 1830 إلى 1962 بلغ 5600000 شهيد، فنحن نقول أن العدد قد يفوق 10000000 شهيد (راجع محاضرتنا بمناسبة عيد الاستقلال الستون من جويلية الفارط). فهذه الملحمة الفريدة التي سطّرها الجزائريون بدماء الشهداء الطاهرة نتائجها كانت باهرة، و هي تتمثل اليوم في الترتيب التالي: تحتل الجزائر المرتبة الأولى إفريقيا والثانية عربيا والثاني والعشرون عالميا في احتياطي الذهب، الأولى عربيا والثانية إفريقيا بعد جنوب أفريقيا في جودة البحث العلمي بحسب الهيئة الدولية المختصة في تصنيف مراكز البحث العلمي wabo mitrex، تحتل الجزائر الصدارة عربيا وإفريقيا في عدد المجلات العلمية والبحثية المتوافقة التأثير على غرار معايير أرشيف العالمية، الأولى عربيا في مشاركة المرأة بالبرلمان بنسبة 31.6%، الأولى عربيا وإفريقيا، وتبلغ نسبة النساء في القضاء 70% محامية و60% قاضية، المرتبة الأولى أفريقيا وعربيا، نسبة النساء المهندسات بحسب تقرير منظمة اليونسكو بنسبة 48.5% من إجمالي النساء الجزائريات، الأولى عربيا وإفريقيا في صناعة الحلويات و كأس الحلويات المقام بمدينة ليون الفرنسية، المرتبة الأولى أفريقيا وعربيا والثالث والخمسين عالميا في تطبيق برنامج التنمية المستدامة ضمن تطبيق ترتيب التميز لأهداف التنمية، الأولى أفريقيا والثالثة عربيا والرابع عالميا بعد إيران في إنتاج التمور في تقرير منظمة الفاو حيث صنف دقلة نور من أجود انواع التمور، المرتبة الثانية عربيا وأفريقيا بعد مصر في إنتاج البطاطا والمرتبة السابع عشر عالميا حسب إحصائية اخر تقرير للعام الفارط.

في مؤشر تكلفة المعيشة حسب اخر إحصاء شمل 139 دولة حلت الجزائر الأولى أفريقيا وعربيا والسادسة عالميا، في احتياطي النفط الثاني أفريقيا بعد نيجيريا والسابع عربيا بعد قطر والسادس عشرة عالميا بعد البرازيل ، في احتياطي الغاز الطبيعي الثاني إفريقيا بعد نيجيريا والرابع عربيا بعد الإمارات، بخصوص الأمن الغذائي تحتل الجزائر المرتبة الأولى أفريقيا والثامنة عربيا بعد الأردن بحسب تصنيف برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة والرابع والخمسين عالميا.

في الإنفاق العسكري الثانية عربيا بعد السعودية وافريقيا بعد جنوب إفريقيا والعشرين عالميا بعد اسبانيا بثلاث عشرة مليار دولار سنويا، الأولى عربيا وأفريقيا والخامس عشر عالميا بعد باكستان في أسطول الغواصات الحربية على حسب موقع global fire bord المتخصص في التصنيفات العسكرية.

في كرة القدم يحتل الفريق الجزائري الترتيب الثاني عربيا والثالث أفريقيا والتسعة والعشرين عالميا حسب تصنيف الفيفا 2021، سياحيا تعتبر سلسلة جبال الطاسيلي ثاني متحف عالمي طبيعي مكشوف بعد مدينة الاقصر بمصر.

وزيادة على كل ذلك أن الجزائر مساحتها هي الأكبر عربيا وإفريقيا والعاشر عالميا بعد كازاخستان. فهذه الجزائر عربيا وأفريقيا وعالميا وستظل كبيرة بثورتها ودم شهدائها وأبناءها الأوفياء المخلصين لمبادىء ثورة نوفمبر المجيدة الخالدة أمثال سيادة دولة الرئيس عبدالمجيد تبون رغم أنف المطبعين والحاقدين من قصيري النظر ودامت الجزائر أرض سلام لا تطبيع وتحيا الجزائر.

الدكتور عطية جويد جارالنبي ( تشاد )

زر الذهاب إلى الأعلى