تحاول التخلص من ورطتها عبر بوابة الأورو متوسطية: الأزمة مع الجزائر …شوكة في حلق مدريد

تحوّلت الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا، إلى شوكة في حلق حكومة بيدرو سانشيز ، الذي يحاول جاهدا سلك كل الطرق لإنهاء القطيعة الدبلوماسية، التي تجلّت بشكل واضح حين قرّرت الجزائر سحب سفيرها من مدريد، في أعقاب موقف مخزي من إسبانيا اتجاه القضية الصحراوية العادلة في خرق واضح وكبير للشرعية الدولية.

وفي صدد البحث عن المخارج اقترحت اسبانيا عقد قمة أورومتوسطية خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي، في النصف الثاني من عام 2023، وهو ما صرح به وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، في برشلونة، على هامش المنتدى الوزاري السابع للاتحاد من أجل المتوسط .

مدريد التي ارهقتها المظاهرات الشعبية الناقمة من الوضع خاصة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والكهرباء تخطط إسبانيا لجمع رؤساء دول وحكومات دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، ونظرائهم من الضفة الجنوبية للمتوسط تتقدمهم الجزائر رافعة يافطة الشراكة والتعاون بين ضفتي المتوسط .

يذكر أنه منذ اندلاع الأزمة بين الجزائر ومدريد، تكبّدت اسبانيا الكثير من الخسائر نتيجة لفقدان كثير من الامتيازات والتفضيلات التي كان يحظى بها الطرف الإسباني بموجب معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار التي وقعت بين البلدين في العام 2002.

ان انحراف البوصلة الإسبانية باتجاه المخزن على حساب الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير في خرق وتعدي سافر عن الشرعية الدولية، أدّى إلى تعليق العمل بهذه الاتفاقية في جوان 2022،، لتنهار بعدها المبادلات التجارية بين البلدين، ما ترتب تضرّر المصالح الإسبانية، ومن تداعياتها رفع أسعار الغاز الأمر الذي انعكس بشكل واضح على تفجر الجبهة الشعبية الداخلية في إسبانيا واحتقان لدى الطبقة السياسية من تصرفات حكومة سانشيز التي أضرّت بمصالح الشعب الإسباني.

يذكر أنه تفجرت جملة من الانتقادات خلال مناقشة ميزانية وزارة الخارجية الإسبانية على مستوى الكونغرس (البرلمان) وميزانيات القطاعات الأخرى، وطيلة الفترة الماضية .

وبغية إصلاح العلاقات المتوترة مع الجزائر، اتّخذت مدريد عدة مسالك لإصلاح الوضع، أو لتوجيه الضغط وزيادته على الجزائر لكن محاولاتها باءت بالفشل، حين عجزت عن جرّ الاتحاد الأوروبي إلى صراع مع الجزائر، رغم المساعي التي قام بها المفوض السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، وهو وزير خارجية إسباني سابق.

الفشل لزم مدريد في مسلكها الثاني، حين محاولتها إقناع منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” بتهديدات قادمة من الضفة الجنوبية غير أن مسعاها خاب مرة أخرى في الاجتماع الذي احتضنته شهر جوان المنصرم، وكانت قد راهنت على شعارات “الاستخدام السياسي لموارد الطاقة والهجرة غير القانونية” ، شعارات سقطت في الماء لأنها لم تنجح في ضم الناتو إلى صفها وكسب اصطفافه وإدخاله في صراع ضد الجزائر.

ورغم هذه المحاولات المتعدّدة والتي انتهت بالفشل كل مرة، تحاول مدريد هذه المرة عن طريق الاتحاد الأورومتوسطي، جرّ الجزائر لإنهاء القطيعة، غير أن التوقّعات تشير إلى فشل جديد. خاصة وأن هذا المسار سيشارك فيه ويحضره الكيان الصهـ..ـيوني كطرف مشارك من الضفة الجنوبية، وبذلك تتحوّل أزمة إسبانيا مع الجزائر إلى ورطة حقيقية تدفع تكلفتها باهضا وشوكة في حلقة حكومة سانشيز.

فايزة سايح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى