نحو مرحلة جديدة من العمل البحثي العربي المشترك: الجزائر في قلب المبادرة

أعلن الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية، عبد المجيد بن عمارة، عن انطلاق مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك في مجال البحث العلمي، خلال كلمته في حفل إطلاق المشروعات البحثية الجزائرية المعتمدة ضمن مبادرة التحالفات العربية للبحث العلمي والابتكار للعامين 2023–2024، المنظَّم اليوم الإثنين، بفندق الأوراسي بالعاصمة. وأكد أن هذه المرحلة تقوم على أسس التنسيق والتكامل بدلًا من التنافس، وتعتمد على الجودة والتأثير الفعلي عوضًا عن الكثرة الشكلية.
وأكد عبد المجيد بن عمارة أنّ هذه المبادرة، التي تُعدّ الأولى من نوعها في العالم العربي، لا تقتصر فقط على تمويل مشروعات بحثية، بل ترسّخ لفكر عربي جديد في إدارة ملف البحث العلمي، يقوم على الشراكة، والتنافسية، وربط المشاريع العلمية باحتياجات التنمية في الوطن العربي. وشدّد على أن لا دولة بمقدورها اليوم أن تواجه التحديات التنموية لوحدها، في ظل تحولات علمية ومعرفية متسارعة، تتطلب تكاتفاً عربياً في شتى المجالات الأكاديمية والبحثية.
وخصّ الأمين العام بالشكر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية، مشيداً بالدور المحوري الذي قامت به من خلال مديرها العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في تنظيم هذا الحدث العربي الهام. كما حيّا الباحثين الجزائريين الذين تم اختيار مشروعاتهم، مؤكداً أن الجزائر كانت من الدول الأكثر تفاعلاً ومساهمة في الدورة الأولى، معرباً عن أمله في انخراط أكبر خلال الدورة الثانية المرتقبة قبل نهاية العام الجاري.
واعتبر بن عمارة أن المبادرة تضع لبنات أولى لمشروع عربي بحثي مشترك، يخاطب قضايا واقعية ومجالات ذات أولوية، منها، الطاقة والمياه باعتبارهما موردين أساسيين للتنمية ويتطلبان حلولًا مبتكرة لضمان استدامتهما وعدالة توزيعهما، الصحة والدواء لمواكبة التحديات الصحية المتزايدة وتعزيز الأمن الدوائي العربي، الزراعة والغذاء والبيئة لمعالجة إشكاليات الأمن الغذائي والتغير المناخي وتدهور النظام البيئي، والتكنولوجيات البازغة كالذكاء الاصطناعي والروبوتات والتقنيات الرقمية المتقدمة بوصفها قاطرة التغيير في المستقبل، وكذا العلوم الاجتماعية والإنسانية لإثراء الفهم العميق للتغيرات المجتمعية والثقافية والسياسية وصياغة رؤى تنموية متكاملة.
وختم الأمين العام بالتأكيد على أن اتحاد مجالس البحث العلمي العربية سيواصل دعم هذه المبادرة ومشروعاتها، متعهداً بمتابعة تنفيذها لضمان أثرها العلمي والمجتمعي، ومؤكداً أن هذا النموذج سيكون مرجعاً يُحتذى في إطلاق مشروعات بحثية عربية أوسع وأكثر تنوعاً خلال السنوات المقبلة.
شرف الدين عبد النور
