ميزانية قطاع الشؤون الدينية 2026: بلمهدي يعرض أولويات الوزارة لتحديث التسيير وتعزيز التكوين

قدّم وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي عرضاً مفصلاً حول ميزانية القطاع لسنة 2026، خلال جلسة خصصت لدراسة مشروع قانون المالية، بحضور وزيرة العلاقات مع البرلمان نجيبة جيلالي، وترأسها رئيس لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني محمد بن هاشم.

واستهلّ رئيس اللجنة الجلسة بالتأكيد على المكانة المحورية لقطاع الشؤون الدينية في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز القيم الروحية والأخلاقية، مشيداً بالدور الذي تؤديه الوزارة في ترسيخ المرجعية الدينية الوطنية ونشر قيم الوسطية والاعتدال، ومكافحة الفكر المتطرف.

ودعا بن هاشم إلى إدراج آليات عملية في الميزانية الجديدة لتطوير منظومة التسيير وتعزيز الشفافية والنجاعة، بما يضمن تحسين أداء القطاع وتحسين ظروف العاملين فيه.

وخلال عرضه، أوضح الوزير بلمهدي أن قطاعه يُعنى بإعداد وتنفيذ السياسة الوطنية في مجال الشؤون الدينية والأوقاف، من خلال برامج متكاملة تستجيب لأولويات الحكومة وتطلعات المجتمع.

برامج القطاع وأهدافه

وبيّن بلمهدي أن نشاطات القطاع تُنفذ عبر ثلاثة برامج رئيسية متكاملة:

البرنامج الأول: يخص التوجيه الديني والثقافة الإسلامية، ويركز على ترقية الخطاب الديني، وتنشيط الحياة المسجدية، ونشر الثقافة الإسلامية عبر مختلف الوسائط الإعلامية، إلى جانب تنظيم المناسبات الدينية الكبرى.

البرنامج الثاني: يتناول التكوين والتعليم القرآني، ويرمي إلى تحسين مستوى تكوين مستخدمي القطاع وتأطير المدارس القرآنية والزوايا، وتنظيم المسابقات الوطنية والدولية في حفظ القرآن الكريم، مع الحفاظ على أصالة طرق التدريس وتشجيع الحفظة.

البرنامج الثالث: يتعلق بالإدارة العامة، ويهدف إلى تعزيز التأطير البشري وتوفير الوسائل المادية الملائمة، إلى جانب تطوير الرقمنة وتحسين الخدمة العمومية على المستويين المركزي والمحلي.

الأرقام والمؤشرات المالية

وأعلن بلمهدي أن ميزانية القطاع لسنة 2026 بلغت 60.599 مليار دينار كرخصة التزام و57.669 مليار دينار كاعتمادات دفع، مسجلة زيادة بنسبة 4.89% مقارنة بالسنة المالية السابقة.

وأوضح أن نفقات المستخدمين استحوذت على 79.74% من الميزانية، مقابل 10.74% للاستثمار و7.63% للتحويلات.

وفي إطار العمليات الاستثمارية الجديدة، خصصت الوزارة غلافاً مالياً يقدر بـ3.5 مليار دينار لتهيئة فروع المركز الثقافي الإسلامي وتجهيز المعاهد والمدارس القرآنية وإنجاز مقرات للمديريات الولائية الجديدة في الجنوب.

كما رُصد أكثر من 3 مليارات دينار لإعادة تقييم المشاريع الجارية، منها مواصلة إنجاز سبعة مساجد أقطاب وطنية وتأهيل كاتدرائية القلب المقدس بالعاصمة.

رؤية عصرية لتحديث القطاع

واختتم الوزير عرضه بالتأكيد على أنّ ميزانية سنة 2026 تعكس رؤية الوزارة القائمة على تحديث تسيير القطاع وترقية التكوين الديني، وتعزيز البنية التحتية للمؤسسات المسجدية والتعليمية، في إطار توجهات ترتكز على الرقمنة والحوكمة الرشيدة لخدمة المواطن وترسيخ القيم الدينية والوطنية.