مجلس الأمن الدولي يخذل المغرب ويُسقِط الوهم الذاتي أمام أعين فرنسا وأمريكا

نسف مجلس الأمن الدولي فرحة المغرب التي انتشى بها عقب اعلان الخارجية الامريكية دعمها لأطروحة الحكم الذاتي على الصحراء الغربية، وتحوّلت تلك الفرحة إلى مأتم يحمل نعشه وزير خارجية المخزن العائد من نيويورك بقرار أممي يفضح تاريخا من الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، ويضح حدا لوهم الاعتراف الوهمي لفرنسا وأمريكا على السيادة المزعومة للمغرب على أراضي هذا الإقليم المحتل باقرار التاريخ ومواثيق الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وكل الهيئات الدولية العادلة.
وأقرّ أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال الجلسة المغلقة للمشاورات حول بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، الاثنين، الاعتراف الكامل بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واحترام القوانين الأممية ذات الصلة.
فبالرغم من ترأس فرنسا الدوري لمجلس الأمن الشهر الجاري، لم تتمكّن من تجسيد موقفها المخالف للشرعية الدولية المساند لأطروحة الحكم الذاتي التي يروّج لها المخزن والذي أكّده وزير خارجية المغرب ناصر بورويطة خلال زيارته الأخيرة إلى فرنسا عشية انعقاد الجلسات المغلقة بمجلس الأمن.
كما كشف قرار أعضاء مجلس الأمن أنّ التصريح الأخير لوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، العضو الدائم في ذات المجلس، لا يختلف عن تغريدة ترامب في 2020 خلال ولايته الرئاسية الأولى، ليس سوى ابتزاز لنظام المغرب لتقديم المزيد من التنازلات والمُضي في اتفاقيات ابراهام التي أشادت الخارجية الأمريكية بدور المغرب في تجسيدها خلال نفس التصريح ، ما يؤكّد أنّ هذا الاعتراف ليس ثمرة غير ناضجة للتنازلات الخطيرة التي يقدّمها المخزن على حساب تاريخ شعبه ودينه ومكوّناته الاجتماعية.
فتصويت مجلس الأمن الدولي عكس ما كان يطمح له المغرب، هو خيبة أخرى للمخزن تُضاف إلى سجلّه الحافل بخيبات محاولة تجسيد احتلاله لأراضي الصحراء الغربية، فمن خيبات ديبلوماسية شراء الذّمم، والابتزاز إلى خيبات التنازلات المفضوحة بمقابل وهمي معاكس للتاريخ وللشرعية الدولية.
كما خاب إعلام المخزن الذي شنّ قبل الجلسة المغلقة لمجلس الامن حملة لا مثيل لها بشعار طيّ صفحة الصحراء الغربية، بثقة تامة استلهمتها الصحافة المغربية من رحلة بوريطة إلى واشنطن وباريس إلى أن طُويت صفحة الجرائد على قرار أممي ليس من السهل إعادة نشره وكشف الأكاذيب المهوسة بنصر لن يتحقّق.
وليد بحري
