كتلة برلمانية في برلمان أمريكا الوسطى تفضح ممارسات ديبلوماسية المخزن وتنتصر لحقّ الشعب الصحراوي في تقرير المصير

أصدرت الكتلة البرلمانية لليسار (GPI) في برلمان أمريكا الوسطى بياناً قوياً تؤكد فيه دعمها للجمهورية العربية الصحراوية، مجددة التزامها بحق الشعوب في تقرير مصيرها وسيادتها.
وقام النائب خوسيه أنطونيو ثيبيدا لوبيز بتلاوة بيان الكتلة البرلمانية، وخلال الجلسة التي عُقدت في 28 ماي بمدينة بنما، أعرب فيه عن اعتراف الكتلة بالجمهورية العربية الصحراوية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، والمدعومة من قبل الاتحاد الإفريقي وأكثر من 80 دولة حول العالم.
كما أيّدت الكتلة البرلمانية الجهود الدبلوماسية والسياسية التي تقودها جبهة البوليساريو، بوصفها التنظيم السياسي الشرعي للشعب الصحراوي، من أجل تنفيذ اتفاق السلام الموقع عام 1991، والذي ينص على إجراء استفتاء لتقرير المصير.
ودعت الكتلة المجتمع الدولي إلى العمل على تنفيذ هذا الاتفاق وضمان حق الشعب الصحراوي في اتخاذ قراره بحرية بشأن مستقبله على أرضه التاريخية.
ومن داخل برلمان أمريكا الوسطى (PARLACEN)، جدّدت الكتلة البرلمانية لليسار تأكيد تضامنها مع القضية الصحراوية والتزامها بالعدالة وإنهاء الاستعمار.
وكردّ فعل على هذا الموقف، تحرّكت سفارة المغرب بغواتيمالا في محاولة للضغط على برلمان أمريكا الوسطى لإصدار بيان أو تصريح معاكس يساند الطرح المغربي بخصوص قضية الصحراء الغربية.
وحملت رسالة سفير المغرب لدى غواتيمالا في طياتها تهديدا للبرلمان، حيث زعم السفير طارق لوعجري ” إن هذه التحركات المشبوهة، ذات النوايا السيئة والمثيرة للاستياء، لا تعرض هذه العلاقات للخطر فحسب، بل كما قلت لكم مرارًا، تفتح أبوابًا لتحركات جديدة ستضر، بلا شك، بمصالح البرلمان نفسه.”
وتكشف رسالة السفير المغربي عن الديبلوماسية الابتزازية التي يمارسها ممثلو المخزن لدى الدّول لتسويق أطروحته الاستعمارية، وكذا محاولات التدخّل في مواقف سيادية تتخذها هيئات في إطار حيّزها السياسي.
وقد جاء موقف كتلة اليسار الداعم لحقّ الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، كردّ صريح للزيارة التي قام بها رئيس برلمان أمريكا الوسطى (PARLACEN)، كارلوس ريني هيرنانديز، رفقة وفد من ذات البرلمان، منتصف أفريل المنصرم إلى المغرب، ومنه إلى مدينة العيون المحتلة، حيث انتزع المخزن تحت إشراف رئيس مجلس المستشارين من رئيس برلمان أمريكا الوسطى تأييدا لأطروحته الوهمية بخصوص الصحراء الغربية.
غير أنّ بلاغ لمجلس المستشارين المغربي بخصوص لقاء عقده رئيس برلمان أمريكا الوسطى مع ممثل المغرب في هذه الهيئة الإقليمية، كشف أنّ المغرب كان قد موّل تنظيم منتدى إقليمي حول الهجرة، عُقد على هامش أشغال الجمعية العامة لـ (PARLACEN).
ويأتي موقف هذه الكتلة البرلمانية في برلمان أمريكا الوسطى الذي يضمّ منتخبين من دول غواتيمالا، الهندوراس، سلفادور، نيكاراغوا وبنما ليُعرّي مُجدّدا الديبلوماسية المغربية التي تنتهج سياسة شراء الذّمم والابتزاز، وبكلّ الطّرق حتى غير الأخلاقية منها لحشد الاصطفاف وراء وهم الحكم الذاتي في الصحراء الغربية التي ازداد مؤخّرا الدّعم الدولي لحقّ شعبها في تقرير المصير، خصوصا في أوساط المنظّمات والهيئات الاجتماعية الفاعلة التي تبني مواقفها على الحقائق التاريخية والقوانين الدولية، دونما أيّ تأثير للديبلوماسية البائسة للمخزن.
وليد بحيري
