في الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام… الجزائر المنتصرة تُجدد العهد مع ذاكرتها الثورية

في الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام… الجزائر المنتصرة تُجدد العهد مع ذاكرتها الثورية
تحي الجزائر اليوم الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني (1955) ومؤتمر الصومام (1956)، في سياق وطني يُجدد فيه الشعب الجزائري أواصر الارتباط بالثورة الجزائرية و تاريخ من سبقهم في محاربة الاستعمار ، ويستحضرون من تلك المحطات الثورية معاني الصمود والتضحية من أجل نيل الحرية والعيش في كنف الاستقلال والبقاء في انتصار.
ههجومات الشمال القسنطيني …الانتقال الى مستويات اخرى للصراع
تمر سبعون سنة على هجومات الشمال القسنطيني؛ ذلك الحدث التاريخي البطولي الذي جسّد انتقال كفاح الشعب الجزائري على جميع المستويات، مخلفاً أثراً عميقاً في مسار الثورة التحريرية. لم تكن تلك الهجومات مجرّد تحرّك عسكري او ردّ نشاط حربي ضد المستعمر، بل كانت فعل استراتيجي عميق أثر كثيرا على طبيعة الصراع.
لم تمر على الهجوم الذي حررّ الاوراس من الخناق و أعطى لثورة” نوفمبر”بعدا تحرريا -لم يكن في حسبان المستعمر الغاشم-، الى عام واحد حتى تمّ عقد أهم مؤتمر في تاريخ الجزائر الحديث، وهو مؤتمر الصومام ، الذي جاء في سياق وطني داخلي مميّز، وأعاد ترتيب كل شيء على المستوى الهيكلي و التنظيمي للثورة مانحا لها روحا جديدة. ففي لحظة فارقة أدرك فيها قادة الثورة أن النصر لا يتحقّق بالسلاح وحده، بل بوحدة الصف و رؤية ثورية عميقة.
الجزائر المنتصرة…من البطولات الثورية إلى مرحلة تعزيز السيادة
اليوم، وبعد مرور عقود على تلك الأحداث المفصلية، تقف الجزائر في موقع المنتصر، لا فقط على الاستعمار الامبريالي الغاشم، بل حتى على أذنابه و من نهج نهجه الجديد مستعملا وسائله الخبيثة و شتى محاولاته البائسة في طمس الهوية، وتشويه التاريخ البطولي للشعب الجزائري، ومحاولة ضرب الوحدة الوطنية من خلال استغلال خونة الوطن. الجزائر التي انتصرت في ساحات الوغى، تواصل انتصارها في مختلف الرهانات و التحديات.
عهد جديد بروح ثورية نضالية
إن إحياء هذه الذكرى التاريخية و البطولية تعزّز لدى للجزائريين روح الانتصار. فكما كانت هجومات 20 أوت ومؤتمر الصومام إعلاناً عن ميلاد مرحلة جديدة في الثورة، فإن الجزائر اليوم، وهي تخوض معركة التنمية الشاملة، تضع نصب أعينها ذات القيم النوفمبرية و الثورية التي ألهمت جيل التحرير في تحقيق السيادة الوطنية والعيش في كنف الحرية والاستقلال.
وفي ظل التحولات العالمية الراهنة، تبرز الجزائر كدولة صامدة في مختلف دوائرها الجيوسياسية، قادرة على الدفاع عن مصالحها وبقدراتها الوطنية.
مهدي الباز
