آخر الأخبار

شهادات منشقّين تكشف الحقائق: تنظيم الماك أداة خارجية لضرب استقرار الجزائر

شهادات جديدة أدلى بها عدد من المنشقين عن حركة الماك الإرهابية، الذين عادوا إلى الوطن في إطار مبادرة لم الشمل، نقلها وثائقي بثه التلفزيون الجزائري سهرة الاثنين, بعنوان: “التحرّر من أغلال الماك الإرهابية”، جاءت بعد سنوات قضاها هؤلاء ضمن صفوف الحركة، فكشفت حقائق التنظيم وخلفياته وأهدافه المسخّرة لضرب استقرار الجزائر ووحدتها الوطنية.

شهدت حركة الماك خلال السنوات الأخيرة سلسلة من الانشقاقات التي كشفت خفايا التنظيم وعلاقاته الخارجية، وخاصة ارتباطه بأطراف أجنبية تسعى لضرب استقرار الجزائر. من بين أبرز المنشقين زهير بن أجعود الذي استحضر في تصريحاته بعض الأحداث ذات الصلة، مشيرا إلى أن زعيم الحركة المسمى فرحات مهنا تلقى دعوة رسمية من المغرب في الفترة ما بين 1999 و2000 وهي الفترة التي بدأ خلالها التقارب بين الطرفين يتخذ طابعا عمليا.

إن هذا التقارب جعل المغرب ينظر إلى الماك كورقة ضغط يمكن استغلالها في اطار صراعاته مع الجزائر، فعلاقة الطرفين ليست وليدة اليوم بل تعود الى ما قبل تصنيف الجزائر لحركة الماك كتنظيم إرهابي.

ومن جهته، أكد المنشق إيدير جودار أنه سأل فرحات مهنا شخصيًا عن مصدر الأموال الضخمة التي تتداول داخل الحركة، فكان الرد واضحا : “المصدر هو المغرب بمبلغ يقدّر بـ 250 ألف أورو شهريًا.” ويؤكد جودار أن المغرب يموّل فرحات دائما، كما يوفر له أموالًا إضافية باسم ابنه الذي يمتلك استثمارات كبيرة في فرنسا. ويضيف أن المغرب يتحكم في بعض عناصر الحركة ويستعملهم كـ”رهائن” للضغط على قيادتها.

أما، المنشق محند بلوصيف ، الذي شغل سابقًا منصب “وزير مكلف بالأمن والإدارة” في ما يسمى بالحكومة المؤقتة، انضم إلى الحركة سنة 2013، لكنه غادرها سنة 2020 بعد أن اكتشف، -حسب تعبيره-، “المخططات الخفية التي تربط الحركة بأوساط خارجية تهدف صراحة إلى ضرب أمن الجزائر والإطاحة بالدولة”. وأوضح بلوصيف أن انحرافات عديدة كانت تحدث داخل التنظيم، وأن الغايات المعلنة كانت تخالف الأهداف الحقيقية.

ورغم أنه كان يعارض سابقًا قرار انسحاب زميله زهير ، إلا أنه اتخذ القرار نفسه بعد ان فقد ثقته في المدعو فرحات مهنا وفي حكومته المؤقتة المزعومة، مستفيدا من إجراءات لم الشمل التي اعتمدتها الدولة، مما سمحت له بالعودة إلى عائلته بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات. ويصف بلوصيف تجربته داخل التنظيم بأنها “مغامرة من الماضي”، مؤكدًا أنه عاد ليصالح نفسه ووطنه ويفتح صفحة جديدة.

ويؤكد بلوصيف أن “عددًا كبيرًا من أعضاء التنظيم أصبحوا على وشك الانشقاق”، بعدما اكتشفوا المشروع الهدام للحركة وأيقنوا أن الطريق مسدود.

وبصريح العبارة قال:” أن هذه الاوساط كان لها هدف للاطاحة بالدولة الجزائرية”.
هذا ما أكّده أيضًا المنشق كمال معطوب، الذي كان مكلفًا بتنظيم المسيرات والتظاهرات، موضحًا أن الحركة كانت تستغل الأشخاص الذين لديهم مشاكل مع السلطات الجزائرية، وتستعملهم لخدمة أهدافها.

أما نور الدين لعراب, الذي كان مطلوبًا سابقًا بمذكرات قبض دولية قبل أن يستفيد من لم الشمل، فقد أشاد بجهود الدولة في احتضان أبنائها. ودعا المغرّر بهم إلى اغتنام اليد الممدودة من طرف رئيس الجمهورية، مؤكدًا أن قياديي الحركة يرفعون شعار الديمقراطية، لكنهم في الواقع “يروّجون لأفكار شيطانية وهدامة”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى