آخر الأخبار

حضرها الوزير يوسف بلمهدي… جامع السفير بالقصبة يستعيد إشعاعه بإقامة أول صلاة جمعة بعد الترميم

مهدي الباز

شهد جامع السفير بحي القصبة العتيق في الجزائر العاصمة، اليوم الجمعة، إقامة أول صلاة جمعة بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي، وهذا بعد ثلاث سنوات من الإغلاق بسبب أشغال الترميم.

جاءت إعادة فتح جامع السفير تتويجًا لجهود متواصلة بذلتها السلطات المحلية ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف من أجل إعادة هذا المعلم الديني إلى سابق عهده.

وشهدت المناسبة حضورًا لافتًا للمصلين الذين عبّروا عن فرحتهم بعودة هذا الصرح الديني والتاريخي إلى مدينة سيدي ثعلبي، بعد غياب دام ثلاث سنوات بسبب أعمال الترميم.

عرف الجامع العتيق عملية ترميم شاملة أعادت إليه جماله وهيبته الروحية، بلمسة عصرية تمزج بين الأصالة المعمارية والرمزية الدينية، مع الحفاظ على تفاصيله التاريخية التي تعكس عمق التراث الإسلامي في الجزائر.

وجاءت عملية الترميم في إطار مشروع وطني أمر به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يهدف إلى الحفاظ على المعالم الدينية والتاريخية، من خلال تنفيذ برامج لإعادة تأهيل عدد من المساجد العتيقة، على غرار جامع الأخضر وجامع سيدي عقبة بن نافع.

يُعد جامع السفير من أقدم المعالم العثمانية في الجزائر، إذ يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1534م (941 هـ) خلال عهد خير الدين بربروس.

وسُمّي بهذا الاسم نسبةً إلى القائد سفر بن عبد الله، أحد رجالات البحرية العثمانية، ويقع في القصبة العليا بالجزائر العاصمة، ضمن النسيج العمراني المصنف تراثًا عالميًا من قبل اليونسكو.
عرف الجامع عبر تاريخه الطويل عدة عمليات ترميم، أبرزها سنة 1826م في عهد الحسين باشا، قبل أن يُصنّف ضمن التراث الوطني سنة 1905م.

وخضع مؤخرًا لأشغال ترميم شاملة في إطار المشروع الوطني الذي يهدف إلى صون المعالم الدينية والتاريخية وإعادة الاعتبار للمساجد العتيقة التي تشكل ذاكرة الجزائر وهويتها الدينية.

في ختام زيارته، عبّر وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي عن سعادته بإعادة فتح هذا الصرح التاريخي بعد ثلاث سنوات من الأشغال، مشيدًا بجهود المصالح المحلية والتقنيين والمقاولين الذين ساهموا في إنجاز هذه التحفة العمرانية.
وقال الوزير في تصريحاته «هنيئًا لأهل القصبة بهذه التحفة وهذا الجمال، وهنيئًا للجزائر بهذا المعلم التاريخي الكبير. نسأل الله أن يخرج من هذا المسجد علماء وحفّاظ قرآن كما خرج منه من قبل الشيخ الجيلالي وغيره من علماء الجزائر.»

كما أكد الوزير أن عملية ترميم جامع السفير تندرج في إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الصادرة في 16 أفريل 2020، والتي دعا فيها إلى الاعتناء بالمساجد الأثرية وإعادة تأهيلها، على غرار جامع الأخضر ومسجد سيدي عقبة بن نافع.

كما كشف عن استلام مسجد البرّاني مؤخرًا، مشيرًا إلى أن مساجد أثرية أخرى سيتم استلامها قريبًا في مختلف مناطق الوطن.

إعادة فتح جامع السفير لا تمثل مجرد تدشين لمعلم أثري بعد الترميم، بل تُعد إحياءً لجزء من الذاكرة الدينية والتاريخية لمدينة الجزائر “المحمية بالله”، وتجسيدًا لحرص الدولة الجزائرية على صون تراثها الروحي والمعماري.

بهذا الحدث، تستعيد مدينة سيدي ثعالبي “القصبة”،أحد أهم معالمها الدينية،التي طالما كانت منارةً للعلم والعبادة، فيما يبقى جامع السفير شاهدًا على تجذر الهوية الدينية الاسلامية للشعب الجزائري، وتواصلها عبر الأجيال.

مهدي الباز

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى