ترامب يقترب من حسم موقفه تجاه فنزويلا بعد اجتماعات أمنية مكثفة

لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باقترابه من اتخاذ قرار بشأن المسار الذي ستسلكه الولايات المتحدة في فنزويلا، بعد تلقيه سلسلة من الإحاطات رفيعة المستوى حول خيارات التحرك المحتملة، تزامنًا مع استعراض قوة عسكرية واسعة في المنطقة.

وجاء هذا التوجّه بعد أن استعرض كبار المسؤولين الأمنيين أمام ترامب جملة من السيناريوهات المرتبطة بأي عملية عسكرية داخل الأراضي الفنزويلية، حيث أكدت مصادر مطلعة أن الرئيس تلقى هذا الأسبوع عروضًا مفصلة حول التدخلات المحتملة، تشمل توجيه ضربات دقيقة أو شن حملة أوسع قد تستهدف إزاحة نيكولاس مادورو من الحكم.

ورافقت هذه المناقشات تحركات ميدانية واسعة، بعدما حشدت القوات الأمريكية أكثر من اثني عشر سفينة حربية وقرابة 15 ألف جندي، ضمن ما وصفه البنتاغون بـ “عملية الرمح الجنوبي”، في إشارة إلى رفع الجاهزية العسكرية في محيط فنزويلا.

وأوضح ترامب خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أنه يميل نحو اتخاذ قرار محدد، دون الكشف عن طبيعته، مبرزًا أن الاجتماعات الأخيرة ساعدته على الاقتراب من حسم الموقف المتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية وتدفق المخدرات، فضلًا عن احتمال الدفع نحو تغيير النظام في كاراكاس.

وشهدت الأيام الأخيرة عقد اجتماعين منفصلين، حيث قدّم وزير الدفاع بيت هيغسث ورئيس هيئة الأركان المشتركة دان كاين عرضهما الأول للرئيس، قبل أن تعقبه جلسة أوسع ضمت وزير الخارجية ماركو روبيو ومسؤولين أمنيين آخرين في غرفة العمليات.

واستعرض ترامب وفريقه خلال الاجتماعين قائمة واسعة من الأهداف المحتملة، من بينها مواقع عسكرية ومنشآت حكومية ومسارات مرتبطة بشبكات تهريب المخدرات. كما جرى طرح سيناريوهات أكثر حساسية، من بينها استهداف مباشر لمادورو، إضافة إلى خطط لضرب مراكز إنتاج الكوكايين داخل فنزويلا.

ورغم حجم الخيارات العسكرية الموضوعة على الطاولة، لم يستبعد ترامب احتمال تجنب أي تحرك في الوقت الراهن، خاصة بعد أن أوضح مسؤولون في الإدارة أن الولايات المتحدة تفتقر إلى مبرر قانوني يسمح بتنفيذ ضربات داخل الأراضي الفنزويلية، رغم إمكانية إيجاد أساس قانوني عند الحاجة.

وأفادت بعض التقارير بأن ترامب بدا مترددًا تجاه أوامر قد تقود إلى تصعيد غير محسوب أو تضع القوات الأمريكية في مواجهة مخاطر ميدانية غير مضمونة النتائج، وهو ما يجعله يتعامل بحذر مع المقترحات العسكرية المطروحة.