آخر الأخبار

الفنان القدير سيد علي بن سالم لـ”شرشال نيوز”: “بيونة رحلت… لكنها تركت أرشيفًا فنياً خالدًا في ذاكرة الجزائريين”

مهدي الباز

رحيل أيقونة الكوميديا الجزائرية “بيونة”

اليوم، برحيل الفنانة القديرة بايرة بوزار، المعروفة باسم “بيونة”، تفقد الساحة الفنية الجزائرية واحدة من أعمدتها البارزة. فقد كانت “بيونة” أيقونة الكوميديا الجزائرية ووجهًا فنيًا صنع الضحكة في أصعب الظروف، وترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة الجمهور الجزائري.

على مدى أكثر من خمسين سنة، امتدت مسيرتها الفنية الغنية، التي تميّزت بالحضور القوي وصدق الأداء، وقدرتها الفريدة على تجسيد الواقع الجزائري بلمسة عفوية وواقعية. من المسرح إلى السينما والتلفزيون والإذاعة، قدمت أعمالًا خالدة أثرت وجدان الجمهور، وجعلت من كل ظهور لها مناسبة للتأمّل في الفن الجزائري الراقي وقدرته على بثّ الفرح والأمل في قلوب الناس.

أعمال خالدة في ذاكرة الجماهير

قدّمت الراحلة أعمالًا لا تزال حاضرة في الذاكرة الجماعية، من بينها فيلم “الدار الكبيرة” للمخرج مصطفى بديع، والسلسلة الكوميدية الشهيرة “ناس ملاح سيتي” للمخرج جعفر قاسم، إضافة إلى مشاركات عديدة في السينما والمسرح والإذاعة، جعلتها واحدة من أكثر الفنانات قربًا من الجمهور الجزائري.

الجمهور أحبّ بيونة… ولاطالما أدخلت البسمة إلى بيوت الجزائريين

وفي تصريح خصّ به جريدة شرشال نيوز، قال الفنان القدير سيد علي بن سالم: “أولا وقبل كل شيء، باسمي وباسم الأسرة الفنية، وباسم الجمعية الثقافية الفنية الألفية الثالثة، وباسم جمعية الأضواء الفنية، أعزي عائلة المرحومة الفنانة بيونة. ربي يرحمها ونسأل الله أن يجعلها من أهل الجنة.

وأضاف، “المرحومة كانت من مواليد 1952، وكانت أول مشاركة لها في المسلسل دار السبيطار للمخرج مصطفى بديع. كما أن لها رصيد كبير في السينما والمسرح والإذاعة، وكانت فنانة عرفت كيف تكسب الجمهور بأخلاقها وتواضعها.

وفيما يخصّ أبرز أعمالها الفنية، قال المتحدّث “بيونة قدّمت أعمالها خصوصًا عبر التلفزيون الجزائري في وقت العشرية السوداء، رفقة نخبة من الفنانين الذين كانوا يدخلون البسمة إلى بيوت الجزائريين. فالجمهور يحب بيونة ويتابع كل أعمالها، خاصة تلك التي كانت تُعرض على شاشة التلفزيون.”

في لحظة تأثر بن سالم…تذكّرت وداع فنان الأغنية الشعبية “عمر الزاهي”

في لحظة تأثّر بن سالم: “اليوم، في قاعة المسرح الوطني، عندما رأيت الجمهور الغفير القادم لإلقاء النظرة الأخيرة على الفقيدة، تذكرت الفنان الشعبي الكبير عمر الزاهي.

حب الجمهور هو ما يجعل الفنان نجمًا حقيقيًا

وأضاف بن سالم، “نعم بيونة عرفت كيف تكسب جمهورها من خلال الابتسامة التي لا تغادر وجهها، حبها لجمهورها وحبّ الجمهور لها هو ما يجعل الفنان نجمًا حقيقيًا”.

علاقة مميّزة جمعتها مع زملائها الفنانين

وتابع الفنان، “عملت بيونة داخل التراب الوطني وخارجه، وشاركت مع العديد من الفنانين من الخارج. كما كانت لها علاقة مميّزة مع الجيل القديم من الفنانين، مثل السيدة نورية، فريدة صابونجي، شافية بودراع والعديد من الفنانين. لقد كانت تتعامل معهم باحترام وتقدير، وكانوا عائلة واحدة.”

أخر لقاء بين بن سالم و بيونة

وختم الفنان حديثه بالقول:”نجدّد تعازينا الخالصة لعائلة الفقيدة، بيونة قدّمت الكثير للفن داخل الوطن وخارجه، وتركت أرشيفًا كبيرًا وخالدًا، مثلها مثل كبار الفنانين، تركت بصمتها في الساحة الفنية، كما فعل المفتّش الطاهر، ورويشد، وسيد علي كويرات.

وذكر ان آخر مرة جمعته كانت أواخر شهر أكتوبر المنصرم، قائلا :”قمت يوم الجمعة 30 أكتوبر بعد العصر بزيارتها و تفقّد حالتها ، كانت في حالة صحية صعبة، وأدركت أنها بحاجة الى تدخّل مستعجل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى