الرئيس عبد المجيد تبون: الجزائر تكرّس العدالة الاجتماعية وتعمّم التغطية الصحية لضمان الكرامة الإنسانية
حفيظة بن عيسى

أبرز رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس مجلس الأمة عزوز ناصري خلال القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية المنعقدة بالدوحة بين الرابع والسادس من نوفمبر، التزام الجزائر الثابت بإرساء العدالة الاجتماعية وصون الكرامة الإنسانية ضمن رؤية وطنية شاملة للتنمية المستدامة.
ونقل ناصري في مستهل كلمته تحيات الرئيس تبون لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مشيدًا بحسن تنظيم القمة وحفاوة الاستقبال، قبل أن يستعرض المسار الذي انتهجته الجزائر في بناء منظومة اجتماعية عادلة ومتوازنة، تستمد روحها من التزامات إعلان كوبنهاغن وأهداف التنمية المستدامة.
وشدد الرئيس تبون على أن العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين تمثلان جوهر الدستور الجزائري، الذي كرس إدماج الفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مؤسسات فاعلة تُعنى بالشباب والمجتمع المدني وحقوق الإنسان والبيئة.
وأكد أن الجزائر أولت أولوية قصوى لتحسين المعيشة ومحاربة الفقر، من خلال رفع الأجر الوطني الأدنى، واستحداث منحة البطالة لفائدة الشباب الباحثين عن العمل، ومراجعة الأجور والمعاشات، وتوسيع منحة التضامن لتشمل الفئات الهشة وذوي الإعاقة، إضافة إلى مجانية العلاج والنقل لكبار السن وتخصيص يوم وطني لتكريمهم.
وأشار إلى أن الجزائر حققت تغطية اجتماعية شاملة بفضل تعميم الحماية الصحية لتشمل الطلبة والعاطلين عن العمل والمصابين بالأمراض المزمنة، مع ضمان مجانية العلاج في المؤسسات العمومية وتكفّل الضمان الاجتماعي بنفقات العلاج في القطاع الخاص.
وأوضح أن الجزائر أطلقت سنة 2020 خطة تنموية لمناطق الظل، تهدف إلى فك العزلة وتحقيق العدالة الاجتماعية عبر تحسين الخدمات الأساسية، إلى جانب مشاريع كبرى في السكن الاجتماعي والريفي، سمحت بالقضاء على أكثر من 45 ألف سكن هش.
وفي ما يخص تمكين المرأة، أكد الرئيس تبون أن الجزائر تبنت إصلاحات عميقة كرّست المساواة في الأجور والفرص والمشاركة السياسية، ومددت عطلة الأمومة إلى 150 يوماً، واستحدثت صندوق النفقة للنساء المطلقات الحاضنات لأطفال، كما عززت حضور المرأة في مواقع المسؤولية والمجتمع الاقتصادي والنقابي.
وتطرق إلى جهود الدولة في حماية الطفولة، مبرزًا أن نحو 12 مليون تلميذ استفادوا هذا العام من مجانية التعليم والدعم المدرسي والنقل والتغذية والتغطية الصحية، فضلاً عن إنشاء الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة.
وفي مواجهة تحديات التشغيل، اعتمدت الجزائر إصلاحات هيكلية تهدف إلى تشجيع المؤسسات الناشئة والمشاريع المبتكرة، وتحديث قانون الاستثمار بما يعزز الشفافية ويدعم المقاولاتية والتكوين الموجه لسوق العمل.
كما أبرز الرئيس تبون أن الأمن الغذائي يمثل أولوية وطنية، حيث تعمل الجزائر على حماية مواردها الطبيعية وتشجيع الاستثمار الفلاحي لضمان الاكتفاء الغذائي.
وفي مجال التحول الرقمي، أعلن الرئيس تبون أن الجزائر خصصت سنة 2023 لتكون سنة وطنية للذكاء الاصطناعي، تأكيداً على التزامها بمبادئ الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي، وفي مقدمتها العدالة الرقمية وسيادة البيانات.
وختم الرئيس تبون كلمته بالتأكيد على تمسك الجزائر بقيم السلم والتعايش واحترام القانون الدولي، وتجديد دعمها لحق الشعوب في تقرير مصيرها، مجدداً التزام بلاده بمواصلة العمل كشريك فاعل ومسؤول في الجهود الدولية لتحقيق التنمية المستدامة وبناء عالم أكثر عدلاً وإنسانية.




