الجزائر تعزز مكانتها في الصناعات الميكانيكية: وفد إفريقي يبدي إعجابه ويبحث شراكات لنقل التكنولوجيا

أشاد وفد إفريقي يضم مسؤولين حكوميين، متعاملين اقتصاديين، ممثلين عن مؤسسات مالية ومنظمات مهنية، اليوم الأحد بالجزائر العاصمة، بالإمكانات التي تمتلكها الجزائر في الصناعات الميكانيكية، مؤكدين استعدادهم لإطلاق شراكات صناعية تسمح بنقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات مع المؤسسات الجزائرية.

وجاءت هذه الزيارة الميدانية لعدد من الوحدات الصناعية الناشطة في مجال صناعة المركبات ومكوناتها بالجزائر العاصمة، ضمن فعاليات الصالون الإفريقي للسيارات المنظم في إطار الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية التي تستضيفها الجزائر.

وأكد إبراهيم دباش، ممثل الوفد التونسي وعضو الجمعية الإفريقية لمصنعي السيارات، أن إمكانات الجزائر في تصنيع الشاحنات والحافلات تبعث على الفخر، مضيفا أن الزيارة تمهد الطريق لتعاون مستقبلي مع دول إفريقية مهتمة بهذا المجال الصناعي الحيوي.

من جانبه، أعرب موسى ساني، المدير التنفيذي للمجلس الوطني النيجيري لتصميم وتطوير صناعة السيارات، عن إعجاب الوفد بالتجهيزات والتقنيات الحديثة في المصانع الجزائرية، مؤكدا أن ما شاهده يشكل مصدر إلهام لتطوير قطاع السيارات في نيجيريا. كما أشار إلى أن بلاده تسعى لتعزيز قدراتها في التركيب والإنتاج، ما يجعلها مهتمة بالتعاون التقني مع الجزائر، خاصة في ميادين السباكة المعدنية والصناعات المرتبطة بها.

أما هاني الوكيل، رئيس قسم المبيعات وتطوير الأعمال بشركة “الدكتور جريش” المصرية لتصنيع زجاج ومرايا السيارات، فاعتبر أن الجزائر تسير نحو إرساء صناعة سيارات وطنية متكاملة، معربا عن استعداد شركته لنقل خبرتها والاستثمار في السوق الجزائرية لدعم هذا التوجه.

وضمت البعثة الإفريقية 42 شخصية من بينها ممثلون عن البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيمبنك)، ووزارات الصناعة بعدة دول إفريقية، إضافة إلى رجال أعمال وممثلي شركات من جنوب إفريقيا، مصر، تونس، غانا، نيجيريا، ليزوتو، مالي، أوغندا، إلى جانب سويسرا.

وزار الوفد مؤسسة تطوير صناعة السيارات بالرويبة التابعة لوزارة الدفاع الوطني، حيث تعرف على وحدات إنتاج المركبات الصناعية والنفعية، إضافة إلى الشركة الجزائرية لصناعة الوزن الثقيل من علامة مرسيدس بنز، ومؤسسة “فوندري رويبة”. كما اطلعوا على منتجات مصنع الأنشطة العامة للصناعة التابع لمجمع “ألجريان ميكانيكس هولدينغ” (AGM) بالرويبة، من بينها الجرارات، محطات الوقود المتنقلة وفواصل البترول المصنعة لأول مرة بالجزائر.

وأكد العميد محفوظ هامل، المدير العام لمؤسسة تطوير صناعة السيارات، أن وزارة الدفاع الوطني تسعى إلى عصرنة وسائل الإنتاج والعربات لزيادة القدرات وضمان مطابقة المنتوج للمعايير العالمية. فيما ثمن خير الدين بن عيسى، المدير العام للتنمية الصناعية بوزارة الصناعة، الاحترافية التي تتميز بها وحدات الصناعات العسكرية الجزائرية، مشيرا إلى التنسيق الجاري لإبرام شراكات مع الوفود الإفريقية المشاركة.

كما أوضح محمد فوزي كبير، المدير العام لمجمع “AGM”، أن احتضان الجزائر لهذا الحدث القاري يمثل فرصة للترويج للمنتجات الوطنية وتوقيع عقود تصدير واستثمار مع متعاملين من إفريقيا، بما يعزز مكانة الجزائر كقطب صناعي إقليمي.

وتعكس هذه الزيارة مساعي الجزائر المتواصلة لتعزيز التعاون الإفريقي في الصناعات الميكانيكية، وترسيخ إشعاعها الصناعي على المستوى القاري، في إطار بناء صناعة إفريقية تكاملية تلبي متطلبات التنمية المستدامة.