التوتّر بين الهند وباكستان..تأثير التّقارب الصيني على العلاقات بين البلدين

يُعد التوتر بين الهند وباكستان من أكثر الملفات سخونة في منطقة جنوب آسيا، نظرًا لتداخل الأبعاد التاريخية والسياسية والجيوبوليتيكية. وقد تفاقم هذا التوتر مؤخرًا بسبب التقارب الاستراتيجي بين الصين وباكستان، مما يشكّل تحديًا كبيرًا للهند كقوة إقليمية صاعدة.
ترجع جذور التوتر بين الهند وباكستان إلى تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، وما تبعه من نزاعات أبرزها الصراع على كشمير. لا تزال هذه الخلفية التاريخية تظلل العلاقات بين الجانبين، حيث تسود الريبة والشك المتبادل، ما يؤدي إلى استمرار سباق التسلح وتعزيز القدرات العسكرية، في مشهد تحكمه معضلة أمنية دائمة.
شهدت السنوات الأخيرة تقاربًا متزايدًا بين الصين وباكستان، تجلّى في مشاريع كبرى مثل الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC). هذا التقارب يعمّق التوتر بين الهند وباكستان، إذ تعتبر الهند أن تعزيز الصين لعلاقاتها مع إسلام آباد يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي ونفوذها الإقليمي.
أمام هذا المشهد المتوتر، تجد الهند نفسها مضطرة إلى مواجهة عدة تحديات جيوسياسية. أولاً، ازدياد التعاون العسكري بين الصين وباكستان يضع الهند في موقف أمني حساس. ثانيًا، تسعى الهند إلى حماية مصالحها الاقتصادية وممراتها التجارية، لا سيما مع تحولها إلى قطب اقتصادي عالمي.
من هنا، يبدو أن التوتر بين الهند وباكستان يتخذ أبعادًا جديدة، تتجاوز الخلافات التقليدية، ليصبح جزءًا من صراع جيوسياسي أوسع يشمل قوى إقليمية ودولية.
في ظل استمرار التقارب بين الصين وباكستان، من المتوقع أن يبقى التوتر بين الهند وباكستان عنصرًا رئيسيًا في معادلة الأمن الإقليمي بجنوب آسيا. إن فهم هذه الديناميكيات ضروري لأي قراءة موضوعية لمستقبل المنطقة. تابعونا لمزيد من التحليلات حول الشؤون الدولية وقضايا الجيوبوليتيك الساخنة.
بقلم: مهدي الباز

