لقاء حول الأمن الثقافي و الاعلام ضمن فعاليات “سيلا 2025”
مهدي الباز

نُظّم اليوم الاثنين لقاءٌ حول الأمن الثقافي، بعنوان “الأمن الثقافي والإعلام: التحديات المستقبلية”، وذلك على هامش الطبعة الثامنة والعشرين لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا)، بالعاصمة الجزائرية.
أكد المشاركون في هذا اللقاء على أهمية دور وسائل الإعلام وضرورة تعزيز الأمن الثقافي كوسيلة للوقاية من الحرب المعرفية، التي تُعدّ أداة لتشويه الفكر والرأي العام والتأثير في استقرار المجتمعات.
وأوضح الأكاديمي أحمد بن سعادة، في مداخلة له، كيف يمكن للأفكار “المشوّهة” التي تُستهدف بها الفئات الهشّة أن تتحول إلى تهديد حقيقي يمسّ باللحمة الوطنية ويُضعف التماسك الاجتماعي.
ونوّه المتحدث، الذي سلّط الضوء على أهمية الثقافة بوصفها موردًا أساسيًا لتعزيز الهوية الوطنية واللحمة الاجتماعية، إلى أن صراعات القرن الحادي والعشرين تنتقل لا محالة إلى مجال الفكر، مشيرًا إلى أن الثقافة الجزائرية، بثرائها وتنوع تعبيراتها اللغوية والفنية، تظلّ تشكّل ردًا قويًا على هذه الحروب المعرفية الدنيئة.
وأبرز الباحث تطور مفهوم الحرب في العصر الحديث، موضحًا أن الحرب المعرفية تستهدف اليوم العقول، عبر محاولة التأثير في طريقة تفكير الأفراد ودفعهم لتبنّي أنماط فكرية مفروضة من الخارج.
ودعا المتدخل إلى ضرورة تطوير سرديات مناسبة مبنية على فهم عميق للمجتمع الجزائري، لمواجهة هذه الحروب المعرفية التي تستغل ما يُعرف بـ”التحيّزات المعرفية” في التلاعب بالعقول وتحويل الأفراد إلى مستهلكين ضعفاء يفتقرون إلى روح النقد.
