اختتام الدورة البرلمانية بالمجلس الشعبي الوطني وبوغالي يستعرض الحصيلة التشريعية

اختتم المجلس الشعبي الوطني، اليوم، دورته البرلمانية العادية 2024-2025 خلال جلسة رسمية احتضنتها قاعة الجلسات بمقر البرلمان، وذلك بحضور رئيس مجلس الأمة عزوز ناصري، والوزير الأول نذير العرباوي وأعضاء من الحكومة، إلى جانب عدد من الشخصيات الوطنية والدستورية. وقد جاءت هذه المحطة التشريعية الهامة في سياق وطني يحتفي بعيد الاستقلال والشباب، ما أضفى رمزية خاصة على المناسبة.
وفي كلمته خلال الجلسة، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي أن هذه الدورة كانت من أثرى الدورات في تاريخ المؤسسة التشريعية من حيث حجم المشاريع ونوعية النصوص التي تم تداولها والمصادقة عليها. وعبّر عن فخره بما تم إنجازه، مشيرًا إلى أن البرلمان كان في مستوى التحديات المطروحة، وعمل بجدية على مواكبة سياسات الدولة وفق رؤية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وأوضح بوغالي أن المجلس ناقش خلال هذه الدورة 15 مشروع قانون غطت قطاعات حيوية كالدفاع الوطني، الأمن الغذائي، الرقمنة، الطاقات المتجددة، التربية والعمل. ورفع بذلك العدد الإجمالي لمشاريع القوانين إلى 84 مشروعًا منذ بداية العهدة، مشيدًا بالجهود التشريعية المبذولة من قبل النواب.
كما توقف عند ثلاثة نصوص تشريعية وصفها بالمحورية، أبرزها مشروع قانون الإجراءات الجزائية الذي اعتبره “دستور الحريات”، ومشروع قانون التعبئة العامة الذي يعزز جاهزية الدولة، بالإضافة إلى القانون المعدل لقانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، لما له من أهمية في ترسيخ مبادئ الشفافية ومحاربة الفساد.
في السياق ذاته، أشار بوغالي إلى إيداع 10 اقتراحات قوانين من قبل النواب، وتسجيل 7 إخطارات دستورية، مما يدل على تفاعل النواب العميق مع اختصاصاتهم الرقابية والتشريعية.
وفي الجانب الرقابي، كشف رئيس المجلس عن توجيه 625 سؤالًا شفويًا و3031 سؤالًا كتابيًا للحكومة، وتنظيم 39 بعثة استعلامية، فضلًا عن عقد 201 جلسة استماع شملت وزارات وقطاعات متعددة، مؤكدا أن المجلس لعب دورًا فاعلًا في مرافقة العمل الحكومي وتقييم السياسات العمومية.
وتطرق بوغالي إلى الخطوات المحققة في مجال الرقمنة، حيث تم تجهيز المجلس بمركز بيانات حديث وتحديث البنية التحتية الرقمية، وتوقيع اتفاقيات مع وزارة التعليم العالي ووزارة البريد، في إطار التحول نحو برلمان ذكي متكامل.
كما استعرض بوغالي ديناميكية التكوين البرلماني، مشيرًا إلى تنظيم 11 دورة لفائدة 211 نائبا، إلى جانب تكوين 294 موظفًا، بما يعزز من كفاءة الأداء البرلماني داخل وخارج الوطن.
ولم تغب الذاكرة الوطنية عن كلمة بوغالي، إذ سلط الضوء على اليوم الدراسي الخاص بالتفجيرات النووية الفرنسية، والذي أفضى إلى صياغة مقترح قانون لتجريم الاستعمار، مؤكدًا أن حماية الذاكرة تظل التزامًا وطنيًا غير قابل للتراجع.
وفي الجانب الدبلوماسي، نوّه بالمكانة التي بات يحتلها البرلمان الجزائري على الصعيد الدولي، بفضل 220 نشاطًا دبلوماسيًا، بينها انضمامات جديدة إلى منظمات برلمانية إقليمية، وتجديد رئاسة الجزائر للاتحاد البرلماني العربي.
واختتم بوغالي كلمته بتوجيه تحية تقدير للجيش الوطني الشعبي، مشيدًا بتضحياته في حماية الوطن، كما أشاد بكافة الأسلاك الأمنية على ما يبذلونه من جهود للحفاظ على أمن البلاد واستقرارها، مؤكدا أن وحدة الجزائر وتماسك شعبها هما الركيزة الأساسية لمواجهة التحديات.
شرف الدين عبد النور
