عطاف: ”القضيتان الفلسطينية والصحراوية وجدتا في الجزائر وجنوب أفريقيا سندا متينا“

قال أحمد عطاف، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية، اليوم، خلال انطلاق أشغال الاجتماع الوزاري للدورة السابعة للجنة الثنائية العليا للتعاون بين الجزائر وجنوب إفريقيا المنعقد بالجزائر العاصمة، أن القضية الفلسطينية وجدت في الجزائر الصوتَ المُرافعَ عن الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني في مجلس الأمن الأممي وفي المحافل الدولية والإقليمية. كما وَجَدَتْ في جنوب إفريقيا-يضيف الوزير- سندا لكسر جدار الحصانة التي طالما احتمى بها الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني للإفلات من أي مُحاسبة أو مُساءلة أو مُعاقبة.

كما نوّه أحمد عطاف، في ذات السياق، بوقوف الجزائر وجنوب أفريقيا صفّاً واحداً بخصوص قضية الصحراء الغربية، آخرمُستعمَرة في إفريقيا، بُغيةَ تمكينِهم من مُمارسة حقهم غير القابل للتصرف، وغير القابل للتقادم، وغير القابل للتزييف أو المُساومة، في تقرير المصير، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة وعن المنظمة القارية على حدٍّ سواء.

شرف الدين عبد النور

 

النص الكامل لكلمة أحمد عطاف، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية خلال الاجتماع الوزاري للدورة السابعة للجنة الثنائية العليا للتعاون بين الجزائر وجنوب إفريقيا

 

“بسم الله الرحمن الرحيم

معالي الوزير  والأخ العزيز Ronald Lamola،

السيدات الفضليات والسادة الأفاضل أعضاء وفدي بلدينا الشقيقين،

الحضور الكريم،

يسعدني، ونحن نَفْتَتِحُ أشغالَ الشَّقِّ الوزاري للدورة السابعة للجنة الثنائية العليا ‎‫للتعاون بين بَلَدَيْنَا الشقيقيْن، أن أرحب بكم معالي الوزير وبالوفد الكريم المُرافق لكم أَجْمَلَ تِرْحَابْ، مُتَمَنِّياً لكم إقامةً طيبة ببلدكم الجزائر وبين أشقائكم الجزائريين.

نُرحب بكم وكُلُّنا استعدادٌ وتَطَلُّعٌ لتنسيقِ جُهودِنا معكم والعمل بمعيتكم من أجل بلورةِ مُخرجاتٍ ونتائجَ نَأْمَلُ أن تكونَ في مستوى طُموحاتِنا المُشتَركة، وهي المخرجات والنتائج التي سنرفعها سوياً إلى قائدي بلدينا الشقيقين بمناسبة إشرافِهِما على رئاسة اللجنة الثنائية العليا للتعاون بين الجزائر وجنوب إفريقيا.

ودعوني أؤكد لكم كم نحن سعداء بزيارة الدولة التي يقوم بها فخامة الرئيس Cyril Ramaphosa، إلى الجزائر، تلبيةً لدعوةِ أخيه الرئيس عبد المجيد تبون. ونحن على قناعة تامة بأنّ هذه الزيارة سيكون لها بالغ الأثر في الدفع بالعلاقات التاريخية، والعلاقات الصلبة، والعلاقات المتميزة بين بلدينا الشقيقين إلى أرقى وأسمى المراتب المتاحة، وهي المراتب التي تليقُ بِمَكَانَتِها وَبِمَنْزِلَتِهَا.

ومن مَحَاسِنِ الصُّدفِ التي تستحق كل التنويه وكل الإشادة وكل الثناء، أنّ هذه الزيارة الرئاسية تأتي في الوقتِ الذي نُحْيِي فيه الذكرى الثلاثين (30) لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الشقيقين:

علاقاتٌ رَسَّمَتْ عُقُوداً طويلةً من التضامن الأخوي والنضال المشترك ضد الهيمنة الاستعمارية المُشينَة وضد نظام الفصل العنصري المَقِيتْ،

وَعلاقاتٌ رَسّخَتْ بَيْنَنَا تَقالِيدَ التشاورِ الوطيد، والتنسيق الوثيق، والدعم المُتَبادَل على مختلف الأصعدة وعلى شتى المستويات، ثنائياً وقارياً ودولياً،

وعلاقاتٌ طالما وَضَعَتْ نُصْبَ أَولوياتِها تقديمَ مُساهمةٍ مُشتركةٍ للدفع بالأجندة القارية للسلم والأمن والتنمية المستدامة، وكذا نُصرةِ القضايا العادلة في قارتنا الإفريقية وفي العالم بأسره.

وَلَنَا في السِّيَاقِ الراهنِ للعلاقات الدولية العديدُ من الشَّوَاهدِ الحيّة على تطابُقِ مواقفِنا وَتَوَحُّدِ مساعينا وتكامُلِ جُهودِنا في الدفاعِ عن حقوق المظلومِين والمضْطَهَدِين أينما كانوا وحيثما وجدوا.

ويكفينا فخراً أن القضية الفلسطينية قد وَجَدَتْ في جنوب إفريقيا خَيْرَ سَنَدٍ لكسر جدار الحصانة التي طالما احتمى بها الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني للإفلات من أي مُحاسبة أو مُساءلة أو مُعاقبة. وبذات القدر، وَجَدَتْ القضية الفلسطينية في الجزائر الصوتَ المُرافعَ، دون كللٍ أو ملل، عن الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني في مجلس الأمن الأممي وفي غيره من المحافل الدولية والإقليمية.

كما نعتز أيما اعتزاز بِوُقُوفِنا صفّاً واحداً إلى جانبِ أشقائنا في الصحراء الغربية، آخرُ مُستعمَرة في إفريقيا، بُغيةَ تمكينِهم من مُمارسة حقهم غير القابل للتصرف، وغير القابل للتقادم، وغير القابل للتزييف أو المُساومة، في تقرير المصير، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة وعن منظمتنا القارية على حدٍّ سواء.

وفي الاتحاد الإفريقي، نُرافعُ بصوتٍ واحدٍ من أجل قضايا قارتِنا السياسية منها والتنموية، ونعملُ في مسعىً مُوَحَّد من أجل تحصينِ مُنظمتِنا من التجاذبات والانقسامات والتدخلات الخارجية بمختلف أشكالها، مِثْلَمَا نُواصل جُهودنا المشتركة لتفعيل حُلولٍ إفريقية للمشاكل الإفريقية.

على ضوء هذه المُكتسبات المُتميزة والراسخة، يقع علينا اليوم تكثيفُ الجهود لرفع تحدٍّ آخر، ألا وهو تحدّي وضعِ أُسُسِ شراكة اقتصادية صلبة وواعدة، شراكة تتماشى في مضمونِها وفي أبعادِها مع المُقدِّرات الهائلة التي يحوز عليها بَلَدَانا، وشراكة تتماهى في حركيتِها وفي مقاصِدِها مع الإرادة القوية التي تحذو قائدي بلدينا الشقيقين.

فالمطلوب أولاً هو تحديد أولويات التعاون والتركيز على المجالات التي توفر مقومات التكامل بين جهود التنمية الاقتصادية في بلدينا،

والمطلوب ثانياً هو خلقُ بيئةٍ مُواتية لتكثيف التواصل بين المتعاملين الاقتصاديين وحثِّهم على استكشاف واستغلال فرص التعاون والشراكة،

والمطلوب ثالثاً وأخيراً هو الرفعُ من قيمة الاستثمارات البينية ومن مستوى المبادلات التجارية، وصولاً إلى أرقام تعكس بحق ما يجب أن تكون عليه الشراكة الاقتصادية بين أول وثالث اقتصاد في إفريقيا.

من هذا المنظور، فإنّ تنظيم منتدى لرجال الأعمال على هامش هذه الدورة وبمناسبة هذه الزيارة المباركة يجب أن يشكل نقطة انطلاق لربط علاقاتٍ وطيدة بين المتعاملين الاقتصاديين، وتشجيعهم على التحلي بالجرأة والطموح في ترقية الآفاق الواعدة للشراكة الاقتصادية بين الجزائر وجنوب إفريقيا. كما نرحب بتنظيم معارض دورية في كلا البلدين للتعريف بالمنتجات الوطنية، على غرار معرض “المنتجات الجزائرية” المزمع تنظيمه في جنوب إفريقيا مطلع العام المقبل.

وفي الختام، أجدد الترحيب بكم، معالي الوزير، وبالوفد المرافق لكم، مثلما أجدد لكم التعبيرَ عن استعدادَنا للعمل معكم في سبيل تعزيز العلاقات السياسية وتوطيد الشراكة الاقتصادية بين بلدينا، فضلاً عن تعميق أواصر الأخوة بين شعبينا الشقيقين.

شكرا على كرم الإصغاء”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى