عطاف يُمهّد أرضية العمل لكاتبي الدولة المكلّفة بالشؤون الإفريقية والمكلّف بالجالية الوطنية في الخارج
أكّد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج أحمد عطاف، اليوم، أنّ دورُ الجزائر كدولة محورية تتحمل ما يُمليهِ عليها الواجبُ والمسؤولية تُجاهَ جوارها الإقليمي بصفة خاصة وتُجاه محيطها الخارجي بصفة عامة، ودورُ الجزائر كقوة للحق والقانون تلتزم بالمبادئ والمثل والقيم التي صَقَلَتْ هَوِيَّتَهَا الخارجية، وفي مقدمتها المرافعة باستمرار والدفاع قولاً وفعلاً عن حق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها.
وأوضح الوزير عطاف، خلال تنصيبه السفيرة سلمى بختة منصوري كاتبة للدولة مكلفة بالشؤون الإفريقية. والسفير سفيان شايب كاتب للدولة مكلف بشؤون الجالية الوطنية بالخارج أنّ الجهاز الدبلوماسي للجزائر مطالبٌ بالعمل، والمزيد من العمل، في سبيل تجسيد التوجيهات السامية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وهي أن تكون دبلوماسية استباقية وحيوية وسريعة التكيف مع التغيرات أيًّا كانت من منطلق الدفاع عن المصالح الوطنية بكامل متغيراتها ومقتضياتها. وأن تكون دبلوماسية ثورية بامتياز، تستلهم وتستنير على الدوام من الرصيد التاريخي الثمين الذي صنعه أسلافُنا من جيل الدبلوماسيين الثوريين.
ووجّه الوزير عطاف أسمى عبارات الشكر والتقدير والعرفان لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على تجديد ثِقتِه في شخصه لمواصلة السهر على شؤون الدبلوماسية الجزائرية على ضوءِ قيادتِه المتبصرة للسياسة الخارجية للجزائر.
وجاءت كلمة وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج أحمد عطاف، أمام إطارت دائرته الوزارية، خلال حفل تنصيب كاتبي الدولة المكلّفة بالشؤون الإفريقية والمكلّف بالجالية الوطنية في الخارج، بمثابة أرضية عمل للمنصبين المستحدثين نظرا للأهمية الخاصة وعلى الأولوية الكبيرة التي يوليها رئيس الجمهورية للملفين المرتبطَيْن بالمنصبين باعتبارهما محورَين أساسيَيْنِ من المحاور التي تقوم عليها السياسية الخارجية الجزائرية.
ش.ن
الكلمة الكاملة لوزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج أحمد عطاف
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين
السيدة كاتبة الدولة المكلفة بالشؤون الإفريقية،
السيد كاتب الدولة المكلف بشؤون الجالية الوطنية بالخارج،
السيد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية،
السيدات والسادة الإطارات السامية للوزارة،
الحضور الكريم،
أسمى عبارات الشكر والتقدير والعرفان أتوجه بها بكل امتنان وإخلاص ووفاء لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على تجديد ثِقتِه الغالية في شخصي لمواصلة السهر على شؤون الدبلوماسية الجزائرية على ضوءِ قيادتِه المتبصرة للسياسة الخارجية لبلادنا. وما يَزِيدُ من قدر امتناني وعرفاني للسيد رئيس الجمهورية هو الشرفُ الذي منحني إياه بترقيتي لرتبة وزير دولة، وهو التشريف الذي أعتز به وأعتبرُهُ أمانةً غالية تستوجبُ الوفاءَ بها على أمثل وجه ممكن.
كما أشكر السيد رئيس الجمهورية وأُثْنِي أَيَّمَا ثَنَاءْ على قرارِه الرامي لتدعيمِ وزارة الشؤون الخارجية بتعيين كاتِبَيْنِ للدولة: السفيرة سلمى بختة منصوري كاتبة للدولة مكلفة بالشؤون الإفريقية، والسفير سفيان شايب كاتب للدولة مكلف بشؤون الجالية الوطنية بالخارج.
إن هذا القرار يأتي ليؤكدَ مرةً أخرى على الأهمية الخاصة وعلى الأولوية الكبيرة التي يوليها السيد رئيس الجمهورية لِهَذَيْنِ الملفين باعتبارهما محورَين أساسيَيْنِ من المحاور التي تقوم عليها السياسية الخارجية الجزائرية:
فإفريقيا هي فضاءُ انتمائِنا الطبيعي الأصيل والمتأصل، وهو الفضاءُ الذي نَتَقاسمُ فيه مع أشقائنا إرثاً تاريخياً بإيجابياته ونقائصه، وحاضراً مشتركاً بحُلْوِهِ ومُرِّه. وعبر تعيين كاتبة للدولة للشؤون الإفريقية، في شخص السفيرة سلمى بختة منصوري، فإن الدبلوماسية الجزائرية ستعمل على الانتقال إلى السرعة القصوى في مسارين اثنين: مسار توطيد العلاقات الثنائية التي تجمع الجزائر بأشقائها الأفارقة، وكذا مسار تعزيز مساهمة الجزائر في العمل الإفريقي المشترك تحت راية الاتحاد الإفريقي.
والجالية الوطنية بالخارج هي جزء لا يتجزأ من هذا الوطن الكبير الذي يَحْرِصُ أَيَّمَا حِرْصْ على جميع أبنائه وبناته أينما كانوا وحيثُما وُجِدوا. وعبر تعيين كاتب للدولة لشؤون جاليتنا، في شخص السفير سفيان شايب، فإن الدبلوماسية الجزائرية ستعمل كذلك على الانتقال إلى السرعة القصوى في تجسيد التصور الشامل والمتكامل الذي وضعه السيد رئيس الجمهورية بخصوص دور ومكانة الجالية الوطنية في مسار التجديد الوطني وفي رحبِ الجزائر الجديدة.
فهنيئاً للسفيرة سلمى بختة منصوري وللسفير سفيان شايب نَيْلُهُمَا ثِقَةَ السيد رئيس الجمهورية، وهنيئاً لوزارة الشؤون الخارجية تدعيمُها وتعزيزُها بهذين المَنْصِبَيْنْ وبِهَذَيْنِ المسؤُولَيْنِ الشابَّيْن اللَّذَيْن، أثقُ تمام الثقة، أنهما يَحُوزَانِ على جميع مؤهلات ومقومات النجاح من خبرةٍ وتفانٍ والتزامٍ وإخلاص.
وأنا أسعدُ اليوم بِتنصيبِهما في مهامِهما الجديدة ككاتبَيْن للدولة، فإني أتمنى لهما التوفيق والسداد في الوفاء بالمسؤوليات المعهودة إليهما، وأحُثُّهُما، مثلما أَحُثُّ كافةَ إطارات الوزارة المُتَواجِدِينَ معنا، على مضاعفة الجهود من أجل الارتقاء بأداء الدبلوماسية الجزائرية إلى مستوى الأهداف الإستراتيجية التي حدَّدها السيد رئيس الجمهورية، وفق نظرةٍ مِلؤُها الصرامةُ والوضوحُ والطموح في فرض المصلحة الوطنية والدفاع عنها مهما كانت طبيعتُها وأبعادُها.
وإن لقاءَنا اليوم يمثل فرصة للتنويه بالأشواط النوعية التي قطعتها الدبلوماسية الجزائرية تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وهو الذي كرَّس عهدتَهُ الرئاسية الأولى لإضفاء حيويةٍ أكبر وحركيةٍ أقوى على دور الجزائر إقليمياً ودولياً وإعادة هيبَتِها في جميع فضاءاتِ انتمائها العربية والإسلامية والإفريقية والمتوسطية، وخارج فضاءاتِ الانتماء هذه.
على ضوء هذه الإنجازات، حرِّيٌ بنا اليوم أن نَتَجَنَّدَ جميعُنا صفاًّ واحداً تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وهو يستهلُ عُهدتَهُ الرئاسيةَ الثانية رافعاً سقف الطموحات، ومُوسِّعاً الآفاق، وفاتحاً الأبواب أمام ترسيخِ المكاسبِ المحققة وتحصينِها، وإحرازِ المزيدِ من النجاحاتِ وتثمينِها، والمُضِيِّ قُدُماً على درب تكريس دور الجزائر على الساحة الدولية:
دورُ الجزائر كدولة محورية تتحمل ما يُمليهِ عليها الواجبُ والمسؤولية تُجاهَ جوارها الإقليمي بصفة خاصة وتُجاه محيطها الخارجي بصفة عامة، ودورُ الجزائر كقوة للحق والقانون تلتزم بالمبادئ والمثل والقيم التي صَقَلَتْ هَوِيَّتَهَا الخارجية، وفي مقدمتها المرافعة باستمرار والدفاع قولاً وفعلاً عن حق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها، ودورٌ الجزائر كشريك ملتزم وموثوق يسعى على الدوام لبناء علاقات متوازنة تَحْفَظُ مصالحه الوطنية وَتَضْمَنُ تحقيقَ تطلعاتِه المشروعة في بناء اقتصاد قوي ومتنوع وتنافسي يعودُ على شعبنا بالازدهار والرَّفاه.
ومما لا شك فيه، أن المرحلة الراهنة تفرض علينا بَذْلَ المزيدِ من الجهود بالنظر لما يحيط بنا من تطورات متسارعة تُلقي بتهديدات متنامية، في عالمٍ مُتصدعٍ من جراء التجاذبات والاستقطابات، وفي عالمٍ يشهد اندثارَ القيمِ والمبادئ التي تقومُ عليها منظومة العلاقات الدولية المعاصرة، وفي عالمٍ صار يَتَّسِمُ بتجاهلِ قواعدِ القانون الدولي وتصاعدِ منطقِ اللجوء للقوة والإفراط في استعمالها للاستقواء على الضعفاء والنيل من حقوقهم المشروعة.
في ظل هذه الظروف، فإن الجهاز الدبلوماسي لبلادنا مطالبٌ بالعمل، والمزيد من العمل، في سبيل تجسيد التوجيهات السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وهو الذي يريد من دبلوماسيتنا:
أن تكون أولاً دبلوماسية استباقية، تستشرف بكل اقتدار كافة أبعاد علاقات الجزائر الدولية والتطورات المحتملة في محيطها الخارجي من أجل دَرْأِ ما يتربص ببلادنا من تهديدات وما يُحدقُ بها من أخطار.
وأن تكون ثانياً دبلوماسية حيوية، تضطلع بكل نشاط بالمهام المنوطة بها وتتحمُّل نصيبَها في دعم ومرافقة جهود التنمية الاقتصادية لبلادنا، وبناء شراكات تعود بالنفع والفائدة على اقتصادنا الوطني وعلى موقعِ اقتصادِنا بين الاقتصادات العالمية الأكثر نشاطاً ونجاعةً وتنافسيةً.
وأن تكون ثالثاً دبلوماسية سريعة التكيف مع التغيرات أيًّا كانت من منطلق الدفاع عن المصالح الوطنية بكامل متغيراتها ومقتضياتها. فالوفاء للمبادئ والاحتكام للأصول والاستقواء بالجذور، كل هذا لا يعني الركود أو التحجر. فالدبلوماسية قوية بهويتها، وما يزيدُها قوةً، قدرتُها على تحويل هويتِها إلى أداة تكييف وتحديث وتغيير.
وأن تكون رابعاً وأخيراً، دبلوماسية ثورية بامتياز، تستلهم وتستنير على الدوام من الرصيد التاريخي الثمين الذي صنعه أسلافُنا من جيل الدبلوماسيين الثوريين وتُوَظِفُه أحسن توظيف في سبيل صيانة المصالح العليا لبلادنا وفقاً لما تُمليه مقتضياتُ المرحلة الراهنة والتحدياتُ بالغةُ الحساسية التي تطبعُ منظومةَ العلاقات الدولية في هذه الحقبةِ المُقلقةِ من تاريخها.
على ضوء هذه التوجيهات الرئاسية أختتمُ كلمتي، وأطلب العلي القدير أن يوفقنا جميعاً لخدمة البلاد والدفاع عن مصالحها بكل ثقة وحزم وكفاءة والتزام.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.