رابطة “جيش – أمة “… أساس الاستقرار وضمان حماية الدولة
في ظل ما تشهده الأمة العربية اليوم من تحديات وأزمات سياسية واقتصادية وأمنية جراء التغيرات الجيوسياسية في العالم، تبرز أهمية الحفاظ على الدولة الوطنية من خلال تعزيز رابطة ‘جيش – أمة’ كعنصر أساسي لضمان الاستمرارية والبقاء. إن الحفاظ على هوية الدولة الوطنية يعكس القدرة على مواجهة المخاطر والتهديدات المتزايدة، ويعزز من وحدتها وتماسكها في مواجهة الأزمات المختلفة. وبالتالي، يصبح من الضروري وجود مؤسسة عسكرية قوية مرتبطة بالشعب، تضمن استمرارية الدولة وتحافظ على وحدة الأمة.”
إن الأحداث الجارية اليوم في الشرق الأوسط، وبالتحديد في قلب الأمة العربية “سوريا”، تؤكد لنا أهمية الحفاظ على الدولة الوطنية من خلال تعزيز رابطة “جيش أمة”، لمجابهة مختلف التحديات الراهنة وحماية الأمن القومي الجزائري.
فبعد تفكيك العمود الفقري للدولة السورية، المتمثل في المؤسسة العسكرية “الجيش العربي السوري”، فقدت سوريا أحد أهم مقوماتها السيادية التي كانت تضمن وحدتها واستقرارها. ونتيجة لذلك، أصبحت الأراضي السورية مجرد رقعة جغرافية معرضة للتقسيم والتجزئة. بل أكثر من ذلك، أصبحت عرضة لتوسع الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، إذ استغل الكيان الإسرائيلي الأوضاع القائمة نتيجة انهيار الدولة لتحقيق أطماعه الاستراتيجية، سواء بتوسيع نفوذه أو بفرض واقع جديد في المنطقة. وكل هذا يأتي في ظل صمت دولي وتواطؤ من بعض القوى الإقليمية التي ترى في ضعف سوريا فرصة لتعزيز نفوذها.
ولا يقتصر هذا السيناريو على سوريا وحدها؛ إذ يمكننا أن نرى أوجه التشابه مع ما حدث في العراق عام 2003. فقد أدى تفكيك الجيش العراقي إلى انهيار الدولة وتركها رهينة للصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية، مما جعلها ساحة مفتوحة للأجندات الإقليمية والدولية. وكما هو الحال في العراق، فإن تفكيك الجيش السوري ليس مجرد انهيار لمؤسسة عسكرية، بل هو استهداف مباشر للدولة بأكملها.
إن ما يحدث في سوريا والعراق يمثل نموذجًا واضحًا لما يمكن أن يؤدي إليه غياب المؤسسة العسكرية ، التي تعتبر صمام الأمان ضد مختلف التهديدات. فالجيش ليس مجرد قوة دفاعية، بل هو رمز للسيادة والاستقرار.
إن الدرس المهم من هذه الأحداث، لاسيما في سوريا، يجب أن نقرأه بعناية وأن نستوعبه من خلال فهم دور المؤسسة العسكرية في ضمان بقاء الدولة واستمرارها وتعزيز الوحدة الوطنية. فالجيش هو الدرع والحصن المتين لصد أطماع الأعداء والحفاظ على التراب الوطني والسيادة الوطنية في ظل الظروف الجيوسياسية الراهنة.
“كما لا بد أن ندرك جيدًا حجم المؤامرة والتحديات الكبرى التي تواجهها الدول الممانعة والرافضة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، والجزائر اليوم من الدول المناهضة للتطبيع والرافضة لكل أشكاله. وبالتالي، نحن اليوم بحاجة ماسة إلى إدراك حجم المؤامرة التي تحاك ضدنا وضد مؤسستنا، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية. ولذلك، نحن بحاجة إلى تعزيز رابطة “جيش-أمة” أكثر من أي وقت مضى لمجابهة مختلف التحديات الجيوسياسية والأمنية الراهنة. فرابطة “جيش-أمة” اليوم هي مسألة تندرج ضمن المسائل الدفاعية للوطن، ومن الواجب أن تحظى باهتمام وأهمية بالغة، فهي الصمام الأمان والضامن الأساسي لوحدتنا كأمة جزائرية.
ومن ثم، فإنه من الواجب اليوم التحلي باليقظة لما يحاك ضدنا من مؤامرات، وأن نلتف وراء جيشنا “الجيش الوطني الشعبي”، سليل جيش التحرير الوطني، لدحض أي تهديد يمس وحدتنا وسيادة أرضنا.”
مهدي الباز