الاتحاد العام للصحفيين العرب يَحيد عن الشرعية الدولية ويضرب عرض الحائط توجّهات الجامعة العربية
أقحم الاتحاد العام للصحفيين العرب نفسه بشكل مفضوح في قضية الصحراء الغربية، وحاد بشكل فجّ عن مبادئ الأمم المتحدة، حيث تضمّن البيان الصادر عن اجتماع المكتب الدائم المنعقد بدبي، الثلاثاء، مساندة الاتحاد “لوحدة التراب المغربي في مواجهة مؤامرة الانفصال المدعومة خارجيا و يعلن دعمه لمشروع الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية الوطنية على كافة التراب المغربي” حسب ما ورد زورا في هذا البيان.
تكشف هذه العبارة ذات الصياغة المخزنية التي تتداولها الأبواق الإعلامية المغربية أنّ الاتحاد العام للصحفيين العرب لم تَعد له بوصلة سيترشد بها، فلا هو خاضع لشرعية القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي تضع قضية الصحراء الغربية ضمن قضايا تصفية الاستعمار. ولا هو مستهدٍ بالجامعة العربية التي تضع هذه القضية جانبا ولا تتدخّل فيها.
ولم يتوقّف ادّعاء الاتحاد العام للصحفيين العرب عند مساندة السيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، بل راح يعتبرها مؤامرة مدعومة خارجيا، في إشارة إلى الجزائر، مثلما يدّعيه المخزن في هروبه من قضية تقرير المصير لشعب يُعاني الويلات والتشريد على أرضه.
وإن كان المخزن يحسب أنّه حقّق انتصارا جديدا بتبنّي الاتحاد العام للصحفيين العرب لموقف مؤيّد لأطروحته الوهمية، فإنّ هذا الموقف يكشف مرة أخرى الطرق الخسيسة التي يستعملها المخزن، لصرف النظر عن الصراع الحقيقي المرتبط بشعب يطالب بأرضه، كما سيستغلّ المخزن هذا الموقف للتغطية عن الأزمات الداخلية الواسعة والتردّي الاجتماعي الذي بلغ ذروته.
كما يكشف هذا الموقف أن الاتحاد العام للصحفيين العرب، وضع نفسه في موقف حرج أمام الصحافة العالمية المستقلة التي تعالج قضية الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار، خصوصا بعد القرارات الاخيرة لمحكمة العدل الأوروبية القاضية بإلغاء الاتفاقيتين الرئيسيتين الموقعتين بين الاتحاد الأوروبي والمغرب (الاتفاق حول المنتجات الزراعية و اتفاق الصيد البحري) والتي انتصرت فيها للشعب الصحراوي ورفضت طعون مجلس ومفوضية الاتحاد الأوروبي. فسيجد الاتحاد العام للصحفيين العرب نفسه في معزل عن توجّه الإعلام العالمي الحرّ الذي يبحث عن الحقيقة وليس عن بعض الامتيازات العابرة.
حسان.خ