توماس باربولو: دعم الإسبان للقضية الصحراوية ازداد بعد التهجم و الابتزاز المغربي الأخير

أكد الكاتب والصحفي الاسباني الخبير في الشأن المغاربي وفي الصحراء الغربية، توماس باربولو، أن الابتزاز و التهجم المغربي على إسبانيا خلال الأسابيع الأخيرة فتح أعين الرأي العام الاسباني أمام حقيقة أن المملكة المغربية ليست بلدا صديقا، وبالتالي زاد من تفهمه للقضية الصحراوية.
وأوضح باربولو في حوار لع مع موقع “الصحراء الغربية 24” ان اطلاع الاسبان على القضية الصحراوية منذ أشهر كان شكليا غير أن الاعتداء المغربي الاخير على سبتة- مستغلا مئات القاصرين كضحايا تحت ذريعة تواجد الرئيس الصحراوي بأحد المستشفيات الاسبانية – ساهم في مضاعفة اهتمام الرأي العام بهذا النزاع.
وحسب ذات المتحدث فان التهجم المغربي على الحكومة الاسبانية لاستقبالها رئيس الجمهورية الصحراوية ابراهيم غالي هو مجرد مناورة للتشويش، غير أن الحقيقة تكمن في أن محمد السادس لا زال أكثر انشغالا بموقف الاتحاد الاوروبي الذي لم ينتهج مسار دولاند ترامب وبقي صامدا دون الاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية.
واعتبر الكاتب الاسباني انه لهذا السبب بالذات افتعل المغرب صراعا دبلوماسيا مع المانيا دون جدوى ولهذا ايضا اختلق نزاعا آخر مع اسبانيا,، مبرزا أن كل هذه المناورات تستهدف الغاية نفسها وهي أن ينتهك الاتحاد الاوروبي القانون الدولي ويعترف بالسيادة على الصحراء الغربية.
كما أبرز الخبير أن التناول الاعلامي لهذه الأزمة بين المغرب واسبانيا متنوع ومتعدد حيث قال:” فمن جهة هناك وسائط اعلامية ومتخصصة تقدم المادة الاعلامية بموضوعية وأخرى تعمل على تشويهها بغية التهجم على الحكومة. لكن بعيدا عن بؤس البعض يبقى الرأي العام الاسباني داعما وبالأغلبية للشعب الصحراوي ورافضا للضغوطات المغربية”
وأكد باربولو ان المغرب قد خسر معركة الرأي العام وبأن الشعب الصحراوي يمكنه استغلال هذه الفرصة من أجل إعطاء دفع جديد يؤدي الى اعتراف الاسبان بنضاله
أما بخصوص موقف الحكومة الاسبانية أمام هذه الاحداث وكذا مواقف مختلف القوى السياسية فقال ذات المتحدث :”إن شح المعلومات من أجل تقيم الاحداث بدقة يرتبط بكل ما يدخل في صميم اهتمامات المغرب. فللوهلة الاولى ردت الحكومة بشكل سريع وحاسم على التعدي المغربي”.
في حين أن موقف الحزب الشعبي الاسباني وزعيمه بابلو كاسادو فيبدو غير مفهوم لنفيه حدوث هذا التجاوز المغربي، يضيف الخبير الاسباني الذي أعرب عن استغرابه لهذا الموقف حيث قال “لماذا؟ هل لأنه يعترف للمغرب بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية؟”.
كما شدد ذات الخبير على ان الضغوط المغربية التي تحاول التأثير على موقف الحكومة الاسبانية بل وحتى على العدالة الاسبانية مرفوضة، مبرزا أن العلاقات بين اسبانيا والمغرب معقدة جدا فلقد تغافلت اسبانيا في العديد من المناسبات عن سلوكات وأهواء محمد السادس مقابل تعاونه في مجالي الهجرة والارهاب.
أما بالنسبة بعلاقة المغرب بالاتحاد الأوروبي بعد هذه الأزمة فأكد باربولو أن المغرب تأكد بأن تعديه على سبتة قد ألحق ضررا بصورته في اوروبا الى درجة وضعه المساعدات التي يتلقاها من بروكسيل والمقدرة بالملايين موضع الخطر ولذلك عمد جاهدا على خلق الاعتقاد بأن لديه مشاكل مع اسبانيا فقط لكن في المقابل كان تأكيد الاتحاد الاوروبي على كون سبتة ومليلية هي حدود اوروبية واضحا بما فيه الكفاية مما يعنى أن المغرب قد تلقى ضربة موجعة من حيث لا يدري.
وفيما يتعلق بمسؤولية إسبانيا عن استمرار الاحتلال المغربي للصحراء الغربية أشار الكاتب الى أن اسبانيا أمضت زهاء نصف قرن وهي تلتزم الضبابية إزاء هذه القضية وهو ما يدعو إلى القول بأنها كانت متواطئة مع المغرب في التقتيل الذي اقترف في الماضي والقمع الذي يمارس حاليا ضد الصحراويين.
ويرى ذات المتحدث أنه لا مجال لتبرير هذا الموقف أمام موت الشيوخ والنساء والاطفال وأمام المجازر المرتكبة فإما أن تكون مع الجلاد أو تكون مع الضحية فلا مجال للصمت هنا لكني مع ذلك لا أظن بأن الموقف الإسباني سيتغير.
كما شدد باربولو على ضرورة الاستمرار في شرح الاحداث التي تبين مسؤولية إسبانيا تجاه الصحراء الغربية, وذلك من خلال البحوث والتأليف والأشرطة والمواضيع وأنشطة المسرح والشعر، فبقدر ما يكون الرأي العام الاسباني أكثر وعيا بقدر ما تكون الحكومات الاسبانية مجبرة على التحرز لئلا تفقد أصواتها.
رمزي أحمد توميات
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى