غير عاجل/ بلا كُرَة.. بلا قَدَم.. وبلا كأس.. الجزائر تظلّ تصْنَع الفرَح
خرجت فئات عريضة من شعب المروك تحتفي بهزيمة المنتخب الوطني الجزائري والخروج المبكّر من منافسات كأس الكان بكوت ديفوار، وألهب مواطنو المروك وسائط التواصل الاجتماعي بحقد ذفين وكراهية لا مثيل لها للجزائر دولة وشعبا وجيشا.
كما عبّر العشرات من مواطني المروك في منشورات بالصوت والصورة عن فرحهم وسعادتهم بهزيمة الخُضر، ممّا خلق أجواء من الراحة الجماعية في المروك، يحتسبها المخزن نقطة ايجابية تُلهي شعبه عن المشاكل الاجتماعية المتفاقمة التي يعيشها على كلّ الجبهات.
وإن كان قبل سنوات رأي الشارع المروكي، يحاول فصل علاقته بالجزائر عن السياسة، ويحاول “مسح السكين” في القطيعة التي يشهدها البلدين إلى السياسيين، بينما يتمسّك بعلاقته الطيّبة بالشعب الجزائري، إلا أنّه وبعد مسار التطبيع المُخزي، تنامت كراهية فجّة للشعب الجزائري ولكلّ ما هو جزائري، هروبا من مستنقع التطبيع الذي أصبحت تتجلّى نتائجه في الحياة اليومية للشعب المروكي، من خلال النفوذ الصهيوني على اجتماعيا واقتصاديا وتربويا، وتفشّت بشكل أكبر مظاهر الانحلال والانسلاخ عن القيّم بانتشار ممارسات دنيئة لا تُعير اهتماما للقيّم الاسلامية فحسب، بل حتى القيّم الانسانية والأعراف الخلقية التي يحكم عليها عقلاء الدول الغربية بالانحلال والانحراف.
الجزائر خسرت مقابلات في كرة القدم، وإن كانت نتائجها متعادلة، تُؤكّد أحداث ملعب السلام ببواكي الإيفوارية، أنّ التواطؤ والمؤامرات كانت ثابتة من خلال رفض الحكام العودة إلى تقنية الفار، حتى وإن، فلنقُل أنّ فريق كرة القدم الجزائري كان ضعيفا، وانهزم كما هُزِم فريق البلد المنظّم الذي كان له حضورا قويا في كرة القدم الإفريقية طيلة عقود، هل ستكون هذه الخسارة سببا للاحتفال وتنظيم مسيرات وتجمّعات في مدن عديدة من المروك من أجل ابداء الكراهية والضغينة؟
وذهبت وسائل إعلام تشتغل أبواقا للمخزن إلى اعتبار هزيمة الفريق الوطني لكرة القدم بنتائج ما يسمونه بممارسات “النظام العسكري الجزائري”، وإنّما هذه التحاليل، ليست سوى ردود فعل عما يقوم به الجيش الوطني الشعبي في كسرة شوكة بارونات المُخدّرات والاطاحة المتواصلة بكلّ محاولات إغراق الجزائر بالمخدرات المروكية التي أصبحت تُزرع بشكل قانوني في حقول كان يُفترض أن تزرع حبوبا وخضرا تسدّ رمق الشعب الذي أصبحت المجاعة فيه ظاهرة اجتماعية أدّت إلى تفشي ظواهر غريبة كأكل لحم الكلاب والحمير.
كما كشفت ردود الفعل المشينة لسكان المروك من هزيمة المنتخب الوطني زيف ونفاق اليد الممدودة التي يُلقيها ملكهم محمد السادس في كلّ خطاب لعرشه الآيل للزوال، فـ”سِيدهم الملك” كلّما ضاقت به الأرض، التفتَ شرقا ليُلقي يده، مشيرا إلى الحدود المغلقة بينهم وبين الأٍرض التي كانت تُغدق عليهم من طيب خيراتها المُدعّمة..
فعلا لقد عاش الجزائريون، خصوصا المهوسين بالمنافسات الرياضية، أجواءً من الغضب والحزن، جرّاء الخروج المبكّر من منافسات الكان، لكن هذا الحزن سبّبا للفرح في مسيرات حاشدة وتجمّعات هائلة الأعداد بالمروك، كما عجّت وسائط التواصل الاجتماعي بالهتافات المعادية للجزائر تغمرها السعادة والفرح.. فهاهي الجزائر تصنع الفرح الذي قد يُنسي الجيران همومهم لأيام وربما لأشهر حسب اجتهاد أبواق المخزن المتفانية في النفاق والكذب الإعلامي المحترف في استخدام أقلام التلوين لتغيير الجغرافيا..
وليد بحري