فيما عدّد مناقب المجاهد والكاتب الراحل عثمان سعدي: رئيس المجلس الأعلى للغة العربية يعطي إشارة انطلاق فعاليات شهر اللغة العربية من المركز الجامعي بتيبازة

أعطى صباح الخميس الفاتح ديسمبر ، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية البروفيسور صالح بلعيد إشارة انطلاق فعاليات شهر اللغة العربية من معهد اللغات والأدب العربي بالمركز الجامعي مرسلي عبد الله بتيبازة في أجواء مميّزة حضرها مئات الطلبة والأساتذة.

ودعا بلعيد إلى ضرورة الاعتزاز بلغة “الدالات الثلاث” كما قال وهي لغة الدين والدنيا والدولة الجزائرية، مشيرا الى أهمية تطويرها خاصة وأنها تحصي ما يفوق 12 مليون كلمة، تأتي بعدها مباشرة اللغة الإنجليزية بنحو مليون كلمة، فيما لا تحصي اللغة الفرنسية سوى 300 الف كلمة.

وخاطب صالح بلعيد الطلبة قائلا:”لغة الضاد” كانت هي لغة العلوم عندما كانت أوروبا تغط في سباتها العميق والآن حان الوقت لإعادة الاعتبار لها وتطويرها والمحافظة عليها عن طريق المبادرات والافكار ومعاضدة المؤسسات التي تعنى بلغة القرآن الكريم كالمدرسة والمسجد و الجامعة والنوادي والجمعيات وكافة المشتغلين على حقل الذكاء الاصطناعي، مضيفا في جو تفاعلي وحماسي:”ارموا باللغة العربية إلى النخبة لتطويرها والاعتزاز بها”.

وكشف عن إصدار 36 مجلد في عمل مشترك بين المجلس الأعلى للغة العربية ومجمع اللغة العربية بالشارقة ومجمع اللغة العربية بالقاهرة يخص الحروف من أ إلى ذ فقط، والآن يتم الاشتغال على حرف ض، مثمنا المبادرات التطوعية القيمة التي ساهم فيها ثلة من أعضاء المجلس وباحثين وأساتذة من مختلف جامعات أمثال الدكتور فتحي بوقفطان من المركز الجامعي بتيبازة.

هذا وتخلّل الاحتفالية تكريم البروفيسور صالح بلعيد من طرف مدير مكتبة المعهد ومدير معهد الادب العربي الدكتور قرمودي ومدير مخبر الممارسات الثقافية والتعليمية التعلمية الدكتور عادل لخضر. كما أهدى رئيس المجلس لمكتبة معهد اللغة العربية اكثر من 500 كتاب وفي المقابل أهدت الطالبة الكاتبة الواعدة مهدية يقدح كتابا يلخص حياة المجاهد مرسلي عبدالله -رحمه الله-.
ومن جانبه أهدى الرئيس عشرات الأقراص المضغوطة تحوي معجم الثقافة الجزائرية وبعض المعاجم ومؤلفات المجلس، فضلا عن إلقاء قصائد وخواطر وكلمات في حق البروفيسور ,كما كان هذا اللقاء العلمي فرصة للقاء الضيف بالعديد من طلبته السابقين ممن أصبحوا الان اساتذة ودكاترة بمعهد اللغات والاداب بالمركز الجامعي مرسلي عبد الله بتيبازة.

هذا وعدّد صالح بلعيد مطولا بمناقب الكاتب والمجاهد عثمان سعدي الذي التحق بالرفيق الأعلى الاربعاء المنصرم، داعيا في وقفة ترحمية تأبينية الى ضرورة النهل من خصال وأعمل هذا الرجل الفذ الذي ناضل منذ شبابه المبكر في حزب الشعب الجزائري، وانخرط في صفوف جبهة التحرير الوطني منذ تأسيسها وعمل في ممثليها بالمشرق العربي

وذكر صالح بلعيد بأن هاته القامة الجزائرية التي غيبها الموت كان من الشخصيات السامقة التي جمعت بين تراث نضالي عريق في جبهة التحرير الوطني الجزائري منذ انطلاقة الثورة عام 1954، حين كان عثمان أميناً عاماً لمكتب جيش التحرير الشعبي الجزائري في القاهرة أبّان الثورة، وبين عمل دبلوماسي متميّز حين عُيّن سفيراً لبلاده في بغداد ودمشق حيث لم يكتف بعمله الدبلوماسي التقليدي، بل سعى لعمل قومي من خلال السعي لبناء الجسور بين العاصمتين العربيتين العزيزتين في زمن الخلاف المدمّر الذي حرص كل عربي مخلص على إنهائه، كما سعى لعمل ثقافي مجيد تمثّل بجمع مئات القصائد التي كتبها شعراء من البلدين في ثورة الجزائر بينهم الجواهري والسياب والبياتي من العراق وعمر أبو ريشة ونزار قباني وسليمان العيسى من سورية.

وحين استقر في الجزائر ركز في عمله الوطني والثقافي على الدفاع عن اللغة العربية التي حاول المستعمر الفرنسي تشويهها خلال الحقبة الاستعمارية الممّتدة لأكثر من 132 عاماً، وأسس مع ثلّة من أحرار الجزائر الجمعية العربية للدفاع عن اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، وسط شبه حظر رسمي، بل ودعا إلى تعميم هذه المبادرة في كل أقطار الأمّة انطلاقاً من إدراكه العميق للعلاقة بين اللغة والهوية والثقافة.

بلال لحول

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى