سقطة أحمد الريسوني ما بين نتائج الاستعمار و الوطنية المتعصبة

 أثارت تصريحات أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العام لعلماء المسلمين ردود فعل غاضبة في الجزائر و موريتانيا بعد أن دعا للجهاد بالمال و النفس و الزحف على تندوف، كما قال بأنه لا معنى لوجود موريتانيا لأنها في الأصل تابعة للمغرب قبل الفترة الاستعمارية، فهل هناك تفسير معقول لخطورة تصريحات الريسوني؟ الإجابة في خمس نقاط:

  • لقد ترك الاستعمار ما بين جميع الشعوب الإسلامية التي استعمرها خلافات حدودية مدروسة من شأنها إثارة الحروب بين الدول الإسلامية، خاصة و أنه ألغى من العقل الجمعي الإسلامي أحقية من سال دمه في أرض إسلامية جهادا لرد الكفار عنها أن يملكها بإجماع المسلمين.
  • كان هذا مفهوما واضحا ما بين الشعوب الإسلامية، قبل الاستعمار، و هو ما ردت به قيادات الثورة على ملك المغرب مباشرة بعد الاستقلال عندما أراد الاستيلاء على بشار و تندوف، فقد قال له زعماء الثورة التحريرية إن كنت تريدهما فلماذا لم يسل دمك عليها؟
  • و واضح أن غياب مفهوم أحقية المجاهدين المضحين بدمائهم في تملك الأرض التي سالت دماؤهم عليها تغلبت عليه الوطنية الضيقة و دروس التاريخ التحريضية و القرار السياسي الصارم أو المراوغ، فتغير رد الفعل الفكري الفردي و الجماعي فأصبحنا نعرف نفسنا لا كمسلمين، بل كمنتمين لوطن معين ثم نحن مسلمين.
  • لكن هذا ممنوع على أحمد الريسوني منعا باتا لأنه عالم من علماء المسلمين من المغرب و ليس عالم مغربي مسلم من علماء المسلمين، لذلك أعتبر أن الريسوني غير واع سياسيا لأن حرب المغرب على الجزائر ستقحم الغرب و الصهاينة في المنطقة، بعسكرهم و مخباراتهم، فهل هذا ما يريده الفقه الإسلامي؟
  • طبيعي أن يغضب الجزائريون و الموريتانيون من تصريحات الريسوني، و نحن في انتظار رد فعل علماء المغرب لأن الوضع خطير جدا، فليس الريسوني و لا علماء المغرب و لا ملكها و لا حكومتها من يملك خيار مواجهة الجزائر في الوقت الحالي بل الصهاينة و حلفاءهم ممن شككنا فيه و ممن لم نشك. المغرب في الوقت الحالي لا يملك سلطة اتخاذ القرار في هذا الأمر.

                                            الكاتب الصحافي: هيثم رباني

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى