وزير الخارجية: الدبلوماسية رافد من روافد الجزائر الجديدة

دعا وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، إلى ضرورة الاستفادة من وطنية الدبلوماسيين الجزائريين الذين عملوا جاهدين لتحقيق ما تصبوا إليه الأمة، مثمنا بجهودهم في رفع مردودية الدبلوماسية الوطنية خلال السنوات الأخيرة.
وقال لعمامرة لدى افتتاحه لاحتفالية اليوم الوطني للدبلوماسية :”رئيس الجمهورية طلب مني أن أنقل إليكم تشجيعاته ودعمه لكم على العمل الدبلوماسي الدءوب الذي نقوم به جميعا خدمة للجزائر”.
وأكد وزير الخارجية على أن العمل الذي يقوم به إطارات الدولة الجزائرية في سبيل بناء الجزائر الجديدة وتحقيقا لبرنامج الرئيس تبون من أجل مواصلة العمل والرفع من مكانة الجزائر داخليا وخارجيا، مشيرا إلى أن الدبلوماسية تشتغل لتبقى الجزائر قلعة الحريات.
وأفاد نفس المسؤول:” دبلوماسيتنا اليوم تعد رافدا من روافد بناء الجزائر الجديدة التي تشتغل على أساس توجيهات رئيس الجمهورية ويبقى جيلنا في مكانة الوسيط الذي يأخذ المشعل ويقدمه للأجيال القادمة”.
ومن جهة أخرى قال لعمامرة أنه:” من المعروف أن الأمن الوطني يرتبط ارتباطا وثيقا بقدرة الجهاز الدبلوماسي على استباق الأحداث ورصد التهديدات الخارجية”، منوها بالدور الأساسي والمحوري الذي يقع على عاتق الدبلوماسية الجزائرية في استراتيجية الأمن القومي، من خلال السهر مع المصالح الأمنية على ترسيخ حصن السلامة الإقليمية والاستقلال والسيادة والوحدة الوطنية.
و اوضح ذات المتحدث أنه من الواضح أن التطورات المتسارعة والتحديات العديدة التي يشهدها العالم اليوم تفرض على الجزائر تكييف جهازها الدبلوماسي وتعزيزه بالإمكانيات والقدرات اللازمة التي تسمح له بالدفاع عن مصالح الوطن والمواطنين والمساهمة في تحقيق الأهداف المنشودة.
وما عملية الإصلاح والتحديث التي انطلقت وأهدافها المسطرة إلا بداية لعمل جاد يرمي إلى رفع مردودية العمل الدبلوماسي بجعله قادر على رفع كل التحديات والإسهام النوعي في تجسيد طموحات الأمة الجزائرية، يضيف الوزير.
وأفاد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه في الوقت الذي تتعرض فيه الجزائر إلى سلسلة من الحملات العدائية الخطيرة والممنهجة التي تستهدف الأمن القومي لبلادنا، أصبح من الضروري إرساء دبلوماسية يقظة واستباقية تمتلك القدرة على احتواء التهديدات التي تفرض علينا، اليوم أكثر من أي وقت مضى، تكثيف الجهود وتوحيد الصفوف قصد تحصين الجبهة الداخلية وتدعيم تماسك النسيج الوطني للشعب الجزائري ضد محاولات الاختراق والفتنة والتفرقة.
و من جهة أخرى قال وزير الخارجية :'”أنه في عالم يشتد فيه التنافس على روافد التنمية والازدهار، تكتسي العلاقات الاقتصادية الدولية طابعا استراتيجيا، حيث تساهم الدبلوماسية الاقتصادية في مساعي التنمية الوطنية من خلال جذب الاستثمارات وترقية الصادرات خارج قطاع المحروقات”.
وفي هذا الصدد، اكد لعمامرة أن برنامج الحكومة يعتمد على آليات استحدثت على مستوى وزارة الشؤون الخارجية لتحقيق المزيد من المكاسب من خلال شراكات استراتيجية تفتح للجزائر فضاءات جديدة.
كما شدد ذات المتحدث على حرضه على إيلاء الأهمية القصوى لجاليتنا الوطنية المقيمة بالخارج، التي تشكل جزء لا يتجزأ من نسيجنا الوطني، داعيا إلى مد جسور التواصل والحوار مع أبنائها من أجل تمكين الجالية من أداء دورها الإيجابي في البناء الوطني.
وقال وزير الخارجية :”لقد أبان مواطنونا المقيمون بالخارج على درجة كبيرة من الوعي وإرادة لا تلين في تمسكهم بوطنهم ورغبة صادقة للمساهمة مع أبناء بلدهم في بعث التنمية ومواجهة الأزمات” مشيرا الى أن ذلك قد تجسد على أرض الواقع من خلال الهبّة التضامنية الرائعة لجاليتنا من أجل دعم بلادهم في مجابهة وباء فيروس كورونا المدمر.
كما أكد نفس المسؤول أنه يولي العناية اللازمة من أجل التكفل الأمثل بكافة انشغالات جاليتنا وحماية مصالحها. لذا فإن مراكزنا الدبلوماسية والقنصلية مدعوة أكثر من أي وقت مضى لتطوير أساليب عملها من حيث التواصل والتفاعل مع أبناء جاليتنا، وإدخال الأساليب الحديثة في مجال التسيير القنصلي بغية تقريب الإدارة القنصلية من أفراد الجالية.
وشجع لعمامرة هذا القطاع الحيوي الذي دافع، و لا يزال، عن مصالح الجزائر حرباً وسلماً ووقف سدا منيعا ضد كل ما يُحاك لها من مخططات عدائية، على المزيد من الالتزام والنجاعة.
وأضاف قائلا :”فالكل في هذا الوطن مسؤول بحجم دوره ومسؤوليته ووظيفته ومكانته في المجتمع، فبناء الوطن هو مسؤوليتنا جميعاً دون استثناء الجزائر أمانة الشهداء في أعناقنا فأحفظوها وارعوا عهدهم وامضوا بها إلى الأمام”.
وكان مقر وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج قد احتضن صبيحة هذا السبت، احتفالية احياء اليوم الوطني للديبلوماسية الموافق للثامن من أكتوبر من كل عام، وتخلّلت الاحتفالية ندوة مهمة حول دور الديبلوماسية الجزائرية نشطها عدد من الدبلوماسيين القدماء وإعلامي، كما تمّ تكريم قدماء الدبلوماسيين الجزائريين عرفانا بما قدموه لرفع مكانة الجزائر بين الأمم والدفاع عن مصالحها.
رمزي أحمد توميات