إفتتاحية مجلة الجيش: ”الجزائر التي بقيت صامدة قوية طيلة تاريخها الحافل بالمجد والبطولات لن تنحني أبدا أمام رياح التآمر والتفرقة وسموم الفتنة“
قالت إفتتاحية مجلة الجيش، في عددها الصادر لشهر جانفي، أن المشهد اليوم بات واضحا كل الوضوح ولا يتطلب تفكيرا طويلا وتحليلا عميقا، حتى يتم إدراك خبث نوايا أعداء الجزائر وأهدافهم الدنيئة، مؤكدة أنه مهما تنوعت أساليبهم وشرورهم، فلن يفلحوا أبدا في تحقيق مآربهم الخسيسة.
وأكدت الافتتاحية في هذا السياق، أن الجزائر التي بقيت صامدة قوية طيلة تاريخها الحافل بالمجد والبطولات لن تنحني أبدا أمام رياح التآمر والتفرقة وسموم الفتنة بفضل تماسك الجزائريين وانسجامهم وتضامنهم، “وهي المبادئ التي ستظل على الدوام القبس الذي ينير دروب الأجيال المتلاحقة، التي ستدرك حتما، كما أدرك أسلافها، أن سر القوة والصمود يكمن في وحدة الصف والتلاحم وصدق النوايا والمقاصد لمواصلة تعزيز أسس الدولة الوطنية، بوصلتها ثورة أول نوفمبر المباركة، التي رصعت مجد بلادنا الخالد وجمعت شمل كل الجزائريين لهدف واحد هو خدمة الوطن والإخلاص له والتفاني في سبيله”، تضيف الافتتاحية.
وجاء في نص الافتتاحية، “انقضت سنة 2024 وقد قطعت بلادنا خلالها أشواطا معتبرة على درب تعزيز المشروع الوطني النهضوي الذي يتجسد ميدانيا، بما تحقق من إنجازات غير مسبوقة على جميع المستويات وفي كافة المجالات، لتهل علينا السنة الجديدة 2025، التي بقدر ما يحدونا ونحن نستقبلها، من أمل وطموح وعزيمة لمواصلة المسيرة بكل حرم وإصرار علينا أن ندرك حجم التحديات التي يتعين علينا رفعها والتهديدات الواجب مجابهتها، لإفشال كل مخططات أعداء الجزائر ومحاولاتهم البائسة واليائسة لاستهدافها، أولئك الذين لا بروقهم التحول الذي تشهده بلادنا في السنوات الأخيرة نحو استكمال بناء الجزائر الجديدة والمنتصرة”.
كما أشارت إفتتاحية مجلة الجيش إلى أن الجزائر المزدهرة الرائدة والفاعلة في محيطيها الإقليمي والدولي الثابتة على مبادئها ومواقفها المشرفة السيدة في قراراتها، القوية بشعبها ومؤسساتها، الأمنة بجيشها الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني الجزائر، لا تقبل الابتزاز والوصاية والرضوخ لأي جهة مهما كانت قوتها، مثلما أكده رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، في رسالته بمناسبة الذكرى الرابعة والستين المظاهرات 11 ديسمبر 1960 يقوله: ”لقد أكرم الله تعالى الجزائر، فمن عليها بالنعم وأعزها شعبها الآبي بوعي وطني يحصنها به أمام نوايا المتآمرين وحقد الحاقدين ويبطل به المحاولات اليائسة لإحباط إرادة الوطنيين الغيورين على الجزائر حاميا بوعيه المتقد لأمن واستقرار المجتمع، ومنشغلا في هذه المرحلة الحساسة برهانات كبرى وأولويات ملحة لاستكمال المشروع الوطني التنموي الشامل والمستديم الذي انطلق في الجزائر الجديدة، وتتواصل ترجمة أبعاده الاستراتيجية بعبقرية الشعب وسواعد الجزائريات والجزائريين في الجزائر المنتصرة“.
وعلى هذا النهج الوطني الصادق والنبيل-تضيف الافتتاحية- يواصل الجيش الوطني الشعبي حمل الأمانة بكل فخر واعتزاز، وتأدية الرسالة بكل إخلاص وتفان مستكملا مسار تطوير مختلف قدراته والاضطلاع بمهامه الوطنية بكل احترافية والتزام، وهذا ما ترجمته النتائج النوعية المحققة ميدانيا، خاصة في مجال حماية الحدود ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، “وهي نتائج تؤكد جاهزيته التامة واستعداده الكامل لمواجهة أي خطر قد يهدد سلامة وطننا المفدى، ويعكر صفو وطمأنينة شعبنا الأصيل، الذي طالما جسد بتلاحمه مع جيشه أنموذجا نادرا في الوحدة الوطنية والمحبة والتآخي ونكران الذات ليظلا دائما معا حصنا منيعا في وجه كل من يحاول المساس بأمن وطننا واستقراره ودرعا صلبا أمام تجار الفتنة والتفرقة والمتأمرين الذين يحز في نفوسهم السقيمة رؤية الجزائر تسير بثبات على السكة الصحيحة نحو وجهتها السليمة، لتعيش سيدة قوية مستقرة ومتطورة، كما يتطلع إليها أبناؤها الشرفاء اليوم وأرادها أسلافنا الميامين الذين ضحوا بأعز ما يملكون ليحيا الوطن حرا وآمنا وشامخا مثلما أوضحه السيد الفريق أول السعيد شتقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في كلمة له خلال إحدى زياراته إلى الناحية العسكرية الثانية. قائلا: ”سنظل نعمل في الجيش الوطني الشعبي تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على منح الجزائر القوة الكفيلة بالمحافظة على حق شعبها في العيش عزيزا مكرما في كنف الاستقلال والسيادة“.
كما أكد الفريق أول في ذات السياق، حسب ذات المصدر، أن ”الجزائر تسير بخطى ثابتة نحو القمة بل نحو الريادة في مجالاتها الجيوسياسية الإقليمية والجهوية، والاستمرار، بالتزام ووفاء، على هذه الوتيرة وهذه الديناميكية، هو واجب مقدس، يتطلب تماسك وانسجام وتضافر جهود جميع أبناء الوطن المخلصين، من أجل أن تصبح الجزائر رائدة وقوية ومزدهرة ومقتدرة وفاعلة“.
واختتمت الافتتاحية بتأكيدها على ”أن هذا التوجه الوطني الخالص، هو نهج يتبناه أبناء وأحفاد أبطال نوفمبر الشرفاء عن قناعة راسخة، كيف لا وهم ذخر أمتنا وذخيرتها التي لا تنضب، شباب “تسري في دمائهم روح المقاومة”، مثلما أكده السيد رئيس الجمهورية في كلمته بمناسبة إشرافه على لقاء الحكومة مع الولاة، وتتوسم فيهم الجزائر كل الخير لحاضرها ومستقبلها، ليكونوا في مستوى المسؤولية والتحديات على خطى أسلافهم الأطهار الذين قدموا كل غال ونفيس من أجل الانعتاق من نير المستعمر الغاشم. وإعلاء هامة وطننا الغالي بين الأمم“.
ش.ن