ڨوجيل: ”الجزائر اليوم بخير بفضل رئيس الجمهورية الذي مدّ يده إلى الجميع اقتداءً ببيان أول نوفمبر“

أكد رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، هذا الإثنين، أن الجزائر اليوم بخير بفضل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي مد يده إلى الجميع أسوة ببيان أول نوفمبر الذي وحد جميع الجزائريين من أجل مصلحة الجزائر، مشيرا أن صدق التشبيه يؤكده اختيار أول نوفمبر لمصادقة الشعب على دستور 2020، والذي أرخ لعودة الجزائر إلى تاريخها وذاكرتها الوطنية، وإلى مجدها الجديد القائم على الاستقلال السياسي والاقتصادي وعلى اللامديونية ومبادئ الدبلوماسية الحرة التي بزغ وهجها منذ تولي الجزائر العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، وبعد المشاركة المبهرة لرئيس الجمهورية في دورة الاتحاد الإفريقي بأديس-أبابا.
محاضرة بكلية الحقوق لجامعة الجزائر1، بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى 69 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، وذلك بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ووزيرة العلاقات مع البرلمان، الأسرة الثورية وأعضاء من مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، بالإضافة إلى الأساتذة والطلبة وإعلاميين وممثلين عن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الوطنية.
وأكد صالح قوجيل، خلال إلقائه محاضرة بكلية الحقوق لجامعة الجزائر1، بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى 69 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، وذلك بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ووزيرة العلاقات مع البرلمان، الأسرة الثورية وأعضاء من مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، بالإضافة إلى الأساتذة والطلبة وإعلاميين وممثلين عن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الوطنية، أن ذكرى اليوم الوطني للشهيد (18 فبراير) والذكرى المزدوجة لـ 24 فبراير المخلدة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، تحملان العديد من العبر، مشيرا إلى الرسالة القوية التي وجهها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى الشعب بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، داعيا إلى الالتزام بسياساته وتطبيق توجيهاته التي تصب في مصلحة الجزائر.
واستحضر قوجيل تجربته الثرية في الحركة الوطنية، واستعرض الحملة الشعواء التي تشنها بعض الأطراف المتطرفة في فرنسا ضد الجزائر، مشيرا إلى أن الاستعمار في الجزائر استيطاني كانت غايته إبادة الشعب واستبداله بشعب أوروبي مسيحي، موضحا دليل الإبادة الذي يظهر في الإحصائيات الرسمية لعدد الجزائريين، والذي تناقص منذ عام احتلال الجزائر في 1830، ولم يعد إلى الزيادة إلا بعد توقف الإبادة بسبب الحرب العالمية الأولى والثانية، أين أخذ الاستعمار الشباب الجزائري ليموت من أجل تحرير فرنسا، ثم ليبني بسواعده ما دمرته الحرب.
كما تناول صالح قوجيل في محاضرته، الوحشية الدموية للمعمرين وخديعتهم التي كان شاهد عيان عليها، حيث سلّح المعمرون سجناء حرب أوربيين من أجل قتل الجزائريين بعد خروجهم في مظاهرات 08 ماي 1945، والتي كانت إعلانا عن عودة الاستعمار الفرنسي إلى حرب الإبادة التي باشرها منذ قدومه إلى الجزائر، وذلك حتى قبل عودة الجزائريين من كفاحهم المرير ضد النازية في أوربا.
وأشار صالح قوجيل في هذا السياق، إلى أن النجاح الذي أحرزته الدبلوماسية الجزائرية في مقر الاتحاد الإفريقي يؤكد للمشككين أن الجزائر هي إفريقيا وإفريقيا هي الجزائر، واستعاد التشكيل الأول للحركة الوطنية في عشرينيات القرن الماضي، أين اعتمد روادها اسم نجم شمال إفريقيا والذي يوضح بعد نظرهم بعد أن أصبحت الجزائر يوما فعليا نجمة إفريقيا، حسب ما أورده بيان مجلس الأمة.
كما إستعرض صالح قوجيل، المراحل التاريخية الهامة التي مرت بها ثورة أول نوفمبر التي كانت بلا زعيم، وإلى فلسفتها الحريصة منذ سنوات النضال الأولى على الاستقلال والاستقلالية، مؤكدا أن حرب التحرير الوطنية تجربة فريدة، وعبقريتها تكمن في تجاوز العراقيل رغم كل الخلافات، مشيرا إلى أن نوفمبرا آخر يمكن أن يرى النور لو يتوحد الفلسطينيون تحت راية واحدة.
وتطرّق قوجيل، إلى تفاصيل الثورة في عهد الجنرال ديغول الذي حاول تمييع المفاوضات والالتفاف حول مطالب الثورة، قبل أن يعود إلى رشده ويختار الشعب الفرنسي ضد المعمرين، لافتا إلى أن من يهاجمون الجزائر اليوم في فرنسا هم أحفاد هؤلاء المعمرين الذين مارسوا سياسة الأرض المحروقة في الفترة من 19 مارس إلى 02 جويلية 1962، وحاولوا اغتيال الجنرال ديغول لاختياره الشعب الفرنسي ضد الاستعمار الفرنسي، مؤكدا أن مروجي الكولونيالية الجديدة من أحفاد المعمرين يواصلون رفض هذا الخيار، ويقفون ضد الشعب الفرنسي وهم يحسبون أنهم يدافعون عنه.
كما تحدث صالح قوجيل عن تحالف رئيس الجمهورية الفرنسية مع المخزن المغربي، مشبها خطابه بخطاب الجنرال ديغول بعبارته الشهيرة” لقد فهمتكم” مشيرا إلى أن استعمار المخزن للصحراء الغربية هو نفسه استعمار فرنسا للجزائر، وأن الجزائر تفرق بين الشعب المغربي وبين المخزن المغربي الذي هو الاستعمار المغربي، مثلما فرقت سابقا بين الاستعمار الفرنسي والشعب الفرنس، مستعرضا مسار احتلال المغرب للصحراء الغربية، وكذا السوابق العدائية والتوجهات الاستعمارية للمغرب ضد موريتانيا والجزائر، مردفا أن اعتراف فرنسا بالطرح المغربي المتعلق بالصحراء الغربية، يضعها أمام مسؤولية تاريخية باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي الذي يقر بأن الإقليم خاضع للاحتلال ويجب أن يعالج كقضية تصفية استعمار، مجددا التأكيد أن الاستعمار المغربي للصحراء الغربية سيلاقي نفس المصير البائس الذي لحق بالاستعمار الفرنسي في الجزائر.
واختتم رئيس مجلس الأمة محاضرته بالتذكير بإنجازات الجزائر التي تتضاعف في كافة المجالات بفضل قيادتها الرشيدة، داعيا الشباب إلى تحمل مسؤوليتهم تجاه تاريخ وطنهم، وأن يكونوا واعيين بمسؤولياتهم في حاضر الجزائر ومستقبلها.
شرف الدين عبد النور