وزير التربية الوطنية يشرف على انطلاق الألعاب الإفريقية المدرسية بعنابة

أشرف وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي، مساء السبت، على افتتاح الطبعة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية – الجزائر 2025، انطلاقًا من ملعب 19 ماي 1956 بولاية عنابة، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وبمشاركة واسعة من وزراء وشخصيات إفريقية ودولية بارزة.
وجرت مراسم الافتتاح بحضور وزير الرياضة وليد صادي، ووزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي، إلى جانب رئيس جمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية (ACNOA)، وأعضاء من الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية (ISF)، ووالي ولايتي عنابة والطارف، فضلًا عن ممثلي السلطات المحلية والمدنية والعسكرية، ورؤساء الوفود الإفريقية، وممثلي الأسرة الرياضية والتربوية.
وتجسد هذه التظاهرة ثمرة للتعاون الثلاثي بين الجزائر وجمعية اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية والاتحاد الدولي للرياضة المدرسية، وتتويجًا للرؤية الاستراتيجية التي أرساها رئيس الجمهورية، والتي تهدف إلى جعل المدرسة مشتلة حقيقية للمواهب الرياضية ومنبعًا لقيم المواطنة والانتماء والتميز.
وفي هذا السياق، دعا وزير التربية الوطنية مديري التربية في الولايات المعنية إلى تنظيم زيارات ميدانية للوفود الإفريقية، رفقة مجموعات من التلاميذ الرياضيين، بهدف توطيد العلاقات بين الأجيال، وتعزيز أواصر التواصل، وترسيخ القيم الإنسانية التي تسعى المدرسة الجزائرية إلى تكريسها.
ويُعد هذا الحدث الأول من نوعه في القارة، حيث يشارك فيه نحو 2500 مشارك من تلاميذ رياضيين وتقنيين إداريين، يمثلون 47 دولة إفريقية، وسيتنافسون على مدى عشرة أيام في 20 تخصصًا رياضيًا.
وقد تم توزيع المنافسات بين أربع ولايات من شرق البلاد، حيث تحتضن ولاية عنابة مسابقات ألعاب القوى، الملاكمة، الجيدو، سباق الدراجات، التنس، كرة السلة ثلاثية، التجديف، الكياك، المبارزة والمصارعة، بينما تستضيف ولاية سكيكدة منافسات كرة اليد والكرة الطائرة الشاطئية. أما ولاية قسنطينة، فقد خصصت لمنافسات كرة القدم والجمباز والفروسية، في حين تُجرى منافسات التيكواندو والسباحة والبادمينتون وكرة السلة والكونغ فو في ولاية سطيف.
ولضمان إنجاح الحدث، سخرت الدولة الجزائرية منشآت رياضية حديثة ومرافق إيواء ذات جودة عالية وتجهيزات لوجستية متكاملة، تعكس الجهود التنظيمية الكبيرة التي بُذلت من مختلف القطاعات.
ويُعد هذا الموعد الرياضي التربوي تأكيدًا على إيمان الدولة العميق بأن الاستثمار في الرياضة المدرسية هو استثمار استراتيجي في مستقبل الأمة، وأن المدرسة تمثل فضاءً متكاملًا لا يقتصر على التعليم الأكاديمي، بل يشمل أيضًا تطوير القدرات البدنية والذهنية للتلاميذ.
من جهة أخرى، حرصت الجزائر على التكفل الكامل بإيواء وإطعام وتنقل الوفود الإفريقية المشاركة، دون فرض أي أعباء مالية على الدول الشقيقة، ما يعكس روح التضامن الإفريقي التي تتمسك بها البلاد، ويؤكد موقع الجزائر كقطب قارّي في مجالي التربية والرياضة.
ويجسد هذا الحدث الانسجام التام بين الأهداف التربوية للمدرسة الجزائرية ورؤية بناء مجتمع رياضي ناضج، منفتح على محيطه القاري والدولي، وقادر على المساهمة في رفع راية إفريقيا في مختلف المحافل.
شرف الدين عبد النور
