وزيرة البيئة والطاقات المتجددة نصيرة بن حراث تتفقّد واقع قطاعها بولاية تيبازة

قامت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة “نصيرة بن حراث” نهار هذا الخميس 24 سبتمبر، بزيارة تفقدية لواقع قطاعها بولاية تيبازة، رفقة الأمينة العامة للوزارة، أين كان في استقبالها بمقر الولاية السلطات الولائية على رأسها والي ولاية تيبازة “لبيبة ويناز مباركي”، رئيس المجلس الشعبي الولائي ” رشيد كوراد” ومختلف المسؤولين بقطاع البيئة، وذلك إحياء لليوم العالمي للبحر ويوم الساحل للبحر الأبيض المتوسط (24 و 25 سبتمبر)، أين كانت محطتها الأولى ببلدية سيدي راشد، نزولا عند مركز الردم التقني، للتعرف أكثر على ما يحتويه من إمكانيات في رسكلة النفايات، معتبرة إياه نموذجا حقيقيا من حيث المحافظة على الطبيعة والتسيير، داعية إلى ضرورة الفرز الإنتقائي بوتيرة أكبر لفتح باب التوظيف للشباب.
دار البيئة بتيبازة كانت هي الأخرى محطة لإحياء فعاليات الإحتفال باليوم العالمي للبحر ويوم الساحل للبحر الأبيض المتوسط، مداخلات لخبراء مختصين، تمّت فيها مناقشة واقع البيئة البحرية على مستوى سواحل الولاية (تأثير النفايات البلاستيكية على الموارد البيولوجية)، وطرح الحلول المناسبة للتقليل من حدة التلوث البحري، كما تمّ عقد اتفاقية عمل وتعاون بين المحافظة الوطنية للساحل وجمعية حماية وترقية المستهلك وبيئته لتيبازة والمركز الوطني للبحث في مجال الصيد البحري والموارد الصيدية لبوسماعيل، بحضور المدير المعام للمحافظة، اتفاقية من شأنها اطلاق مشاريع مشتركة ذات البعد البيئي لمعالجة مختلف المواضيع التي تهدّد الساحل التيبازي، وصولا إلى تفعيل جهاز انذار في حال ملاحظة أي اختلال يهدّد التنوع الأيكولوجي، ناهيك عن إطلاق تحقيقات أكاديمية بيئية في المجال، كما سيستفيد أعضاء هذه الجمعيات، من تكوينات لرفع مستواهم وقدراتهم للدفاع عن الطبيعة ومكوناتها.
التوجّه بعدها كان إلى ميناء شرشال، أين كان في استقبال وزيرة البيئة والطاقات المتجددة ووفدها المرافق لها، السلطات المحلية والأمنية، على رأسها رئيسي دائرة وبلدية شرشال ” زين الدين باكلي” و “جمال أوزغلة” على التوالي، الكشافة الإسلامية لفوج عبد الحميد ابن باديس بالمدينة، إطارات مجال البيئة وممثلين عن جمعيات ماري نوستروم، نادي الغوص البحري ساك 17)، لتستهل زيارتها وقوفا على النفايات التي أخرجها غواصو نادي الغوص لتيبازة بالمناسبة، بعد الرمي العشوائي لها من طرف رواده وكذا الصيادين ومهنيي البحر (عجلات سيارات، وشباك مقطعة، نفايات بلاستيكية وغيرها)، مؤكدة أنها ستقوم باتصلات مع وزارة النقل لتخصيص سفن خاصة لتنظيف السواحل، وهو الإقتراح الذي أثنى عليه كثيرا رئيس دائرة شرشال “زين الدين باكلي”، باعتبار أن الثروة السمكية والتنوّع البيولوجي أصبح مهددا أكثر من أي وقت سابق، مثلما جاء على لسان رئيسة المحافظة الوطنية للساحل “إبتسام آيت حمودة”.
ميناء شرشال استفاد أخيرا على هامش زيارة وزيرة البيئة والطاقات المتجددة ” نصيرة بن حراث”، من حاويات للقمامة تحت رداء الفرز الإنتقائي للنفايات، كخطوة مهمة قالت عنها وزيرة القطاع، أنها ستعمّم على باقي الموانئ بالولايات الساحلية، ما سيمكن بطريقة سهلة من فرز نفايات الخشب، الزجاج، البلاستيك، الألمنيوم وشبكات الصيد، فيما تبقى مصالح مؤسسة تسيير الموانئ EGPP مطالبة بالحفاظ عليها، كما استمعت السيدة الوزيرة رفقة والي ولاية تيبازة، لانشغال رئيسة جمعية ماري نوستروم بشرشال “مجدة بوحناش”، كواحدة من أنشط الجمعيات البيئية البحرية بالولاية، وافتقادها لمقر جعلها تطرح هذا الإنشغال للسلطات المعنية، مذكّرة بأحد مشاريعها الهامة والمجمد حسبها على مستوى الولاية منذ أكثر من عام، وهو ما تعلق بالشراكة مع أصحاب سفن الصيد، لرفع النفايات وإخراجها عبر سلل من شأنها التقليل من خطورتها تجاه الثروة السمكية والكائنات البحرية، فيما قام نادي الغوص البحري ساك 17 بعرض لمختلف نشاطاته، ودور غواصيه البارز في عملية استخراج النفايات من عمق البحر، لتختتم الزيارة بعدها بتكريمات لفائدة بعض الصيادين وأصحاب سفن ممن استجابوا لنداء المحافظة على الساحل، كما تمّ تكريم ممثلي جمعية ماري نوستروم ونادي الغوص لتيبازة، لتبقى الطبيعة البحرية تشتكي تجاوزات الإنسان فيها، وبأياد باتت تتفنّن في تلويثها بالرمي العشوائي للقمامة والأوساخ، ما يستدعي تضافر الجهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن يصبح البحر غير صالح حتى للسباحة..!!.
سيدعلي هرواس
