ندوة مشتركة بين الدرك الوطني والأمن الوطني والحماية المدنية والغابات: حصيلة موسم الاصطياف 2025 تكشف جهودًا مكثفة لحماية الأرواح والغابات
شرف الدين عبد النور

عكست الندوة الصحفية المشتركة التي نظمتها قيادة الدرك الوطني اليوم، بمشاركة المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة للحماية المدنية والمديرية العامة للغابات، حجم الجهود الميدانية والتنسيق المحكم بين مختلف الأسلاك الأمنية والخدماتية خلال موسم الاصطياف 2025، في مجالات الوقاية من الحرائق، تأمين الشواطئ، وضمان سلامة المواطنين.
وفي عرضها لحصيلة موسم الحرائق، أكدت المديرية العامة للغابات تنفيذ جملة من الإجراءات الوقائية لحماية الثروة الغابية، شملت إنشاء ممرات فاصلة حول المناطق الأكثر عرضة للنيران، وإزالة الأعشاب الجافة وتوفير فرق مراقبة تقوم بدوريات مستمرة لرصد أي خطر محتمل. كما أطلقت حملات توعية لفائدة المواطنين حول السلوكيات الوقائية داخل الفضاءات الغابية، وسخرت فرق تدخل سريعة مدعمة بالأرتال المتنقلة وطائرات “درون” للإنذار المبكر.
وضمن جهودها لتعزيز الاستعداد الميداني، أنشأت المديرية نقاط مياه قريبة من الغابات لتسهيل عمليات الإطفاء، ووزعت فرق التدخل في مناطق استراتيجية لتسريع الاستجابة لأي طارئ، بالتنسيق مع الحماية المدنية والأجهزة الأمنية. كما تم تهيئة الطرق المؤدية إلى الغابات وتخصيص أماكن مهيأة للنزهات تضمن الاستخدام الآمن للفضاءات الطبيعية.
وكشفت المديرية عن استغلال 35 طائرة بدون طيار من بينها 20 من نوع “أوراس 700” تم اقتناؤها و15 كهبة من وزارة الدفاع الوطني، موزعة على الولايات الأكثر عرضة للحرائق مثل تيزي وزو، بجاية، جيجل، سكيكدة، الشلف، الطارف، وتبسة. كما تم تكوين 85 عونًا غابيًا لاستعمالها، مع برنامج لاقتناء 80 طائرة إضافية.
وبخصوص الحصيلة الجزئية لحملة الوقاية من حرائق الغابات الممتدة من 1 ماي إلى 12 أكتوبر 2025، فقد بلغت المساحة المتضررة 4001.83 هكتار جراء 811 بؤرة مست 32 ولاية. وتوزعت الأضرار على الأحراش بنسبة 43%، الأدغال 27%، الغابات 23%، الأشجار المثمرة 6%، والحلفاء 1%. وأكدت المديرية أن معظم الحرائق نشأت خارج المناطق الغابية وعلى الأراضي الخاصة المجاورة.
أما المديرية العامة للحماية المدنية، فقد سجلت خلال صيف 2025 26533 حادث مرور أسفر عن وفاة 700 شخص في مكان الحادث وإصابة 34175 آخرين، مع تنفيذ 47631 تدخلاً. كما بلغت حصيلة الغرقى بالشواطئ 175 ضحية، من بينهم 83 في الشواطئ الممنوعة و92 في المحروسة.
وفي الجانب الأمني، أبرزت المديرية العامة للأمن الوطني أن الحركة الحدودية للأشخاص خلال موسم الاصطياف شملت 6.518.899 مسافر، بينهم أكثر من خمسة ملايين جزائري وقرابة مليون ونصف أجنبي. وعلى مستوى تأمين الشواطئ، سخرت المديرية 89 مركز شرطة و19 دورية لتأمين 105 شواطئ مسموح بها، بتعداد بلغ 1400 شرطي من بينهم 109 شرطية.
وسجلت المصالح الأمنية خلال الموسم ذاته عشرات القضايا المتعلقة بالتعدي على الأشخاص والممتلكات والسكينة العامة، إضافة إلى مخالفات تمس قواعد الصحة العمومية والتجارة غير الشرعية، حيث أُوقِف المئات من الأشخاص وأُرسلت الملفات إلى العدالة. كما واصلت المديرية جهودها في التحول الرقمي من خلال اعتماد الاستمارة الإلكترونية لتقييم الخدمة بـ 19083 استمارة، والدفع الإلكتروني للمخالفات بـ 17403 مخالفة، والتطبيق الإلكتروني “ألو شرطة” بـ 15728 اتصال.
وفي سياق متصل، قدمت قيادة الدرك الوطني عرضًا حول جهود تأمين الشواطئ ومكافحة الاستغلال غير الشرعي للمساحات العامة، حيث تم تأمين 344 شاطئًا من أصل 446 على مستوى 14 ولاية ساحلية بنسبة 77%، مع تسخير 12092 عسكريًا و1741 مركبة و1088 دراجة نارية و14 حوامة.
وعالجت وحدات الدرك 745 قضية تتعلق بالاستغلال غير الشرعي للشواطئ وأماكن التخييم والمواقف، مع توقيف 420 شخصًا وإيداع ستة منهم الحبس، إلى جانب حجز آلاف المظلات والطاولات والكراسي والخيام المستعملة دون ترخيص. كما نفذت المصالح 1144 مداهمة لأوكار الجريمة أسفرت عن تعريف أكثر من 65 ألف شخص وتوقيف 290 آخرين.
وتجسد هذه الحصيلة المشتركة حجم التنسيق الميداني بين مختلف الأسلاك الأمنية والخدماتية في سبيل ضمان أمن المواطنين وحماية البيئة خلال موسم الاصطياف، ضمن مقاربة شاملة تجمع بين الوقاية، الردع، والاستجابة السريعة لمختلف التحديات.







