ملك المغرب وخطاب الموت

بقلم الكاتب والصحفي محمد سالم احمد لعبيد

لم يجد ملك المغرب في خطابه المشؤوم بمناسبة الذكرى المشؤومة للمسيرة السوداء بدا من الاعتراف بهزيمته وتحديد مكامن اخفاقاته
·        اعترف ان الظرفية تعرف العديد من التحديات في إشارة واضحة الى وضعية الحرب التي نتجت عن خرقه لوقف إطلاق النار في 13 نوفمبر 2020
·        اعترف ان جيشه هو من خرق وقف إطلاق النار بالكركرات
·        اعترف ان قرار اللحظات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعلى غرار مواقف أمريكية سابقة لم يلقى أي صدا ولا قيمة على الواقع الحقيقي للقضية
·        اعترف ان موضوع القنصليات التي قال انها 24 حتى الان لم يؤثر امام موقف الاتحاد الافريقي والشرعية الدولية ولم يشكل جوابا لا قانونيا ولا دبلوماسي حول الوضع الحقيقي للقضية الصحراوية
·        اعترف ان شركائه، مواقفهم “غير واضحة ولا جريئة “كما قال في إشارة صريحه الى رفضهم الاعتراف له بالسيادة،
·         اعترف بشكل صريح انه المعرقل الفعلي لمسار التسوية الاممي، وبشكل صريح أكد انه يرفض التفاوض الذي اقره مجلس الامن بحسن نية وبدون شروط مسبقة لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تصفية الاستعمار واكد انه وعلى مدى 30 سنة هو الذي أعاق مجهودات المنتظم الدولي. وأفشل تطبيق القانون الدولي والشرعية الدولية عندما قال بوضوح ” ان مغربية الصحراء لم تكن يوما، ولن تكون أبدا مطروحة فوق طاولة المفاوضات”.
·        اعترف ان حكم محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي الصادر في 29 أكتوبر كان هزيمة قوية ضربت كل حساباته وأثر على نهبه للثروات وعلاقاته الاقتصادية مع الدول والمنظمات
·         اعترف بانه يعتمد الابتزاز في علاقاته مع الدول عندما قال انه “من حقه أن ينتظر من شركائه، مواقف أكثر جرأة ووضوحا، بخصوص قضية ما اسماه الوحدة الترابية للمملكة في إشارة الى. ما حدث مع المانيا واسبانيا والاتحاد الأوروبي بسبب رفضها مسايرة قرار الرئيس السابق دونالد ترامب
·        تجاهل الجزائر ولأول مرة في خطبه بهذه المناسبة المشؤومة خصوصا في ظل التطورات التي تعرفها العلاقات بين البلدين أساسا عقب قطع العلاقات بين البلدين واتخاذ الجزائر لقرارات موجعة لنظام التوسع المغربي على غرار منع الأجواء على الطيران المغربي وعدم تجديد عقد أنبوب الغاز الذي كان يمر عبر المغرب واقدام قواته على قتل ثلاثة مواطنين على الطريق الدولي التجاري بين الجزائر وموريتانيا
امام كل هذه الاعترافات، وهذه الهزائم وبدل ان يستفيد ملك المغرب من التجارب ويستخلص الدروس من الماضي والحاضر، آثر سياسة الهروب الى الامام والتصعيد الى اقصى درجة ممكنة في عملية انتحارية قد تأتي على المغرب والعرش المغربي، وصاغ حلوله على شكل تهديدات:
1-    هدد الشعب الصحراوي والجيش الصحراوي واكد بانه سيواصل فرض الامر الواقع ويحتل الصحراء الغربية ولن يتخلى عنها الا بالقوة ودعي المغاربة الى التعبئة واليقظة، للدفاع عما اسماه الوحدة الوطنية والترابية
2-    قطع الطريق امام الشرعية الدولية والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وطرح المنتظم الدولي برمته اماما خيار واحد فقط: الاعتراف له بالشرعية الدولية، والا فلا شيء وكشف عن نواياه إزاء مهمة المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة بانه مرحب به فقط إذا كان سيعزز هذا المسار او ان كان يرغب في جولة سياحية للمنطقة ولا شيء اخر امامه، فهو لم ولن يتفاوض على حل اخر غير تشريع الاحتلال
3-    هدد كل دول العالم وفي مقدمتها الأوروبية بان اية دولة او تجمع اقتصادي او سياسي يريد الشراكة الاقتصادية مع المغرب او علاقات سياسية معه، فإما ان يقفز على حكم محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي وتعترف له باحتلاله للصحراء الغربية واما فلا شراكة وسيكون الابتزاز سياسة معتمدة رسميا إزاء التعامل معها (إرهاب، هجرة سرية، مخدرات، عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود ….)
4-    هدد جماهير الأرض المحتلة ورهن التنمية والبنى التحتية والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية وكل شيء في المنطقة بقبول الامر الواقع لسياسة الاحتلال والتوسع
5-    تجاهله للجزائر، وكأنه يقول لا تهمني الجزائر ولا قرارات الجزائر ولا اغتيال قواته للمدنيين الجزائريين وانه سيواصل سياسته العدائية ضد الجزائر وحملته ضد المؤسسات الجزائرية
هذه التهديدات، من ملك المغرب المهزوم المنتحر تجعل خيارات الحل السلمي للقضية الصحراوية بعيده المنال وتجعل وظيفة المنتظم الدولي في حل القضية سلميا ضربا من الخيال في ظل التوجه القديم وسياسة التغاضي والتواطؤ أحيانا، هو ما يطرحنا امام خيار الحرب المتواصلة المتصاعدة الشاملة كخيار وحيد لا خيار غيره
ومن هذا المنطلق، وبهذا المنطق فان على ملك نظام التوسع المغربي المدعوم من فرنسا وإسرائيل ان يعرف الشعب الصحراوي في الحرب، لأنه عرفه فقط، وعلى عكس والده، في فترة لا حرب ولا سلم، مما يعني ان الحرب اليوم أصبحت فرض عين على كل صحراوي وصحراوية تواق الى الحرية والاستقلال والعزة والكرامة
فنعزز وحدات وصفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي
ونجعل الأرض المحتلة ومدن الصحراويين من محاميد الغزلان الى الداخلة نارا تحت اقدام الغزاة
ولنصعد في معاركنا الدبلوماسية والقانونية ونكثف الضغط على نظام التوسع المهزوم
ونقوي تحالفاتنا الدولية ونرفع من مستواها الى مستوى التعاون الاستراتيجي
وشعارنا الخالد دائما وابدا حتى الاستقلال بالبندقية ننال الحرية وحرب التحرير تضمنها الجماهير

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى