مع احتضانها  للمرة الرابعة .. عادة الجزائر في احتضان القمم العربية ..”استثناء و تميز”

تحتضن اليوم وغدا الجزائر في ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المباركة، اعمال القمة العربية الـ31 وهي القمة الرابعة التي تلتئم على هذه الارض الطاهرة المسقية بدماء الشهداء ، وعلى مدار التاريخ لطالما كانت القمم التي تحتضنها الجزائر مميزة واستثنائية سواء من حيث توقيت الالتئام بالنظر إلى المتغيرات الدولية أو الاقليمية او من حيث المخرجات والقرارات التي تفرزها..

وفي هذا لاطار جندت الجزائر كل امكانياتها وحركت ترسانتها الدبلوماسية لانجاح رهان انعقاد القمة العربية خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية وهذا ماعبرت عنه التصريحات الرسمية والمشاورات المكثفة التي أجرتها الجزائر مع مختلف العواصم العربية.
خصوصية وميزة هذه القمة أيضا تكمن في الانعقاد في حد ذاته بعد تأجيل الدورة لمدة 3 سنوات متتالية بسبب جائحة كورونا،وكانت القمة مقررة عام 2020 ثم أُجّلت إلى 2021 وإلى مارس الماضي، قبل أن يحسم وزراء الخارجية العرب موعدها في الأول من نوفمبر، وهو تاريخ لم يكن اعتباطي ابدا أو محض صدفة لانه جاء متزامنا مع ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المباركة .وعليه التئام القمة العربية حمل في طياته دلالات تاريخية و رمزية كبيرة خاصة بكبر وأقوى فصول النضال الجزائري المجيد.

“قمة الثورات”…عنوان القمة الرابعة التي تستقبلها الجزائر

وفي السياق كانت قد وصفت الخارجية الجزائرية في بيان لها في مارس الماضي القمة الـ31 بـ”قمة الثورات”، وهو البيان الذي جمع الدلالات التاريخية لتوقيت انعقاد القمة في الأول من نوفمبر التحديات التي تواجهها.وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية “على رمزية الموعد الذي اختاره مجلس الوزراء لانعقاد القمة باعتباره تاريخا جامعا كرس التفاف الدول والشعوب العربية وتضامنها مع الثورة الجزائرية المجيدة، وما يحمله من دلالات مهمة حول تمسك الدول العربية بقيم النضال المشترك في سبيل التحرر وامتلاك مقومات تقرير مصيرها الموحد، خاصة في خضم التحديات المتزايدة التي تفرضها التوترات الخطيرة والمتسارعة على الساحة الدولية”.ولفتت أيضا إلى أن العرب سيكونون “أمام موعد سياسي مهم في تاريخ الأمة العربية ينتظر منه فتح آفاق جديدة للعمل العربي المشترك، لتمكين الأمة العربية من إسماع صوتها والتفاعل والتأثير بصفة إيجابية بمجريات الأمور على الصعيدين الإقليمي والدولي”.وخلصت إلى القول إن تزامن انعقاد مع ذكرى الثورة “سيشكل فرصة أيضا للاحتفال مع الشعب الجزائري وكافة الشعوب العربية بأمجاد هذه الأمة واستلهام همتها في بلورة رؤية مستقبلية لتحقيق نهضة عربية شاملة في جميع الميادين، مما يسمح للمنطقة العربية بالتموقع مجددا على خريطة العلاقات الدولية”. وكانت قد أظهرت التصريحات الرسمية الصادرة عن الجزائر أو الجامعة العربية “تفاؤلا” بنجاح “هدف لم الشمل العربي” الذي تحدد للقمة العربية الـ31.
“. وجاءت هذه بوادر ومؤشرات النجاح عقب نجاح باهر سجلته الوساطة الجزائرية نظير الدور الذي لعبته مؤخرا في توقيع الفصائل الفلسطينية اتفاق مصالحة بالجزائر، ضمن جهود الأخيرة في ترجمة أهداف “قمة لم الشمل”.وبعثت الجزائر من خلال هذا الاتفاق رسائل إلى العواصم العربية دعتها إلى الاتحاد على غرار اتفاق الفلسطينيين.

وعقب توقيع الاتفاق قال رمضان لعمامرة إن “ما تحقق بالجزائر من مصالحة فلسطينية مرتبط بالقمة العربية، لأنها المعيار على قدرة العرب على أن يتحدوا، إذا توحد الفلسطينيون يصبح آنذاك توحيد الكلمة العربية أسهل من ذي قبل”، مضيفا أن “فلسطين ستبقى هي القضية النبيلة التي يتحد من أجلها العرب ويتناسون خلافاتهم”.

“قمة الجزائر”…عهد متجدد مع القمم التاريخية
يذكر أنه انضمت الجزائر إلى جامعة الدول العربية بعد نيل استقلالها، وكان ذلك في أوت 1962 بعد شهر من استقلالها، ومنذ ذلك التاريخ استضافت 3 قمم للقادة العرب كانت واحدة بينها “غير عادية”.

أول قمة احتضنتها الجزائر، كانت في 28 نوفمبر 1973 بعهد الرئيس الأسبق الراحل هواري بومدين والسادسة في تاريخ القمم العربية، وجاءت بعد حرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل.خرجت القمة حينها بقرارات تاريخية كان من أبرزها “الاعتراف بمنظمة التحرير الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني” ، الى جانب تقديم الدعم المالي والعسكري لمصر وسوريا في الحرب مع إسرائيل. مع اقرارها بمواصلة استخدام سلاح النفط العربي، ورفع حظر تصدير النفط للدول التي تلتزم بتأييدها للقضية العربية العادلة.ثاني القمم العربية التي احتضنتها الجزائر في السابع من جوان 1988 بعهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، وكانت قمة “غير عادية”، وناقش القادة العرب ملفين اثنين، أولهما تطورات الأوضاع في فلسطين، والعدوان الأميركي على ليبيا وانتهت القمة الى المطالبة بمؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بإشراف الأمم المتحدة.الى جانب إدانة الاعتداء الأميركي على ليبيا.

كما عقدت هذه القمة في الجزائر يوم 22 مارس 2005 خلال فترة حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، وشهدت حضورا كبيرا لقادة الدول العربية، وخرجت هذه القمة بعدة توصيات كان من أهمها مواصلة الجهود لتطوير الجامعة العربية وتفعيل آلياتها ومعالجة وضعها المالي.رفض القادة العرب العقوبات الأميركية الأحادية الجانب على دمشق. الى جانب إدانة الإرهاب بكل أشكاله، والدعوة إلى مؤتمر دولي لتعريف الإرهاب، وضرورة التفريق بين الإرهاب والإسلام.
وعليه فانه على امتداد تاريخ القمم العربية التي احتضنتها على مدار السنوات ، كانت قمم الجزائر استثنائية ومتميزة ، في انتظار ما تسفر عليه القمة الحالية المنعقدة اليوم وغدا وهي التي كشفت وأطلقت لحد الأن أولى بوادر نجاحها .

فايزة سايح

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى