آخر الأخبار

مصطفى ياحي يؤكد التزام التجمع الوطني الديمقراطي بدعم مؤسسات الدولة وتعزيز اللحمة الوطنية

أشرف الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، مصطفى ياحي، صبيحة اليوم السبت، على أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب، المنعقدة بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، بالعاصمة، حيث ألقى خطابًا مطولًا تناول فيه الرهانات الوطنية والإقليمية الراهنة، مجددًا التزام الحزب بمساندة مؤسسات الدولة وتعزيز الجبهة الداخلية في ظل التحديات المتعددة التي تواجه البلاد.

وفي مستهل كلمته، أعرب ياحي عن اعتزازه بلقاء الإطارات والمناضلين، مشددًا على أن انعقاد الدورة يأتي في سياق وطني وإقليمي ودولي بالغ الحساسية، ما يستدعي توحيد الرؤى والمواقف خدمة لمصلحة الوطن. وأكد أن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، انطلاقًا من مبادئه، يلتزم بخط وطني جمهوري ثابت، ويؤمن بأن الجزائر تستمد قوتها من عمقها التاريخي والحضاري، وهويتها الجامعة المتمثلة في الإسلام والعروبة والأمازيغية.

وأشار الأمين العام إلى أن الجزائر تواجه محاولات متكررة لبثّ روح التيئيس والتشكيك في مقدراتها، مؤكدًا أن “قوة الأمة الجزائرية لا تُقاس بالماديات، بل تنبع من نضالاتها وآلامها، ومن طموحات أبنائها في بناء دولة عصرية متجذّرة في قيم نوفمبر ومبادئه”.

وفي تناوله للشأن الداخلي، نوّه ياحي بالجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية تحت قيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لا سيما في ما يتعلق بتكريس الطابع الاجتماعي للدولة، ودعم الفئات الهشة، وترشيد النفقات العمومية، مؤكدًا في هذا الصدد أن “الجاحد وحده من ينكر ما تحقق من خطوات في سبيل إقامة اقتصاد وطني قوي، وهيكلة البنية التحتية، وتكريس الشفافية ومحاربة الفساد”.

كما أشاد بمسعى الدولة الاستباقي لمواجهة التحديات الأمنية، منوهًا بمشروع قانون التعبئة المعروض على البرلمان، والذي وصفه بـ”التدبير القانوني الاستشرافي الذي يعكس وعي السلطات العمومية بضرورة تعزيز الجاهزية الوطنية”.

وفي خضم التصعيد الإعلامي الممنهج ضد الجزائر من بعض الدوائر والجهات الأجنبية، دعا ياحي إلى تشكيل جبهة إعلامية وطنية موحدة، تُسند إلى استراتيجية اتصالية شاملة، قادرة على مجابهة الحرب الإعلامية المعادية، مبرزًا أهمية تسخير الطاقات الإعلامية الوطنية في هذا الصدد.

وعلى صعيد السياسة الخارجية، جدّد الأمين العام دعم الحزب التام للمواقف الرسمية للدولة الجزائرية، لا سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، مؤكدًا أن “الأرندي سيظل رافدًا سياسيًا مساندًا للخط الدبلوماسي الوطني الثابت والمبدئي”.

أما على الصعيد الحزبي، فتطرّق ياحي إلى الصعوبات التي مر بها الحزب عقب الحراك الشعبي سنة 2019، مشيرًا إلى أن التجمع الوطني الديمقراطي استطاع تجاوز تلك المرحلة بفضل وعي مناضليه وإخلاصهم، وانطلاقًا من المؤتمر السادس الذي مثّل نقطة تصحيح للمسار واستعادة لمكانة الحزب ضمن المشهد السياسي الوطني.

وأعلن الأمين العام عن مباشرة التحضيرات للمؤتمر السابع للحزب، واصفًا إياه بمحطة مفصلية لتقييم المرحلة السابقة، وتعزيز المسار الديمقراطي الداخلي، وتمكين الشباب والمرأة، من خلال حوار واسع ضمن المؤتمرات الولائية المرتقبة.

وفي ختام كلمته، جدد ياحي التزام التجمع الوطني الديمقراطي بخدمة الوطن والدفاع عن ثوابته ومصالحه العليا، مؤكّدًا أن الحزب سيواصل أداء دوره كقوة اقتراح مسؤولة، منسجمة مع مبادئه وتطلعات مناضليه.

شرف الدين عبد النور

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى