آخر الأخبار

مجلة الجيش: “الوحدة الوطنية هي الركيزة الصلبة والضمانة الأكيدة للحفاظ على الوطن”

مهدي الباز

حمل العدد الأخير من مجلة الجيش لشهر نوفمبر 2025 العديد من الرسائل الواضحة التي تعكس رؤية الدولة الجزائرية في ظل التحديات التي تواجهها البلاد على الصعيدين الوطني والإقليمي. ويأتي هذا العدد، الذي جاءت افتتاحيتُه عنوان “وحدتنا مصدر قوّتنا“، ليؤكد مجددًا أن الوحدة الوطنية والتلاحم بين الشعب والجيش هما الركيزتان الأساسيتان لضمان أمن واستقرار الجزائر وحماية مكتسباتها التاريخية.

استلهام قيّم الثورة التحريرية وترسيخها في نفوس الأجيال

من خلال قراءة افتتاحية العدد، يتضح أن المجلة لم تقتصر على استعراض البطولات التاريخية للثورة التحريرية المجيدة، بل حرصت على ربط الماضي بالحاضر، مذكّرة بالقيّم النبيلة التي قامت عليها ثورة نوفمبر 1954 — التضحية، الإصرار على الحرية، والتشبث بالسيادة الوطنية — والتي ما زالت تشكّل أساس النهج الاستراتيجي للدولة الجزائرية اليوم.

ولهذا، وجب اليوم ترسيخ هذه القيّم النوفمبرية في نفوس الأجيال، باعتبارها تمثّل الركيزة الأساسية في استمرار عقيدة الدولة الجزائرية وتعزيز وعي الجيل الجديد بها.

التلاحم بين الشعب والجيش …ضمانة استقرار الجزائر وأمنها

ركّز العدد على التحدّيات الراهنة التي تواجه الجزائر، سواء من الضغوط الإقليمية أو التقلّبات الدولية، مشدّدًا على أن الردّ الأمثل على هذه التحديات يكون من خلال الالتفاف حول القيّم الوطنية الجامعة، وتعزيز دور الشعب وجيشه في حماية الوطن.
وقد تجسدت هذه الروح في المبادرات الشعبية الأخيرة، مثل حملة التشجير الكبرى، التي عكست مدى التلاحم الشعبي–العسكري وأهمية مشاركة الشعب والجيش في مسيرة البناء الوطني.

الدور البارز للقيادة العليا في توجيه السياسات الوطنية

أكّدت المجلة على الدور المحوري للقائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في توجيه السياسة الوطنية وتعزيز سيادة الدولة، إضافة إلى تصريحات الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، التي أكّدت أن تعزيز الثقة بين الشعب وجيشه يشكل خط الدفاع الأول في مواجهة أي تهديدات محتملة، سواء من الداخل أو الخارج، والتي من شأنها أن تمس أمن واستقرار الدولة وترهن المكاسب المحققة منذ الاستقلال إلى اليوم.

رسائل استراتيجية: وحدة الوطن وقوة الجزائر

يحتوي العدد الأخير من مجلة الجيش على رسائل استراتيجية مزدوجة، تمثّلت في استحضار البطولات التاريخية للأمة الجزائرية وإحياء قيّم الثورة التحريرية، مع توجيه بوصلة الوعي الوطني نحو الاستعداد لمواجهة التحديات المعاصرة بكل حزم، تحت القيادة العليا للبلاد.

ويعكس هذا النهج رؤية الدولة الجزائرية القائمة على تعزيز وحدة الصف الوطني، وضمان استقرار البلاد، وترسيخ مكانتها الإقليمية والدولية في ظل محيط مضطرب وتحدّيات متزايدة ناجمة عن تضارب مصالح القوى الفاعلة في محيطنا الجيوسياسي.

الوحدة الوطنية كضمانة لمستقبل مزدهر وآمن

المساس بالوحدة الوطنية هو المساس بمستقبل الدولة الجزائرية. فقد أكّد العدد الأخير على هذه النقطة الحساسة، مبرزًا أن الوحدة الوطنية ليست شعارًا، بل واقعا ملموسا يُترجَم في المواقف والممارسات اليومية للجزائريين وجيشهم الوطني الشعبي، وأن هذه الوحدة هي الضمانة الأساسية لمستقبل الجزائر المنتصرة والقوية.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى