كامالا هاريس تلمّح إلى عودتها السياسية وتفتح الباب أمام ترشح جديد للرئاسة الأمريكية
شرف الدين عبد النور

فتحت نائبة الرئيس الأمريكي السابقة كامالا هاريس الباب أمام عودتها إلى الساحة السياسية من جديد، ملمّحة إلى إمكانية ترشحها لانتخابات الرئاسة لعام 2028، في تصريحات تعدّ الأوضح حتى الآن بشأن مستقبلها السياسي بعد خسارتها المدوية في السباق السابق نحو البيت الأبيض.
وأكدت هاريس أنها “قد تكون الرئيسة المقبلة”، مضيفة أنها لم تتخذ قرارًا نهائيًا بعد، لكنها مقتنعة بأن “امرأة ستصل في نهاية المطاف إلى البيت الأبيض”، وأن رحلتها السياسية “لم تنته بعد”.
وتجاهلت هاريس استطلاعات الرأي التي تضعها في مراتب متأخرة خلف شخصيات سياسية وترفيهية بارزة، مثل الممثل الأمريكي دواين “ذا روك” جونسون، مؤكدة أن “الاعتماد على استطلاعات الرأي لم يكن يومًا دافعًا في مسيرتها السياسية”، وأضافت: “لو استمعت إلى الاستطلاعات، لما ترشحت لأول أو ثاني منصب لي، ولما كنت جالسة هنا اليوم”.
وهاجمت هاريس الرئيس السابق دونالد ترامب، واصفة إياه بـ”الطاغية ضعيف الجلد” الذي “حوّل مؤسسات العدالة إلى أدوات لتصفية الحسابات”، مؤكدة أن تحذيراتها السابقة من نزعاته “الفاشية والاستبدادية” قد ثبتت صحتها. كما انتقدت ما وصفته بـ”خضوع الشركات والمؤسسات الأمريكية لمطالب ترامب الاستبدادية”، معتبرة أن “كثيرين انحنوا أمامه طمعًا في النفوذ أو خوفًا من التحقيقات”.
واستشهدت هاريس بقرار تعليق عمل مقدم البرامج الأمريكي جيمي كيميل من قبل شبكة ABC، بعد أن سخر من الجمهوريين عقب مقتل الناشط اليميني تشارلي كيرك، مشيرة إلى أن “ترامب احتفى بالقرار بعدما ضغط منظّرون مقرّبون منه على الشبكة الإعلامية”. وأضافت: “ترامب قال إنه سيستخدم وزارة العدل كسلاح، وها هو يفعل ذلك علنًا”.
وردّ متحدث باسم البيت الأبيض على تصريحاتها بالقول: “بعد خسارتها الكاسحة في الانتخابات، كان على كامالا هاريس أن تفهم أن الشعب الأمريكي لم يعد يصدق أكاذيبها”، في إشارة إلى رفض الإدارة الحالية إعادة فتح نقاش حول دورها السياسي.
وتخوض هاريس حاليًا جولة دولية للترويج لكتابها الجديد “107 أيام”، الذي تسرد فيه تفاصيل حملتها الانتخابية القصيرة عام 2024، التي انطلقت بعد انسحاب جو بايدن من السباق إثر الجدل الواسع حول حالته الصحية. ورغم إلقائها اللوم على ضيق الفترة الزمنية، ما تزال هاريس تواجه انتقادات تتعلق بأسلوبها الاتصالي وصعوبة تواصلها مع الناخبين من الطبقات العاملة.
ويرى محللون أن الحزب الديمقراطي لم يتجاوز بعد تداعيات موقف إدارة بايدن من الحرب الإسرائيلية على غزة، التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها “إبادة جماعية”، وهو ما ساهم في تآكل القاعدة الانتخابية للحزب، وأضعف فرص أي مرشح ديمقراطي في كسب ثقة الناخبين مستقبلاً.
