آخر الأخبار

قَتلَة أطفال غـ ـزة في ضيافة مملكة محمد السادس: “غولاني” الصهـ ـيونيـ ـة تدرّب الجنود المغاربة على اقتحام أنفاق المقاومة

بلغ المغرب أقصى درجة من الخيانة خلال مناورة “الأسد الإفريقي” الأخيرة، التي تشرف عليها الولايات المتحدة الأمريكية على أراضيه بمشاركة ملفتة للجيش الإسرائيلي، الذي يبدو أنّه أقدم على انجاز عسكري هام إلى جنب الجنود المغاربة، حيث برمج تمرينا خاصا يحاكي اقتحام أنفاق مماثلة لأنفاق غزّة.

وكانت السلطات العسكرية المغربية قد قامت ببناء الأنفاق سلفا قبل موعد مناورة الأسد الإفريقي، مما يكشف عن تخطيط مُسبق وتنسيق متواصل بين الجيش الملكي المغربي ونظيره الإسرائيلي الذي اختار فرقة الغولاني لتنفيذ هذ التمرين.

وتُعدّ فرقة الغولاني من أشدّ الفرق العسكرية الصهيونية فتكا وإراقة للدماء خلال حرب غزة رغم أنّها مُنيَت خلالها بهزائم كبّدتها خسائر كبيرة على يد المقاومة الفلسطينية، لتأتي إلى المغرب تُحاول استعادة أنفساهما وتدريب جنود جيش محمد السادس على اقتحام أنفاق المقاومة بغزّة.

وللتذكير، تأسّست فرقة الغولاني سنة 1948 وشاركت في جميع الحروب والعمليات التي خاضتها إسرائيل ضد العرب بما فيها العدوان الثلاثي، وحرب 1967، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر، وعمليات جنوب لبنان في 1978، وحرب عامي 1982 و2006 في لبنان، ومختلف العمليات خلال الانتفاضات الفلسطينية، وهي اليوم أكثر فرقة تقوم بتقتيل الأطفال والعُزّل بغزّة.

ولا يستبعد المتابعون اعتماد قوات الاحتلال على جنود الجيش الملكي للقيام بهذه المهمة على أرض الواقع بقطاع غزّة، لهذا ركّزت إسرائيل على تنفيذ تمرين اقتحام الأنفاق دون الوقوع في الكمائن مع الجنود المغاربة، رغم عدم وجود واقع إقليمي مماثل، ولا علاقة لهذا التمرين بمكافحة الإرهاب، فالإرهاب في المغرب العربي وشريط الساحل بأكمله لم يسبق له أن استعمل تقنية حرب الأنفاق، ليبقى المقصود بالإرهاب في هذا التمرين هو فصائل المقاومة المرابطة بغزّة، والتي انخرط الجيش الملكي المغربي بشكل واضح في محاربتها، ولو بالاستعداد النفسي والتقني للانخراط في العملية ميدانيا.

فاذا كانت “الأسد الإفريقي” هي مناورة عسكرية كغيرها التي تجمع دولا صديقة أو ذات تحديات أمنية مشتركة، إلا أنّ ما حقّقه جيش العدو الإسرائيلي، في المناورات الأخيرة لهذا العام من خلال فرقة الغولاني يُعدّ انتصارا تاريخيا له، فما لم يُحقّقه على أرض الواقع أمام بسالة المقاومة، تمكّن من تحقيق ما يعتبره تعويضا استراتيجيا ومعنويا كبيرا على الأراضي المغربية.

ولاقت هذه المناورات، وبالخصوص تواجد فرقة الغولاني بالمغرب، ردود فعل شاجبة ومستنكرة من طرف الشعب المغربي الذي ضُربِت إرادته عرض الحائط، وقد خرج آلاف المغاربة في مظاهرات بعشرات المدن رافضين مشاركة جيش العدو الصهيوني في هذه المناورات، وندّدت منظمات شعبية بهذه المشاركة في مسيرات شعبية بكبرى المُدن. وتأتي المسيرات التي نظّمتها ” الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع” على رأس هذه الحركية الاحتجاجية، حيث خرج إليها عشرات الآلاف من المواطنين في مختلف المدن. ولفتت هذه الجبهة في آخر بيان لها ” يشارك جيش الاحتلال الصهيوني مرة أخرى من 12 إلى 23 ماي الجاري في مناورات الأسد الإفريقي التي ينظمها المغرب سنويا بشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية وهذه المرة من خلال فرقة غولاني المعروفة بجرائمها المروعة في حق الشعب الفلسطيني، والتي كان ٱخرها جريمة اغتيال 15 موظف (نهاية مارس المنصرم) من طاقم الهلال الأحمر والدفاع المدني والأونروا في رفح ودفنهم مقيدي الأيدي بدم بارد.”

واعتبرت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع “مشاركة جيش الاحتلال الصهيوني المجرم في هذه المناورات العسكرية توغلا في التطبيع الرسمي مع العدو واستفزازا للشعب المغربي قاطبة وخيانة للقضية الفلسطينية.”

كما دعت ذات الجبهة إلى وضع حد نهائي لهذه المناورات أصلا بسبب طبيعتها المعادية لمصالح الشعوب وفي مقدمتها شعوب القارة الافريقية والشرق الأوسط بصفة عامة.

وليد بحيري

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى