قايد صالح من البليدة: “المجموعات الصغيرة المرتبطة بالعصابة، هي التي تصرّ على رفض كل المبادرات المقدمة والنتائج المحقّقة”

جدد الفريق أحمد قايد صالح خلال كلمة ألقها أثناء زيارته للناحية العسكرية الأولى هذا الخميس 08 أوت 2019 ، جدّد التذكير  بالمواقف الثابتة للجيش الوطني الشعبي بخصوص التمسك بالإطار الدستوري في حل إشكاليات المرحلة الراهنة، باعتباره يعد الضمانة الأساسية، للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها، وضرورة تبني نهج الحوار الجاد الكفيل بتقديم الحلول المناسبة وخلق الظروف الملائمة للذهاب إلى الانتخابات الرئاسية، وتنظيمها في أقرب الآجال، كما سجل أن بعض المجموعات الصغيرة المرتبطة بالعصابة، تصر على رفض كل المبادرات المقدمة والنتائج المحققة، من خلال رفع شعارات مغرضة ونداءات مشبوهة، تستهدف التقليل من أهمية ما تحقق، والتشبث بمطالب غير معقولة تجاوزتها الأحداث والإنجازات:

 “بهذه المناسبة، أود أن أذكر بالمواقف التي عبرنا عنها بكل وضوح وفي عــدة مناسبات، مؤكدين في كل مرة أنه لا طموحات سياسية لنا في ذلك سوى خدمة الوطن، والحرص على ضمان أمنه واستقراره، فبلادنا اليوم، والحمد لله في أيدي آمنة يسهر على تأمينها إطارات ملتزمين، همهم الوحيد السهر على عـزة الوطن وشموخه، ولهم كل الحق في ذلك، فالجزائر القوية والمستقرة والآمنة، تزعج بعض الأطراف التي لا تبغي الخير لبلادنا، وهو ما يجعلها عرضة للطامعين والمغامرين الذين يحاولون عبثا عرقلة مسارها التطويري، ولدينا كقيادة عليا المعلومات المؤكدة حول هذه المخططات المعادية، التي سبق وأن حذرنا منها ومن مخاطرها وتهديداتها، والتي تستغل الوضع الراهن في بلادنا، لمحاولة فرض أجنداتها والتأثير في مسار الأحداث، ومن هنا يأتي تأكيدنا في كل مرة على ضرورة التمسك بالإطار الدستوري في حل إشكاليات المرحلة الراهنة، لأنه يعد الضمانة الأساسية، بل الوحيدة، للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها وعدم الوقوع في فخ الفراغ الدستوري والانزلاق إلى ما لا يحمد عقباه، هذا الإصرار ينبع أساسا من قناعاتنا الراسخة بهذا المبدأ الذي لا بـديـل عنه، ولن نحيد عنه، فالجزائر أمانة الشهداء عرفت عبر تاريخها النضالي الطويل العديد من المحن والويلات، سواء من خلال ما اقترفه الاستعمار البغيض في حق شعبها من همجية ودمار، أو من خلال ما ارتكبه الإرهاب المقيت من مآسي ونكبات، أو ما تسببت فيه العصابة من نهب واختلاس وتبديد لمقدرات الأمة.

فالجزائر، هذا الوطن الغالي، عظيمة برجالها الأشاوس وبتاريخها المجيد، وبإمكانياتها الوافرة وإنجازاتها المتعددة ومستقبلها الواعد، ليست لعبة في أيدي المغامرين، وإننا في الجيش الوطني الشعبي نعمل باستمرار وبيقظة كبيرة على صونها وحمايتها والحفاظ عليها، ونقف بالمرصاد لكل من يحاول المساس باستقرارها وأمنها وسمعتها ومكانتها.

وفي نفس السياق أكدنا منذ بداية الأزمة على ضرورة تبني نهج الحوار، الذي يعد السبيل الأمثل لتقريب وجهات النظر، والوصول بالبلاد إلى بـر الأمان، شريطة أن يجرى هذا الحوار في جو تسوده النوايا الحسنة والصدق والأمانة، وتديره شخصيات وطنية مخلصة وذات مصداقية وكفاءة تؤمن فعلا بالحوار وتعمل على إنجاحه ولا تنتظر جزاء ولا شكورا، تقدم المصلحة العليا للوطن، وتنـأى بنفسها عن الشروط المسبقة التي تعرقل مسار الحوار، ذلك أننا نؤمن بالحوار الجاد المضبوط الأهداف و نباركه وندعمه، حوار بناء كفيل بتقديم الحلول المناسبة وخلق الظروف الملائمة للذهاب إلى الانتخابات الرئاسية، وتنظيمها في أقرب الآجال، والتي تمر حتما عبر التنصيب العاجل للهيئة الوطنية المستقلة لتحضير وتنظيم ومراقبة الانتخابات الرئاسية كأولوية قصوى في مسار الحوار الوطني.

وبهذه المناسبة فإننا في الجيش الوطني الشعبي، نثمن جهود الهيئة الوطنية للوساطة والحوار في مسعاها النبيل، ونشجع مبادراتها الرامية إلى الإسراع في تنظيم جولات الحوار واتخاذ كل الإجراءات التي تؤدي إلى تحقيق الهدف المنشود.

وفي هذا الصدد، نشير أن الجيش الوطني الشعبي الذي رافق ومنذ البداية مطالب الشعب الجزائري التي عبر عنها خلال المسيرات السلمية، يقدر اليوم رفقة الخيرين من أبناء الوطن أن المطالب الأساسية قد تحققت وبشكل كامل، وبقيت مرحلة الانتخابات الرئاسية وما يتعلق بها من ضبط الإجراءات الضرورية لإنجاحها، ومع ذلك نسجل أن بعض المجموعات الصغيرة المرتبطة بالعصابة، تصر على رفض كل المبادرات المقدمة والنتائج المحققة، من خلال رفع شعارات مغرضة ونداءات مشبوهة، تستهدف التقليل من أهمية ما تحقق، والتشبث بمطالب غير معقولة تجاوزتها الأحداث والإنجازات.

وبالمناسبة ندعو مختلف وسائل الإعلام الوطنية إلى عدم الوقوع في مغالطات أعداء الوطن، والإسهام البناء والفعال والإيجابي في هذا المسعى الوطني النبيل والمصيري في حياة الأمة، وعدم الانسياق وراء المخططات المشبوهة”. 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى