في الذكرى الثالثة/ خطوات التغيير أثارت ارتياح الجبهة الاجتماعية.. تمتين البيت الداخلي على رأس أولويات رئيس الجمهورية

قبل 3 سنوات من الآن ، كانت الشوارع مزدحمة بكل فئات المجتمع نساء ورجال شيوخ وشباب، العامل والبطال في مسيرات سلمية رافعين شعارات غاضبة من الوضع الذي دفع أبناء الوطن إلى” ركوب البوطي ” حالمين بالجنة في الضفة الأخرى، أحلام أقرب للأوهام في كثير من الأحيان. أغلب السبل أغلقت حينها وكل الابتكارات لم تجد الطريق الى التحقيق، اليوم الوضع مختلف شباب حلموا بالعمل فأصبح بإمكانهم إنشاء مؤسسات، ذوو دخل ضعيف أرهقتهم الضريبة على الدخل فتمّ تحريرهم منها ، أسر احتضنها سكن وأخرى تنتظر ،..المشهد اليوم مختلف عن سابقيه وان كان هناك خلاف حول حجم الانجازات ولكن المؤكد أنه 3 سنوات فقط من عهدة الرئيس تبون فتحت باب الأمل في انتظار تحقيق الأفضل.

تعهّد الرئيس فور انتخابه بالارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطن و دعم قدرته الشرائية خصوصا الطبقة المتوسطة و الهشة، كما جدّد تأكيده على “إلغاء الضريبة على أصحاب الدخل الضعيف” ..

كوفيد .. نجاعة في التصدي لوباء عالمي

حلّ على الجزائر في بداية عام 2020 ضيف ثقيلا على غراره حلوله على كل دول العالم ، فاجأ الجميع ، وأجّل الخطط خصوصا الخطط الاجتماعية، وتصدر فيروس كورونا أعلى الأجندة الاجتماعية في الجزائر ، ورغم الشكل المفاجئ الذي حلّت به الكوفيد 19، الا أنه يحسب للرئيس تبون في هذا الشأن نجاح إدارته في تسيير أزمة الكورونا بكل تبعاتها الاجتماعية والاقتصادية، هذا الوباء العالمي الذي هدّد كينونة حتى الدول الكبرى نتيجة الإغلاق الذي فرضته على كل دول العالم بلا استثناء، رغم أنه لم يكن قد مرّ على انتخاب رئيس الجمهورية سوى 90 يوما ، ومع هذا نجحت الجزائر من خلال إدارته في مواجهة أكبر تحدي واجهته البشرية في هذا القرن إلى حد الآن ، وبفضل السياسات التي إنتاجها رئيس الجمهورية تمكّنت الجزائر من تأمين جبهتها الداخلية في مواجهة هذه الأزمة وفي هذا السياق تمّ التكفّل بالفئات المتضرّرة وتقديم المساعدات والدعم المادي والمعنوي للأسر والمرضى .

استحداث عدّة آليات لدعم الجبهة الداخلية

وفي أعتاب مرحلة التعافي من تداعيات الوباء سجّلت الجزائر أريحية مالية معتبرة مكّنتها من سنّ زيادات جديدة بشكل تدريجي في الأجور، تمّ اقرارها في قانون المالية لسنة 2022، من خلال تخفيض الضريبة على الدخل الإجمالي للأجور التي لا تزيد عن 30 ألف دينار، وأيضا رفع النقطة الاستدلالية لموظفي الإدارة العمومية، واستحداث منحة البطالة وهي بحد ذاتها بمثابة آلية فعالة في مواجهة شبح البطالة الذي يخيّم على فئة الشباب ، إلى جانب استحداث آلية المؤسسات الناشئة وهو من ضمن المشاريع الواعدة التي تخلق مناصب العمل وتدعم الابتكار والابداع بشكل فعال وناجع، وعلى وقع الآريحية المالية، قرّر رئيس الجمهورية رفع معاشات التقاعد بشكل نسبي، بل أعلن عن زيادة أخرى للأجور وهذه المنح بدءا من سنة 2023.

الرّدع الحل الأمثل لمواجهة المضاربين

هذه الإجراءات وغيرها ساهمت إلى حد بعيد في تحسين القدرة الشرائية للجزائريين، خصوصا بعد تأثّر أسعار المواد الغذائية في الوطن بالزيادات غير المسبوقة في السوق الدولية، نتيجة لتداعيات الحرب الاوكرانية الروسية وتأثيرها على مجالات الطاقة والغذاء خصوصا الحبوب .

خطوات ايجابية أخرى تحقّقت من خلال فرض القانون لقمع المضاربة في المواد الغذائية الأساسية التي عانت من ندرتها موائد الأسر الجزائرية وارتفاع اسعارها .

ان إجراءات الضرب بيد من حديد ضد المضاربين، واستحداث آلية منحة البطالة ودعم الشباب في إنشاء مؤسساتهم ، ودعم أصحاب الدخل المنخفض إلى جانب منح إعداد معتبرة من السكنات بكل الصيغ أسهم في تمتين البيت الداخلي وتقوية الجبهة الداخلية، في انتظار تحقيق إنجازات أخرى في هذا المجال تنعكس بشكل مباشر على تعزيز القدرة الشرائية .

إطلالة دورية على الاعلام

وقد صار من المعتاد ان يطل الرئيس تبون، على الشعب الجزائري في اتصالات مباشرة ليطلعه على مختلف المستجدات ويشاركه أهم الأحداث في تاريخ هذه الأمة من خلال لقاءاته الدورية مع وسائل الاعلام و تغريداته على التويتر، معززا الاتصال المباشر بين الحاكم والمحكوم.

اليوم وبعد ثلاث سنوات من المسيرات الخانقة على الوضع، المشهد الاجتماعي يبدو مختلف عن سابقيه، ورغم الاختلاف حول حجم الانجازات لكن من المؤكد أنها موجودة وظاهرة للعيان في انتظار المزيد منها.

فايزة سايح

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى