فيصل بن طالب: “الرئيس تبون عكف على تجسيد الطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية”

كشف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب، اليوم الأربعاء، أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وتجسيدا للطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية، الذي هو مصدر نضال وفخر الشعب الجزائري، وتمسكه العريق بمبادئ العدالة الاجتماعية، عكف على وضع التدابير اللازمة لتجسيد هذا البعد ولاسيما ما تعلق بالرفع من حجم التحويلات الاجتماعية، ومجابهة الآثار السلبية الناجمة عن الأزمة الصحية المترتبة عن جائحة كورونا، بتخصيص أزيد من %27% من ميزانية الدولة لسنة 2024، للتحويلات الاجتماعية، من أجل تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، أين تم تثمين الأجر الوطني الأدنى المضمون بنسبة 11%، و رفع الأجور ومعاشات ومنح التقاعد بنسبة 47%، خلال الخمس سنوات الأخيرة، وإدماج أكثر من نصف مليون شاب في مناصب عمل قارة.

كما تم-يضيف الوزير في كلمته-، خلال مشاركته في أشغال الدورة 112 لمؤتمر العمل الدولي، المنعقدة بجنيف-سويسرا، إستحداث منحة للبطالة، حيث يتم تكوين المستفيدين منها في تخصصات تستجيب لمتطلبات سوق الشغل، بتخصيص سنويا غلاف مالي قدره 3،44 مليار دولار، لمرافقة طالبي العمل للولوج إلى عالم الشغل.

و عبّر بن طالب، خلال المؤتمر، عن ثقة الجزائر في نجاح هذا الحدث الدولي الهام، بما يحقق تطلعات الشعوب للسلم والاستقرار الاجتماعيين والرفاه الاقتصادي، مهنئا جيلبرت هونغبو، المدير العام للمنظمة الدولية للعمل، على الجهود المبذولة لإنجاح هذا المؤتمر، من خلال معالجة موضوع “العقد الاجتماعي المتجدد”، الذي يستجيب لحاجة الشعوب لعقد اجتماعي يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والعمل اللائق والقضاء على الفوارق الاجتماعية.

و أشار وزير العمل، إلى أبرز العوامل التي فرضت نفسها وأثرت على أسواق الشغل، واستدعت إعادة النظر في العقد الاجتماعي القائم في الكثير من الدول، على غرار التغيرات المناخية، الثورة الرقمية وتحدياتها في سوق الشغل، إلى جانب التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الصحية الناجمة عن جائحة كوفيد 19.

و أضاف الوزير، في ذات السياق، أن الجزائر عملت على بناء عقد اجتماعي متجدد، في إطار الثوابت والمبادئ التي ترتكز عليها الدولة، وبشكل أساسي تلك المنصوص عليها في بيان أول نوفمبر 1954، ولاسيما الطابع الاجتماعي للدولة واحترام الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني، “وهي الوثيقة التي أسست لالتزام الجزائر إزاء القضايا العادلة في العالم”، يقول الوزير.

وعلى هذا الأساس، يضيف الوزير بن طالب، فقد جاء دستور 2020، ليحدد مرتكزات العقد الاجتماعي تحت عنوان “الجزائر الجديدة”، مستجيبا بذلك لطموحات المجتمع في إحداث تحولات اجتماعية وسياسية عميقة، تكرس الحرية والديمقراطية وتضمن الحقوق الأساسية وتعزز العدالة الاجتماعية، إلى جانب مكافحة الفساد وضمان مشاركة كل المواطنين في تسيير الشأن العام، مردفا في ذات السياق، أنه تم التأكيد على الحقوق الأساسية للعمال، ناهيك عن الحق في الحماية والأمن والنظافة والراحة والضمان الاجتماعي وحماية الأطفال من الاستغلال، مع تعزيز ممارسة الحق النقابي و الإضراب.

كما أكد الوزير فيصل بن طالب، أنه وعلى صعيد الحماية الاجتماعية، تم وضع سياسات متماسكة قائمة على المنظومة الوطنية للضمان الاجتماعي، ترتكز على مبادئ التضامن بين الأجيال والفئات المجتمعية والتوزيع وتوحيد الأنظمة والقواعد المتعلقة بتقدير الحقوق والامتيازات، من أجل الحفاظ عليه، وضمان ديمومته للأجيال الحالية والقادمة، كما تشمل التأمين عن المخاطر التسعة المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية ذات الشأن.

و أشار وزير العمل، خلال مداخلته، إلى أن المنظومة الوطنية للضمان الاجتماعي، تضمن امتيازات سخية لفائدة 30 مليون مؤمن لهم إجتماعيا و ذوي حقوقهم، مقارنة مع دول البحر الأبيض المتوسط، لاسيما نسبة التعويض في جل الخدمات المؤداة بنسبة تقدر بـ80%، أين يستفيد أكثر من 3,2 مليون مؤمن لهم إجتماعيا، من مزايا التقاعد بعد بلوغهم 60 سنة للرجل، و 55 سنة للمرأة.

عذا وأكد الوزير، أن الديناميكية الاقتصادية التي تشهدها الجزائر، خلال السنوات الأخيرة، مكنت من بلوغ نسبة نمو مقدرة بـ4،1%، وتوسيع التغطية الاجتماعية، وامتصاص العمل في القطاع الموازي وإدماجه ضمن القطاع الرسمي.

كما كشف ذات المتحدث، أنه وفي ظل السعي للعيش المشترك بين شعوب المعمورة، في إطار عقد اجتماعي متجدد، يعيش الشعب الفلسطيني أفضع أنواع الاضطهاد والحصار والظلم والتجويع، في ظل حرب إبادة ممنهجة، غيبت فيها أدنى الحقوق الأساسية للإنسان، مهيبا بكل فعاليات المجتمع الدولي، للعمل على وقف آلة الدمار التي ضربت عرض الحائط كل المبادئ والمواثيق الدولية، للحفاظ على أرواح الفلسطينيين، وتمكين العمال الفلسطينيين من حقوقهم المنصوص عليها في المواثيق الدولية، ودعمهم لإقامة دولتهم المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشريف.

شرف الدين عبد النور

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى