آخر الأخبار

فرنسا: الكيدورسي يُجنّد مؤثرين للترويج لدعايتها الاستعمارية الجديدة

زكرياء حبيبي

أفاد موقع “إنتليجنس أونلاين”، أن وزارة الخارجية الفرنسية، أطلقت عملية سرية لتجنيد المؤثرين الصغار، تستهدف في المقام الأول الطلاب، بهدف نشر الرسائل والترويج لمقاربات وإجراءات تخدم مصالحها الاستعمارية الجديدة.

وحسب المصدر ذاته، فإن الشباب الذين يتم تجنيدهم يندمجون في إستراتيجية أوسع للتأثير الإعلامي والدعاية، والتي يتم تنفيذها منذ عام 2022.

وبدأت وزارة الخارجية الفرنسية، من خلال مديريتها الفرعية للاستعلامات والإستراتيجية، في التعاون بشكل وثيق مع حوالي عشرة من المؤثرين الصغار لدعم حملاتها الاتصالية، حسبما أشار موقع “أنتيلجنس أونلاين”.

وتعتمد هذه الإستراتيجية على شباب، الذين غالبا ما يكونون طلابا، والذين تضم حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الآلاف من المشتركين.

ومن بين هؤلاء، تمت دعوة العديد من أعضاء مؤسسة الفكر الطلابية “أتوم موندي” لحضور اجتماعات في مقر الكيدورسي، بما في ذلك المدير المشارك كليمنت مولين، الذي لديه أكثر من 70 ألف مشترك على موقع “إكس”.

وذكرت تقارير أن وزارة الخارجية الفرنسية تستهدف الشخصيات التي تظهر اهتماما بالعلاقات الدولية.

وأوضح تشارلز ثيبوت، نائب مدير هذه الإدارة الفرعية، أن هذا النوع من التعاون هو جزء من نهج طويل الأمد، بدأ عند إنشاء الوحدة في عام 2022. وأنه وراء هذه المقاربة، لا يقتصر الأمر على تحديث الاتصالات الدبلوماسية فحسب.

وتسعى فرنسا إلى بناء جيش رقمي مؤثر، يتجاوز وسائل الإعلام التقليدية، ويؤثر بشكل مباشر على آراء جمهورها الشاب. كما لا يقتصر دور هؤلاء المؤثرين على نقل المحتوى الرسمي.

وأفاد موقع “إنتليجنس أونلاين” إلى أن هؤلاء الشباب يتم تعبئتهم أيضًا في إطار الكفاح ضد المنافسين والخصوم للدبلوماسية الفرنسية.

ولهذا الغرض، يُزوَّد هؤلاء الشباب أحيانًا بوثائق داخلية. رسميًا، تُقدَّم هذه الوثائق كملاحظات تحليلية تُساعد على “وضع” الأحداث العالمية في سياقها الصحيح. ولكن في بعض الحالات، يُقال إن المحتوى المُستلَم أكثر حساسية.

وتعتمد هذه الإستراتيجية على النشر المبكر للروايات المعادية حول البلدان التي لا تتماشى مع النهج الفرنسي، تحت غطاء تحليلات مستقلة مفترضة.

وحسب المصدر ذاته، يُتيح هذا لباريس بناء شبكة من المؤثرين الجاهزين لإيصال مواقفها في الفضاء الرقمي. علاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الإستراتيجية غير المكلفة تُثير المخاوف بشأن التلاعب بالرأي العام عبر قنوات غير مهنية ويصعب السيطرة عليها.

ومن خلال الاعتماد على الشباب المُطيع الذي يُغريه القرب الظاهري من كواليس الدولة، تسعى فرنسا إلى خلق وهم الالتزام التلقائي بسياساتها الخارجية.

ويتعلق الأمر هنا، بأداة دعائية حديثة، تحت غطاء تربوي. ويخلص موقع “إنتليجنس أونلاين” إلى أن هذه الإستراتيجية ليست خالية من المخاطر، لا سيما في حال تسريب معلومات غير مُسيطر عليها.

جدير بالذكر، أن فرنسا اعتمدت قانون “أفيا” سنة 2018 بهدف إسكات جميع الأصوات والمنشورات المعارضة للرؤية المهيمنة للاستعمار الجديد والمخططات الصهيونية. ونصّ قانون “أفيا” على الرقابة على المحتوى الذي يُعتبر “مُحرّضًا على الكراهية” تجاه شخص أو مجموعة أشخاص بسبب أصلهم أو انتمائهم إلى عرق أو دين أو عرقية أو أمة أو توجه جنسي معين.

وكشف قانون آفيا عن خطورته وانحيازه للصهيونية. فهذه الأخيرة، من خلال رأس حربتها، المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، لا تزال ترمي بكل ثقلها لحظر ومنع كل ما يُعارض مخططات الإبادة والهيمنة الصهيونية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى