فاغنر تنسحب من مالي: نهاية مغامرة فاشلة لمجموعة المرتزقة الروسية

أعلنت مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر، الموجودة في مالي منذ عام 2021، عبر صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، الجمعة، أن عناصرها سيُنهون وجودهم في هذا البلد، مشيرة إلى أنها أنجزت مهمتها وقاتلت “الإرهابيين الجهاديين”، حسب ما ورد في منشورها.
تكشف اللغة المستخدمة عن معنويات منخفضة (لما تبقى من القوات). من “معركة تينزا” إلى هجمات بوليكيسي، كانت الخسائر فادحة، فيما لم تكن القوات المسلحة المالية (FaMa) درعًا فعالًا أو مساعدة حاسمة. جهل فاغنر بالطبيعة القاحلة لأرض شمال مالي، بالإضافة إلى تكتيكات الجماعات الإرهابية، لم يتركا لهم عمليًا أي فرصة للانتصار.
فاغنر في مالي: مشهد النهاية
سقط الخبر عبر بيان مصوّر مدته دقائق قليلة، نُشر على قنوات مجموعة فاغنر في “تيليجرام”.
قرّر مرتزقة المجموعة الروسية -التي أسسها يفغيني بريغوجين- مغادرة مالي، حيث كانوا يعملون إلى جانب الجيش منذ نهاية 2021 لمحاربة المجموعات المسلحة المتمردة والجهادية.
قرار الانسحاب يتجاوز فاغنر ويشمل الكرملين مباشرةً، الذي كان قد أرسل إشارات لأسابيع عن نيّته التحرك بهذا الاتجاه، خاصة بعد استعداء الجزائر.
كما أن الموقف الجزائري -الذي ظلّ لشهور يُطالب روسيا بمراجعة استراتيجيتها في الساحل- قد يكون أحد دوافع هذا القرار.
الكرملين يُصحح مساره
أتيح لموسكو وقتٌ طويلٌ لمراجعة مهمة “فاغنر” في مالي، التي فرضتها إلى حد كبير صداماتها مع أوروبا؛ إذ كانت تحتاج إلى مجال جيوستراتيجي جديد للتوسع، بينما كانت مالي الطرف الطالب. لكن الأمور اليوم لم تسر كما كانت تتوقع موسكو.
فلم تواجه “فاغنر” صعوبات جمة في التوغل بشمال مالي فحسب، بل تكبدت خسائر فادحة. والأسوأ من ذلك، أن سكان شمال مالي رفضوهم. ومن المستحيل عمليًا كسب أي معركة دون دعم السكان المحليين.
الوقت الممنوح للجنكة الحاكمة يقترب من النهاية
لكن السبب الحقيقي الذي دفع الكرملين للانسحاب هو اقتناعه بأن جنكة باماكو قد غرقت في مستنقع لا يُسهل الخروج منه. “غويتا” يلعب ضد فريقه، ضد الزمن، وضد شعبه في الشمال: أسباب كافية لبدء التخطيط لمرحلة ما بعد غويته.
أما الشارع في باماكو فقد بدأ يتململ. فأصبح كل شيء الآن مسألة وقت لإعادة إحياء دولة تتهاوى تحت وطأة تناقضاتها الداخلية…
ف.أ
عن موقع الساحل أنتلجينس