عطاف يؤكد من جدة على 3 أمور رئيسية بخصوص الجهود الدبلوماسية المبذولة لخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط

أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم، خلال الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي حول الجرائم المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني واعتداءاته على سيادة الجمهورية الإيرانية، على 3 أمور رئيسية بخصوص الجهود الدبلوماسية المبذولة لخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
وقال عطاف أن جهود خفض التصعيد هذه يجب ألا تترك حول التجليات الجانبية للصراع وتغفل عن جوهر ولب ذات الصراع، مبرزا أن خفض التصعيد يجب أن يبدأ بوقف حرب الإبادة الدائرة رحاها في الأ راضي الفلسطينية المحتلة، وفي غزة تحديداً.
ولفت عطاف، في ذات السياق، إلى أن جهود خفض التصعيد يجب أن تتوجه وفي المقام الأول صوب المعتدي والمتسبب الرئيسي في التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، فالأولى ثم الأولى-حسب الوزير عطاف- هو كبح جماح المحتل الإسرائيلي الغاصب والمتجبر وحمله على الكف عن انتهاكاته وتجاوزاته وخروقاته التي لا حصر ولا عدد لها في فلسطين وفي سائر جوار فلسطين.
كما أكد عطاف، لدى تطرقه لثالث الأمور، بخصوص جهود خفض التصعيد، أن هذه الأخيرة يجب أن تتجاوز عامل الظرفية وتندرج ضمن نطاق أوسع وأمد أطول “لأن تحقيق السلم المستدام والأمن الدائم في المنطقة يبقى مرهوناً بمعالجة القضية الفلسطينية وحلها وفق الثوابت والمراجع والضوابط التي توافقت بشأنها المجموعة الدولية، وذلك عبر إحقاق الحقوق الوطنية الشرعية والمشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه الأصيل والمتأصل في إقامة دولته المستقلة والسيدة وعاصمتها القدس الشريف”، يقول الوزير.
شرف الدين عبد النور
النص الكامل لكلمة الوزير أحمد عطاف خلال الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي حول “الجرائم المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني واعتداءاته على سيادة الجمهورية الإيرانية”
“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين
شكراً السيد الرئيس.
يلتئم جمعنا الطارئ هذا لبحث التطورات الخطيرة : تسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وهي الت طورات التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي الإستيطان/ي فرضها على دول وشعوب المنطقة كواقع جديد قوامه التوتر الدائم والتأزم المستمر والصراع المتواصل على أكثر من جبهة وعلى أكثر من صعيد.
إنها سياسة التصعيد التي اتخذ منها الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني نهجاً وأسلوباً وخطة واستراتيجيا تجاه الدول المجاورة للتغطية عن لب وجوهر الصراع في المنطقة، ولتحويل أنظار المجموعة الدولية عن حرب الإبادة المتواصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولتسويق الصورة المزورة التي لم يعد يصدقها أحد. وهي صورة الكيان الأعزل، والكيان المحاصر، والكيان الضحية في جوار مناوء ومعادي.
إن هذه التصرفات الشائنة والممارسات المشينة التي يراد منها إدخال المنطقة في دوامة لا متناهية من الأزمات والصراعات والحروب تثبت بما لا يدع مجالا للشك أو التأويل:
أن الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني لا يجنح للسلم ولا يؤمن أصلاً بفكرة السلام ولا بخيار السلام كخيار استراتيجي
وبأن الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني يعتقد قولا وفعلاً أن أمنه واستقراره يكمن في لا أمن ولا استقرار جواره، وأن تمتعه بالأمن في حرمان الجوار منه
وبأن الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني يعتبر نفسه استثناء من كل ما أقرته المجموعة الدولية من قواعد وضوابط وأحكام للتعايش السلمي الحضاري والمتمدن
ولقد شهدنا مؤخراً كيف قابل هذا الاحتلال انتصار العدالة الدولية للقضية الفلسطينية، بإمعانه في جرائمه، وبتبنيه رسمياً قراراً برفض إقامة الدولة الفلسطينية، وبتوسيعه لرقعة الحروب إلى أكثر من وجهة وقبلة في المنطقة في سوريا، وفي اليمن، وفي لبنان، وأخيراً في إيران.
و من هذا المنظور، فإن الجزائر تجدد أشد الإدانة للعدوان الإرهابي السافر الذي تعرضت له إيران الشقيقة، والذي راح ضحيته رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية.
إن حقوق الشعوب وقضاياهم الوطنية لا يقضى : بالقضاء على حامليها أو المناصرين لها، ولا تدفن مع دفن من سقطوا باسمها واستشهدوا من أجلها. بل هي حقوق لا تضيع وقضايا لا تندثر ما دام هناك شعب يؤمن بأحقيتها وشرعيتها.
فللشعب الفلسطيني منا أصدق آيات التعازي والموا في مصابه الجلل، ولإيران الشقيقة أصدق عبر التضامن في وجه عدوان إرهابي سافر يستدعي منا الشجب والإدانة والاستنكار.
وبالنظر للجهود الدبلوماسية المبذولة لخفض التصعيد، فإننا نرى ضرورة التأكيد على ثلاث أمور رئيسية
أولاً، أن جهود خفض التصعيد هذه يجب ألا تترك حول التجليات الجانبية للصراع وتغفل جوهر ولب ذات الصراع. وبعبارة أخرى، فإن خفض التصعيد يج ب أن يبدأ بوقف حرب الإبادة الدائرة رحاها في الأ راضي الفلسطينية المحتلة، وفي غزة تحديداً.
ثانياً، أن جهود خفض التصعيد هذه يجب أن تتوج وفي المقام الأول صوب المعتدي والمتسبب الرئيس ي في التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، فالأولى ثم الأولى هو كبح جماح المحتل الإسرائيلي ال غاصب والمتجبر وحمله على الكف عن انتهاكاته وتجا وزاته وخروقاته التي لا حصر ولا عدد لها في فلسطين وفي سائر جوار فلسطين.
ثالثاً وأخيراً، أن جهود خفض التصعيد هذه يجب أن تتجاوز عامل الظرفية وتندرج ضمن نطاق أوسع وأم د أطول لأن تحقيق السلم المستدام والأمن الدائم في المنطقة يبقى مرهوناً بمعالجة القضية الفلسطيني ة وحلها وفق الثوابت والمراجع والضوابط التي توا فقت بشأنها المجموعة الدولية، وذلك عبر إحقاق الحق وق الوطنية الشرعية والمشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه الأصيل والمتأصل في إقامة دولته المستقلة والسيدة وعاصمتها القدس الشريف.
وشكراً السيد الرئيس.”