عطاف: “الجزائر كسبت مكانة مرموقة دوليا بفضل سياسة خارجية على درجة عالية من الانسجام والثبات”
أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، أن الجزائر كسبت مكانة مرموقة على الساحة الدولية بفضل سياسة خارجية على درجة عالية من الانسجام والثبات تعكس التوجهات الكبرى لبيان أول نوفمبر 1954، مضيفا أن السياسة الخارجية للجزائر تميزت بالقوة والديناميكية خاصة في مجالها الإفريقي والعربي.
وأبرز أحمد عطاف في محاضرة نشطها بالمدرسة العليا الحربية الرئيس الراحل ” على كافي” يوم 23 أكتوبر 2024، بعنوان “السياسة الخارجية الجزائرية بين المبادئ والمصالح”، أهم محاور السياسة الخارجية للجمهورية الجزائرية، داعيا إلى ضرورة التمييز بين المبادئ الداخلية والمبادئ الخارجية، حيث أوضح بأن المبادئ الداخلية مرتبطة بالرافد التاريخي للأمة الجزائرية والتجارب الخاصة بها المستمدة من دبلوماسية الثورة، “حيث لا تزال هذه المبادئ قائمة في جميع تحركات ومبادرات الجزائر على جميع الأصعدة، ويتعلق الأمر هنا بقيم الحرية والاستقلال والمساواة في الحقوق بين الدول، وكذا حق الشعوب في تقرير مصيرها والتي كرستها النصوص التأسيسية للدولة الجزائرية بداية من دستور 1963 إلى غاية دستور 2020.
كما تطرق وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، للتجربة الجزائرية في ميدان الدبلوماسية عبر العالم من خلال مشاركتها في بلورة مبادئ وقرارات منظمة عدم الانحياز وتوجهاتها، وقد كان نشاط الدبلوماسية الجزائرية حسب الوزير، قويا وبمثابة نقطة انطلاقة نحو تطبيق اللائحة التاريخية 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة المتضمنة إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة ومن ثم بداية المد التحرري لاسيما في إفريقيا، كما أشار إلى أن الجزائر خاضت العديد من المعارك الدبلوماسية والقانونية للدفاع عن حقوق الشعوب المستعمرة.
أما المبادئ الخارجية-يضيف عطاف- فهي تلك المبادئ التي تبنتها الجزائر في سياق انضمامها لمختلف المنظمات الدولية والإقليمية على غرار منظمة الأمم المتحدة، حركة عدم الانحياز، منظمة الوحدة الإفريقية التي تحولت إلى الاتحاد الإفريقي، جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي وغيرها، مبرزا أن هذه المبادئ ارتكزت أساسا على مبادئ المساواة السيادية بين الدول، تسوية النزاعات بالطرق السلمية، الامتناع عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها في العلاقات الدولية، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وكذا احترام قواعد القانون الدولي بشكل عام.
كما وقف الوزير أحمد عطاف عند السياسة الخارجية المنتهجة من طرف الدولة الجزائرية في إفريقيا، والمتمثلة أساسا في المبادئ التي ارتكزت عليها منظمة الوحدة الإفريقية وبعدها الاتحاد الإفريقي من بينها مبدأ تحريم المساس بالحدود الموروثة عن الاستعمار، حيث يحظى بقوة قانونية خاصة في منظومة القيم والمبادئ الإفريقية ” كقاعدة أمرة” Jus Cogens “.
وقال رئيس الدبلوماسية الجزائرية في هذا السياق، أن الجزائر تكاد تصنع الاستثناء في قدرتها على التوفيق بين الخيارات التي تفرضها مبادئها الراسخة ومصالحها الوطنية ويرجع ذلك، حسب ذات المتحدث، إلى عاملين رئيسيين الأول هو أن السياسة الخارجية الجزائرية تتسم ببعد النظر، ولا تقتصر في تحليلها للأوضاع ومآلاتها على الظروف الآنية والظواهر العابرة. أما الثاني، فهو أن السياسة الخارجية الجزائرية تتبنى المصلحة الوطنية بمفهومها الشامل والواسع، بل والإستراتيجي، بعيدا عن المفهوم الضيق أو المحدود الذي يقتصر على الاعتبارات المادية أو الاقتصادية البحثة.
شرف الدين عبد النور